تغطية مجلة “نهر الأمل ” لندوة منصة “إستثمر وقتك”
إتخاذ القرار فى الحياه الزوجية
تغطية إخبارية: وفاء ألاجة
نظمت منصة ” إستثمر وقتك” ندوة تحت عنوان ” إتخاذ القرار فى الحياه الزوجية ” للمدربة أسمهان نزار عضو منصة الباحثين “إيفاد” وأشارت لأهمية الزواج فى الاسلام وأسس إتخاذ القرار بين الزوجين فالزواج فى الاسلام يعد من أسمى العقود وهو الميثاق الغليظ وله شروط حددها الشرع بإيجاب وقبول طرفى العقد وهما ولى الأمر والزوج وبحضور الشهود على هذا العقد وبالاشهار ، ويعد الزواج من النعم التى منحها الله لعباده ورغب بها وحث عليها بالقرآن الكريم والاحاديث الشريفة ” ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لكم أزواجاً وذرية” .
وللزواج أهمية كبرى فى الاسلام لكونه الميثاق والعقد الذى يحفظ المجتمعات ويحفظ النسل البشرى بالصيغة الصحيحة وإقامة للشريعة الاسلامية وإعلاء لكلمة التوحيد وتحقيق مقاصد الزواج بالسكن للزوج ليطمأن من الكدر والشقاء وللزوجة يغنيها عن الكسب والرزق والمودة والرحمة والعطف والتعاون بين الزوجين يحقق لهم نفعا ويجلب الرزق ويدفع الفقر عنهما ومن مقاصد الزواج فى الاسلام الربط بين الأسر من خلال الأصهار ويساهم فى تبادل المنافع بين الناس ، والسكن ليس فقط المقصود به السكن المستقل ولكنه لمشاركة الأفكار والحصول على الطمأنينة والراحة النفسية والاستقرار وتنشئة الأطفال التنشئة السوية ورعاية الزوج للمرأة من أبرز مقاصد الزواج وقيام كل منهما بواجباته ومسؤلياته نحو الآخر.
أسس إتخاذ القرار بين الزوجين:
وتعد أسس إتخاذ القرار بين الزوجين مهمة لتسهيل عملية إتخاذ القرار فى شئون الأسرة ،فالمشاورة مطلوبة من قبل الشريكين، الزوجة من زوجها والزوج من زوجته، ولن تنقص قيمة أحد منهما أو كرامته أو رجولته -كما يظن البعض- إن هو أخذ بمشورة الآخر. ويجب أن نبيّن أن المشورة لا تعني الأمر ولا تعني الفرض، يعني إذا تم التشاور بين الزوجين ثم قرر الزوج خلافاً لما أشارت إليه الزوجة فإن ذلك لا يعني شماتة أو نقص بثقة الآخر ولا يصح لها أن تغضب، ويمكنها طلب توضيح ذلك فقط دون ممارسة الضغط النفسي أوالمعاتبة
طرح مفهوم الندِّية
وعلينا أن نضع نصب أعيننا أن الزوج ليس ندًا أو عدواً أو منافساً يجب أن نواجهه ونتحداه، وأن الحياة الزوجية ليست معركة علينا أن نخوض غمارها وننتصر فيها. ولابد لنا أن نقف عند نقطة هامة وجوهرية، ونعني أنه ليس المهم من بيده سلطة اتخاذ القرار بقدر ما هو مهم أن يكون القرار المتخذ والمعمول به قراراً سليماً وفي صالح الحياة الزوجية
ويتشارك الأزواج باتخاذ القرار الموحد في الأمور التالية: الإنفاق، الإنجاب، الذهاب إلى الطبيب، سياسة تربية الأولاد. بينما تتحمل غالب النساء مسؤولية تربية الأولاد. كما يوجد تفاوت بين البلدان من حيث تفرّد المرأة باتخاذ القرارات المالية الخاصة بها. وفيما يتعلق بطرق حلّ النزاعات بين الزوجين اعتبر الحوار وأسلوب المناقشة كمعدّل وسطي لأجوبة العينة. كما يوجد حالات نزاعات زوجية قائمة على مشكلة التنافس والتحدي بين الزوجين. صراع الأدوار بين الزوجين وحول من يتخذ القرار في المنزل، وهو ما يسمّى في علم الاجتماع “صراع الأدوار بين الزوجين”،
ما هي الإرشادات الوقائية لتفادي هذه المشكلة الزوجية؟ وما هي الإرشادات العلاجية لمثل هذه الحالات؟
أولاً: التصنيفات الاجتماعية للحالات الأكثر عرضة لـ”صراع الأدوار”
إن أكثر الأزواج عرضة للتنازع على سلطة أخذ القرار في الحياة الزوجية هم: – الزوجة المتسلطة والزوج المتسلط في منزل واحد حيث لا يمكن لأحدهما أن يتنازل عن رأيه.
– اختلاف البيئة الأسرية بين الزوجين أي أن تكون الزوجة من بيئة أسرية تربت على التشاور والاحترام المتبادل بين الزوجين بينما يكون الرجل من بيئة أسرية تربى فيها على أن الرجل وحده الآمر والناهي (والعكس صحيح).
– التفاوت الطبقي والثقافي بين الزوجين: عندما تكون الزوجة أغنى من الرجل أو من طبقة اجتماعية أعلى والعكس صحيح.
– عدم الانسجام الفكري وعدم النضج العاطفي والعقلي المتبادل بين الزوجين.
– النقص المعرفي في الحقوق والواجبات الشرعية بين الرجل والمرأة.
– فقدان الثقة المتبادلة بين الزوجين (الثقة هنا فيما يتعلق بالقدرة على اتخاذ القرارات السليمة).
– إصابة أحد الزوجين بأمراض نفسية واضطرابات سلوكية (مثال البارانويا، العدوانية، النرجسية).
وهناك إرشادات وقائية يجب أن نسترشد بها لتفادي النزاع الزوجي حول اتخاذ القرار، لا بد لنا أن نفسر لماذا يختلف الزوجان عند اتخاذ القرار وكيف نتعامل معه؟
1- وجهات النظر: ينظر الرجل والمرأة إلى أمور الحياة ومجرياتها من نقاط أفضلية متغايرة إذ كل منهما ينظر إلى نفس الموضوع بصورة مختلفة. وعادة ما يكون الاختلاف في وجهات النظر لكثير من الأمور نظراً لاختلاف تكوين الشخصية والخبرة الحياتية عند كل من الزوجين.
لذلك على كل منهما أن يسعى لفهم وجهة نظر الآخر واحترامها وتقبلها.
ومن الأمور التي تختلف وجهات نظر الزوجين فيها، هي:
– أولويات الإنفاق: يختلف الرجل عن المرأة في تحديد أولويات الانفاق في المنزل. لذلك يستحسن منذ البداية تحديد هذه الأولويات بين الزوجين والاتفاق عليها، مثال : إعداد ميزانية العائلة، إعداد خطة لطرق الإدخار.
– تربية الأبناء: يختلف الزوجان في أسلوب تربية الأبناء. وعادة ما تكون المسؤولية مشتركة بين الزوجين في تربية الأبناء بنسب متفاوتة. فقد تكون وظيفة الأم أكبر من وظيفة الأب في مرحلة معينة أو في ظروف خاصة وقد تكون وظيفة الأب أكبر من وظيفة الأم في مراحل معينة أو في ظروف خاصة، والمهم أن يتفق الزوجان على سياسة تربوية موحدة يعتمدونها في تربية الأبناء تفادياً لنشوء خلافات زوجية حول هذا الموضوع.
2-أسلوب المحادثة بين الرجل والمرأة: يتكلم الرجل بلغة مختلفة عن لغة المرأة أي أن طريقة تعبير الرجل عن ما يريده وما يفكر فيه مختلف عن طريقة تعبير المرأة. عادة ما يكون الرجل دقيق في اختيار عباراته وواضح. كما يعبرّ عن احتياجاته ومطالبه بطريقة مباشرة ومحددة. بينما نرى المرأة تتكلم بلغة المشاعر قبل توضيح المعلومات التي تريدها (أي تعبّر عن مشاعرها بالدرجة الأولى قبل الخوض بالمسألة المطروحة بين الزوجين)، وعادة ما تستعمل المرأة أساليب خاصة في الكلام مثل صيغة التفضيل أو صيغة المبالغة وأسلوب المجاز والاستعارة.
وهذه الاختلافات في أسلوب المحادثة تخلق مشاكل زوجية نتيجة سوء فهم مقصد الطرف الآخر لعدم تفهّم أسلوب المحادثة المتغاير بين كل من الزوج والزوجة. هي اتساع أفق.. هو أسلوب تركيزي يختلف الرجل عن المرأة في اتخاذ القرارات لاختلاف أسلوب التفكير. فإن أسلوب تفكير الرجل في الحياة هو أسلوب تركيزي أما أسلوب المرأة هو التعميم وسعة الأفق. فالمرأة بسبب سعة الأفق في التفكير لا تتمكن من التركيز على أمر واحد بل تنظر إلى الاحتمالات الأخرى التي تكون لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بذلك الأمر.
فعلى الرجل أنه عندما يطرح قضية للتشاور عليه أن يصبر ويتفهم حاجة زوجته في جمع المعلومات والتكلم عن الاختيارات والبدائل والخوض في تفاصيل الموضوع كذلك على الزوجة ألا تغضب إن رأت زوجها يستغرق في التفكير بمفرده فهذه مرحلة من مراحل تفكيره ينتهي منها ثم يعود ليشاورها حتى تتخذا القرار النهائي معاً وعليها ألا تغضب إذا إتخذ قراراً مخالف لوجهة نظرها فهو درس الموقف بأكمله وإتخذ قراره بناءً على المشاورات التى تمت بينهما.
#مجلة_نهر_الأمل