كلمة معالى السفيرة/ د.هيفاء ابوغزالة في افتتاح المؤتمر الوزاري
حول "تعزيز دور المرأة في مجتمعات النزاع وما بعد النزاع: أصوات محلية من المنطقة العربية"
كلمة معالى السفيرة/ د.هيفاء ابوغزالة الأمين العام المساعد – رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية
في افتتاح المؤتمر الوزاري حول “تعزيز دور المرأة في مجتمعات النزاع وما بعد النزاع: أصوات محلية من المنطقة العربية”
بواسطة: ميادة السيد
معالي حصة بنت عيسى بو حميد،
وزيرة تنمية المجتمع – دولة الامارات العربية المتحدة،
سعادة السيدة نوره السويدي،
الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام بدولة الإمارات العربية المتحدة.
السيدة سوزان ميخائيل،
المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في الدول العربية،
الجيش الإماراتي العظيم،
أصحاب المعالى، السيدات والسادة الكرام،
تشرفنا اليوم بمشاركة أصحاب السمو الشيخات اللواتي نعتز بوجودهن في هذا المحفل الهام، وتحية تقدير وإجلال لأم الإمارات على رعايتها الكريمة لهذا الحدث الإقليمي الهام والمميز ونشكرها ونقدر جهودها ودعمها لمسيرة أجندة المرأة العربية. منذ عام 1995 دعمت سموها المرأة العربية في الإعداد والمشاركة في المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في بكين.
كما لا يفوتني أن أتقدم بشكر خاص لسعادة نوره السويدي على دعمها المستمر والجهد الدؤوب للنهوض بأوضاع المرأة الإماراتية والعربية، والشكر موصول لوزارة الخارجية والتعاون الدولي ووزارة الدفاع بدولة الإمارات العربية المتحدة وإلى السيدات الجليلات من الجيش الإماراتي.
واسمحوا لي بدايةً أن أنقل لكم تحيات معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية وتمنياته لهذا المؤتمر بالتوفيق، وإنه لمن دواعي سروري أن أكون معكم اليوم لنفتتح سويًا فاعليات المؤتمر الوزاري رفيع المستوى الذي يحمل عنوان “تعزيز دور المرأة في مجتمعات النزاع وما بعد النزاع: أصوات محلية من المنطقة العربية”، والذي أتطلع أن يكون بمثابة لبنة في صرح الجهود المبذولة من قـِبَل جامعة الدول العربية بشأن دعم وتمكين المرأة العربية وخاصة في مجال المرأة والامن والسلام. وفي ظل ما تعانيه المنطقة العربية من أزمات متفاقمة أثرت على أوضاع النساء والفتيات، خاصة في الأماكن المتأثرة بالنزاع وغير المستقرة بالمنطقة، يأتي انعقاد مؤتمرنا اليوم استكمالاً للجهود المشتركة والتعاون المثمر بين جامعة الدول العربية والاتحاد النسائي العام ووزارة الخارجية والتعاون الدولي ووزارة الدفاع بدولة الامارات العربية المتحدة والمكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في الدول العربية.
السيدات والسادة الحضور،،
يُمثل اجتماعنا اليوم خطوة في مسيرة طويلة للدفع بأجندة المرأة والأمن والسلام في المنطقة العربية، ويعد النسخة الثانية من المؤتمر الإقليمي الأول حول “المرأة والسلام والأمن” الذي نظمته جامعة الدول العربية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالقاهرة 2019. وإيماناً من جامعة الدول العربية بأهمية وجود آليات إقليمية تعمل على ترجمة أجندة المرأة والأمن والسلام وتطبيقها، وادراكاً منها بالحاجة الملحة للمشاركة الفاعلة للنساء في مواقع صنع القرار أثناء عمليات السلام، قامت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بإطلاق “الشبكة العربية لوسيطات السلام” على المستوى الإقليمي والدولي كأحد آليات لجنة المرأة العربية لتتمكن النساء العربيات من المشاركة بخبراتهن الخاصة في الوقاية من النزاعات وتسويتها بالطرق السلمية، والذى أتطلع اليوم ومن خلال توصيات هذا المؤتمر أن يتم اتخاذ خطوات فعلية نحو مأسسة هذه الشبكة، لاسيما في ضوء اعتماد الاستراتيجية وخطة العمل الخاصة بها من مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في مارس 2021، ومن خلال إطار مؤسسي يدعم الاستمرارية والاستدامة لهذا الكيان الإقليمي الهام. وأسعد اليوم بمشاركة عضوات الشبكة واللاتي سيثرين هذا النقاش خلال أعمال الجلسة الثانية من المؤتمر.
هذا وتعمل جامعة الدول العربية حالياً على إعداد إطاراً استراتيجياً” للجنة الطوارئ لحماية النساء أثناء النزاعات المسلحة بالمنطقة العربية” لضمان بيئة صحية للنساء أثناء النزاعات المسلحة من خلال تقديم المساعدة اللازمة لتمكينهن من حقوقهن في الحماية من مختلف أنماط التهديد التي تؤثر بشكل مباشر/غير مباشر على أمنهن وصحتهن النفسية والجسدية وظروفهن المعيشية.
الحضور الكريم،،
إن لجامعة الدول العربية دور رئيسي لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والأمن والسلام والقرارات المصاحبة له على المستوى الإقليمي. فقد قامت بتقديم الدعم لدولها الأعضاء من خلال بناء قدرات الآليات الوطنية للمرأة لوضع خططهم الوطنية لتنفيذ 1325 من خلال ورشتي عمل إقليمية نظمتهما بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة الأولى بالمملكة الأردنية الهاشمية والورشة الثانية بالجمهورية التونسية. كما تم إعداد دليل استرشادي للدول الأعضاء بالجامعة العربية حول الخطط الوطنية للمرأة والأمن والسلام.
كذلك أعدت جامعة الدول العربية مراجعتين إقليميتين للوقوف على مدى التقدم المحرز في تنفيذ الاستراتيجية الإقليمية، من بينهم التقرير التجميعي الثاني حول التقدم المحرز نحو تنفيذ الاستراتيجية الإقليمية وخطة العمل التنفيذية “حماية المرأة العربية: الامن والسلام” 2016-2018 والذي يعتمد على المعلومات الواردة من الدول الأعضاء في ردودهم على الاستبيان المرسل من قبل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية حول التقدم المحرز في تنفيذ الإستراتيجية الإقليمية وخطة العمل التنفيذية. فضلاً عن تحليل للوضع ونتائج وآثار تنفيذ أجندة المرأة والسلام والامن في الدول العربية مع تسليط الضوء على أهم التحديات التي تحول دون تنفيذ هذه الالتزامات.
وتجدر الإشارة في هذا الصدد ايضاً ان الجامعة العربية تعمل حالياً على إعداد المراجعة الإقليمية الثالثة، لاسيما في ظل المستجدات والأولويات والتقاطعات المختلفة الناشئة على الاجندة التنموية وعلاقتها بتمكين وحماية المرأة على المستويين الإقليمي والوطني.
الحضور الكريم،،
اسمحوا لي ان انتهز هذه المناسبة لكي أشيد بجهود الدول العربية في الدفع بهذه الأجندة خلال تلك الفترة الوجيزة. فقد قطعت دول المنطقة بالفعل خطوات سريعة وهامة في تنفيذ القرارات المتعلقة بالمرأة والسلام والأمن، وهناك اهتمام من الدول العربية لإعداد خططها الوطنية للمرأة والسلام والأمن مسترشدين بالاستراتيجية وخطة العمل التنفيذية الإقليمية “حماية المرأة العربية: الأمن والسلام” كمرجع أساس لوضع هذه الخطط، (هذه الدول هي: الأردن والعراق وفلسطين وتونس ولبنان والسودان واليمن والمغرب والإمارات (ومصر في مرحلة الاعداد)، وسيقوم ممثلو هذه الدول خلال الجلسة الثالثة من مؤتمر اليوم باستعراض تجاربهم وخبراتهم للوقوف على أهم الدروس المستفادة والتحديات في إعداد خطط العمل الوطنية. كما أُشيد بالمبادرات التي بادرت بها الدول العربية من خلال تدشين بيوت خبرة تتيح فرصاً متنوعة لمشاركة الخبرات وبناء الكوادر النسائية لدعم ملف المرأة والسلام والأمن وأخص بالذكر هنا ” مركز فاطمة بنت مبارك للمرأة والسلام والأمن”.
الحضور الكريم،،
وفي نهاية كلمتي، أود التأكيد أننا بجامعة الدول العربية نولي أهمية قصوى لحماية النساء أثناء النزاعات المسلحة، ولدعم المرأة في المنطقة العربية للوصول لجميع مستويات صنع القرار في جميع المؤسسات العاملة في مجال السلام والأمن، بما في ذلك حفظ السلام وإدارة الأزمات والدبلوماسية الوقائية في جميع مراحل وساطة السلام والتفاوض.
ومن هنا أدعو جميع الدول الأعضاء إلى دعم الاقتراح الذي تقدمت به جامعة الدول العربية في كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن حول المرأة والامن والسلام التي رأستها البانيا شهر يونيو 2022 حول العمل على إطلاق قرار جديد لمجلس الامن حول المرأة والوساطة الدولية ، كذلك طالبت الجامعة بتعيين مبعوث خاص للمرأة والأمن والسلام. ولا يفوتني كذلك أن أتقدم بجزيل الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة على الاستضافة والتنظيم المتميز لهذا المؤتمر الهام، متمنية أن تكلل أعماله بالتوفيق والنجاح.