كلمة السفيرة أبوغزالة خلال مناقشة التقرير الأول للمرة السامية الموريتانية
كلمة السفيرة أبوغزالة خلال مناقشة التقرير الأول للمرة السامية الموريتانية
لجنة حقوق الإنسان العربية الدورة ( 210 ) لمناقشة التقرير الأول للمرة السامية الموريتانية ،وكلمة معالي السفيرة / الدكتورة هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد – رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية
سعادة المستشار السيد جابر المري ، رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية ، معالي السيد الشيخ أحمد ولد أحمد سالم ولد سيدي ، مفوض حقوق الإنسان والعمل الإنساني والعلاقات مع المجتمع المدني بالجمهورية الإسلامية ، معالي السيد عادل بن عبد الرحمن العسومي ، رئيس البرلمان العربي ، سعادة المستشار السيد سلطان الجمالي ، أمين عام الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان.
أصحاب السعادة ، السيدات والسادة ..
يطيب لي ونحن نجتمع اليوم لعقد الدورة العشرين للجنة حقوق الإنسان العربية ، التي سيتم خلالها بحث ونقاش التقرير الأول للجمهورية الإسلامية الموريتانية ، أن أرحب بكم في مقر الجامعة العربية ، بيت العرب ، و أنقل اليكم ، بهذه المناسبة ، تحيات معالي الأمين العام ، السيد أحمد أبو الغيط ، وما يحدوه من حرص لمزيد من الدعم لجهودكم الرامية لتعزيز إشعاع لجنة حقوق الإنسان العربية بين الآليات التعاهدية الإقليمية والدولية ، وإيمانه الراسخ بأهمية تضافر الجهود ومزيد العمل والتنسيق والبذل من أجل ترسيخ مكانة هذه اللجنة ودورها المحوري ضمن منظومة حقوق الإنسان العربية .
كما يسعدني أن أتقدم بجزيل الشكر لكل الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في موريتانيا لما أبدته من تعاون مقدر قصد تأمين أسباب الاعداد الجيد لهذه الدورة ، ما أكد التزامها بالمقتضيات المترتبة عن الانضمام للميثاق العربي لحقوق الإنسان وانخراطها في آليات العمل العربي المشترك في مجال احترام حقوق الإنسان قصد المساهمة في الجهود المبذولة لمزيد الارتقاء بها حتى تواكب المعايير الدولية وتستجيب لتطلعات الشعوب العربية في تحقيق الازدهار والتقدم والنماء أصحاب
السعادة السيدات والسادة.
اسمحوا لي ونحن نستقبل بيننا وفدا رفيع المستوى من أقصى دولة عربية مغاربية في حدود أمتناء أن أذكر بانضمام موريتانيا الى الميثاق العربي لحقوق الإنسان في فبراير 2019 ، دون تحفظات على مواده بما يؤكد حرصها على الإيفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان إقليميا في إطار من التعاون المثمر والحوار التفاعلي البناء بين اللجنة ومختلف الجهات الرسمية والوطنية والمدنية والوسط الحقوقي الموريتاني في شموليته .
إن لموريتانيا تاريخا عربيا وإسلاميا عظيما بوأها مكانة تستمدها من الخصوصية الثقافية التي تميزها عن غيرها حيث نستحضر في هذا الخصوص شهادات كل من طه حسين وأحمد حسن الزيات وغيرهم من أعلام النهضة بشأن الدور البارز لعلمائها والمعروفين بـ ” الشناقطة ” في تجديد ينابيع الفكر العربي الحديث ، فلقد كانت رحلاتهم إلى الحج رحلات علمية تقتضي من أصحابها المرور على أبرز العواصم العربية فيكون لهم لقاءات بمفكريها للتزود بالمعارف والعلوم والآداب وهو ما يفسر سعة باعهم في اللغة والنحو والسيرة والشعر إلى أن اشتهرت أنها بلد المليون شاعر حين كان عدد سكانها مليون نسمة أصحاب السعادة ، السيدات والسادة ، إن جامعة الدول العربية تواصل التنسيق مع كافة الدول العربية لتأمين كافة أسباب نجاح القمة العربية التنموية ، الاقتصادية والاجتماعية الخامسة التي ستحتضنها الجمهورية الإسلامية الموريتانية في مطلع السنة القادمة 2023 ، لا سيما في ضوء الحرص الذي يحدو الأشقاء الموريتانيين لأن يكون هذا الاستحقاق مناسبة لمزيد الارتقاء بالعمل العربي المشترك في هذه المجالات الحيوية تعزيزا لحقوق المواطن العربي الاقتصادية والاجتماعية والتنموية .
الحضور الكريم إذ تجدد الشكر للجمهورية الإسلامية الموريتانية على مصادقتها مؤخرا على تعديل الفقرة الأولى من المادة ( 45 ) من الميثاق بشأن تعديل مسمى اللجنة لتصبح ” لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان ” ، فإن الأمل يحدونا أن تبادر كذلك بقية الدول الأطراف بعملية المصادقة حتى يتسنى اعتماد هذا التعديل في أقرب الآجال الممكنة .
وفي نفس السياق تتأكد ضرورة النظر في سبل تجاوز المعوقات التي تحول دون استكمال تصديقات كل الدول العربية على هذا الميثاق ، الذي سنحتفل سنة 2024 بمرور عشرين سنة على كأحد أهم الصكوك القانونية المرجعية في المدونة الحقوقية للدول الأطراف وعلى المستويين صدوره ، الإقليمي والدولي .
أصحاب السعادة ، أود في الختام أن اجدد الإعراب عن سعادتي أن أكون بينكم في هذه الجلسة الافتتاحية للدورة ، التي أسال الله تعالى أن تكلل أعمالها بالنجاح ، وان تحقق أهدافها في المرافقة والدعم والمساندة لكل الجهود التي تبذلها الجمهورية الإسلامية الموريتانية من أجل إعمال الحقوق والحريات المنصوص عليها في الميثاق العربي لحقوق الإنسان وإننا على ثقة أن يفضي الحوار التفاعلي المفتوح والشفاف بين أعضاء اللجنة والوفد الموريتاني ، إلى اعتماد توصيات ومقترحات ختامية ستكون محل اهتمام ومتابعة من قبل مختلف الآليات والهياكل في منظومة حقوق الانسان العربية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.