السلامي: للشباب دور كبير في عجلة التنمية والإقتصاد لأي أمة
بقلم الدكتور خالد السلامي
الشباب هم قوة الوطن وطاقته التي تمكنه من تجاوز الحاضر والانتقال بأمان إلى المستقبل. دولة بلا شباب هي دولة بلا مستقبل، دولة محكوم عليها بالفشل. فالشباب هم أساس الأمم ووقود نهضتها وعمادها. فهم قادة سفينة الوطن نحو مستقبلا أكثر تطورا وتقدما. الشباب هم نبض الحياة في عروق الأمم والاوطان. إن للشباب دور كبير في عجلة التنمية والاقتصاد لأي أمة. يملك الشباب قوة يمكن استغلالها في التنمية في كافة القطاعات. لا يحتاج الشباب إلا إلى التحفيز على العطاء والإبداع وتقديم كل ما هو مثمر والبحث عن الأفكار الخلاقة والريادية التي تساهم في البناء.
يحتفل العالم في الثاني عشر من أغسطس من كل عام باليوم العالمي للشباب. هذا اليوم مخصص للدور الذي يلعبه الشباب والشابات في إحداث التغيير في معالجة القضايا العالمية وتحقيق التنمية المستدامة. كما أنه بمثابة فرصة لزيادة الوعي بالتحديات والمشاكل التي تواجه شباب العالم. يؤكد اليوم العالمي للشباب على حقوق الشباب في الوصول الكامل إلى التعليم والرعاية الصحية والتوظيف والمشاركة الكاملة في الحياة العامة. كما يكرم اليوم العالمي للشباب ويحتفل بمساهمات المتطوعين والناشطين منهم الذين يبذلون كل ما يملكون من طاقة وجهد من أجل التغيير الإيجابي في جميع أنحاء العالم. إن الشباب هم المحفز الأول والأهم للسلام والازدهار، ليس فقط في مجتمعاتهم المحلية ولكن على المسرح العالمي. جيل الشباب اليوم هو الأكبر في التاريخ، حيث يوجد أكثر من ثلاث مليارات شاب أقل سن الثلاثين، وهم ما يعادل نصف سكان العالم، ما يمنحهم إمكانات لا مثيل لها للمساهمة في تحسين مجتمعنا.
إن دعم كافة فئات الشباب هدفاً أساسياً للعمل الشبابي، ولذلك يجب على العاملين مع الشباب تطوير الممارسات السليمة نحو دمج ذوي الإعاقة من الشباب في الأنشطة المتنوعة، وتعزيز وصولهم للخدمات الشبابية المتاحة، وتنجح تلك الممارسات حين يؤمن الناس بأهميتها ويتبناها جميع المشاركين، بدءاً من العاملين مع الشباب والمتطوعين من الشباب وصولاً إلى مختلف أفراد المجتمع لكي يعملوا معاً من أجل حصول الجميع على الاحترام والتقدير والقدرة على المشاركة، ويأتي هذا من خلال عملية مستمرة قائمة على التقييم والتحديث. كما أن للعمل الشبابي أبعاد مختلفة في دعم ذوي الإعاقة من الشباب.
إن العمل الشبابي الموجه لذوي الإعاقة من الشباب يستهدف دمجهم في المجتمع وتمكينهم من الوصول لأقصى إمكاناتهم، وتبدأ أولى خطوات هذه الرحلة بحصول العاملين مع الشباب على تدريبات لزيادة وعيهم بمفهوم الإعاقة وأنواعها المختلفة، فضلا عن مفهوم التمكين الاجتماعي لذوي الإعاقة، والذي يُعَرَف بأنه “إكساب ذوي الاحتياجات الخاصة مختلف المعارف، والاتجاهات، والقيم، والمهارات التي تؤهلهم للمشاركة الإيجابية الفاعلة في مختلف أنشطة وفعاليات الحياة الإنسانية، إلى أقصى حد تؤهله لهم إمكانياتهم وقدراتهم، إضافة إلى تغيير ثقافة المجتمع نحو الإعاقة من ثقافة التهميش إلى ثقافة التمكين”.
فللأسف، لا يتمتع ذوو الإعاقة من الشباب بنفس الفرص التي يتمتع بها نظراؤهم للمشاركة في الأنشطة التي تتبنى التنمية الإيجابية، ولذلك يحتاجون لتوفير مزيد من الاختيارات للأنشطة القائمة على التنمية الإيجابية، وهنا يأتي دور العاملين مع الشباب من خلال تطوير وعي جيد بأنواع الإعاقات المختلفة وكيفية التعامل معها، وتوفير خدمات سهلة الوصول، وتصميم أنشطة ملائمة يمكن أن تتيح لذوي الإعاقة المشاركة في الأنشطة الإيجابية، وتوعية الأطفال والشباب والعائلات بشأن التنمية الإيجابية، وإتاحة المعلومات عنها وتيسير الوصول إليها بوسائل متنوعة.
المجتمعات الشبابية بحاجة إلى تغيير الصور النمطية السلبية وإتاحة الفرصة لإمكانات الشباب من الأشخاص ذوي الإعاقة لكي يعيشوا حياة كاملة ومنتجة. إن التغيير في السلوك والتفكير يتطلب بعض الوقت، إلا أنه من المهم جدا ضرورة حصول جميع الناس على الأدوات المالية التي يحتاجونها من أجل تحسين حياتهم وأن يصبحوا مشاركين بشكل كامل اجتماعيا واقتصاديا داخل مجتمعاتهم.
نحن في دولة الإمارات العربية المتحدة نحتفي بشبابنا، ثمار نهضتنا، في كل يوم. شبابنا هم السواعد التي ساهمت في بناء مسيرة دولتنا. شبابنا الطموحين الذين آمنت بهم قيادتنا الرشيدة ووضعت كافة الإمكانيات لتعزيز حضورهم وتمكينهم في المجتمع واستثمار طاقاتهم الشبابية بكل بصيرة وحكمة. إن دولتنا راهنت بشبابها على مر العقود، وقد أثبتوا قدرتهم على الابداع، وأكدوا أن الانجازات ليس لها سقف حتى وصلت إلى الفضاء وطارت إلى المريخ. استطاع شبابنا، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، بناء مسبار الأمل بأياديهم ليضيفوا انجازًا آخر إلى مسيرة النجاحات التي حققتها الدولة. هؤلاء هم شبابنا الذين قال عنهم زايد -رحمه الله- أنهم هم الأمل.
يأتي احتفال العالم اليوم بالشباب في إطار اهتمام حكومة دولتنا بالشباب، وإتاحة كل الفرص لتمكينهم ليكونوا قادرين على تحمل المسؤوليات والابتكار. فقد أدركت دولة الإمارات أن شبابها هم أغلى من أجل مستقبل الوطن وتعزيز ريادته. إن دولة الإمارات العربية المتحدة تجاوزت مرحلة دعم الشباب إلى مرحلة تعزيز روح القيادة لديهم وإشراكهم في عملية صنع القرار.
إن حرص دولة الإمارات العربية المتحدة واهتمامها بالشباب تجاوز المستوى المحلي وامتد إلى شباب الوطن العربي من أجل دمجهم في صناعة المستقبل. قدمتم دولة الإمارات العديد من المبادرات لتفجير طاقات الشباب العربي وصقل مهاراتهم ومواهبهم لضمان التفوق في السوق العالمية.
المستشار الدكتور خالد السلامي
رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة
رئيس مجلس ذوي الهمم والاعاقه الدولي في فرسان السلام عضو مجلس التطوع الدولي افضل القاده الاجتماعيين في العالم وذلك لسنة 2021
رئيس مجتمع الانترنت الرقمي في دولة الامارات العربيه المتحدة