ماهو مرض الفيبروميالجيا وماهى أبرز أعراضه؟
ماهو مرض الفيبروميالجيا وماهى أبرز أعراضه؟
تقرير: ندى الحسيني
هناك الكثير من الأشخاص لا يعلمون ما هو مرض الفيبروميالجيا أو ما يسمى «لمسة الفراشة» , يعد مرض من الأمراض المؤلمة بسبب تأثيره على طريقة معالجة الدماغ لإشارات الألم، فهو يتمثل بألم العضلات المترافق مع التعب ومشكلات في النوم والذاكرة والمزاجية.
الألم العضلي الليفي هو اضطراب يتميز بألم عضلي هيكلي واسع النطاق مصحوبًا بالإرهاق والنوم والذاكرة ومشكلات المزاج، يعتقد الباحثون أن الألم العضلي الليفي يضخم الأحاسيس المؤلمة من خلال التأثير على طريقة معالجة الدماغ والحبل الشوكي للإشارات المؤلمة وغير المؤلمة , فأغلب مرضى الفيبرو لا يعرفون أنهم مصابون بهذا المرض ما قد يدفع البعض للتشكيك من إصاباتها به تحت دعوى «انتي بتدلعي»، على الرغم من شعورها بآلام شديدة لذلك يجب التوعية بهذا المرض .
أعراض الفيبروميالجيا
في بعض الأحيان تبدأ أعراض المرض بعد صدمة جسدية أو جراحة أو الإصابة بعدوى ما أو حتى المرور بتجربة توتر شديدة للغاية، وفي أحيان أخرى تظهر دون سبب واضح، علمًا أن هذا المرض مزمن، وتعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالفيبروميالجيا مقارنةً بالرجال، وتشمل أبرز الأعراض ما يأتي:
ألم شديد ومنتشر بأنحاء الجسم: وهو ألم شديد يستمر لثلاثة أشهر على الأقل، ويكون بكلا جزئي الجسم وبالقسم العلوي والسفلي.
التعب: عادةً ما يشعر المرضى بالتعب المستمر بالرغم من نومهم لساعات طويلة، إلا أن هذا النوم يؤثر عليه الألم.
صعوبات إدراكية: والمقصود هنا ضبابية الدماغ ومشكلات في التركيز والانتباه.
أعراض أخرى: تتمثل الأعراض بما يأتي:
زيادة الحساسية للألم.
تصلب العضلات.
صعوبة النوم.
مرض لا طبيب له !
من أكبر مشكلات المصاب بمرض “الفيبروميالجيا” أنه لا يجد طبيبا متخصصا في علاج المرض، فأغلب الأطباء لم يسمعوا بالداء الجديد، ومن سمعوا به لم تمر بهم حالات ليعالجوها، ومن مرت بهم حالات لمصابين لم يجدوا لها علاجا. وهذا سيفاقم أزمة المريض، فهو يبدأ بزيارة طبيب الأسرة، ثم يحاول مع أطباء الأعصاب، ثم أطباء الروماتيزم، ثم أطباء العضلات ، فأطباء العظام، وأطباء أمراض الدم، لينتهي غالبا بالأدوية المسكنة للألم التي كان قد بدأ بها لوحده دون وصفة طبيب، وهو ما أكده موقع “ابوتيكن أومشاو” الألماني الطبي المتخصص” مشيرا إلى ضرورة إجراء فحوص دم متعددة كتلك التي تجرى في عيادات علاج الروماتيزم، ومبينا في الوقت نفسه أنّ فحوص الدم في الغالب لن تساعد الطبيب في تشخيص المرض، لكنها ستلغي احتمال حصول التباس في التشخيص.
وفي رسالة من مريضة فيبروميالجيا تقول:
ذاك الشخص متقد الذهن.. الذى كان قادراً على تسجيل دليل الهاتف وقاموس الكلمات فى ذاكرته بسرعة البرق,ذاك الشخص المرح الاجتماعى المسئول النشيط فجأه! وجد نفسه قد سُرق..سُلبت منه كل هباته وصفاته المميزة..وجد نفسه وكأنه لا يعرفها حطام شخص يصارع آلام تجلد جسده من كل اتجاه كل خلية فى جسده قد أصابها الشطط لم يعد شىء فيه يعمل كما عهده أصبح جسده خصماً عنيداً له ألم ووهن فى عضلاته آلام فى المعدة وارتجاع بالمرىء ومتلازمة القولون العصبى مثانة متوترة عصبية قلب يرتجف أو يفزع بلا سبب جسده مغلف بجلد هو أشبه بمعطف من الشوك يؤلمه كل شىء حقاً كل شىء يزعجه الصوت والضوء والرائحة واللون والملمس لماذا تأبى أعصاب يديه أن تطيعه لتنقبض أو تنبسط! لماذا كل تلك البرودة فى أطرافه.. وسخونة فى مواضع الألم لم يعد جسده حتى قادراً على تنظيم حرارته أيا وجع الرأس أليس لديك وطن تشتاق إليه سوى هذا الرأس المسكين.. كم مرة استشعر الحرج حين صرخ صرخة مدوية بعد طعنة تلاقها من حيث لا يدرى ثم تحسسها فلم يجد سوى الألم والحيرة والخذلان يال الشطط يال الجنون.
أخبره الطبيب أن عيناه لا عطب فيهما فلماذا لا يرى بوضوح! يؤلمانه فيظل يفركهما كطفل أنهك البكاء مقلتيه أصبح منتهى أمله أن يحصل على راحة مؤقتة من أوجاعه وعذاباته بالنوم والنوم يجافيه أرق مزمن ومتلازمة من مشاكل النوم المضطرب تجعله لا يستكين أبداً والأدهى عقل بات فى ضباب وذاكرة خائنة ناكرة لكل ما حمَّلها من أمانات غير قادر على المشاركة فى المناسبات الاجتماعية أو الاختلاط بالناس ود لو أنه قادر على الهرب الاختباء ينقر باب المساعدة.. تراه حاملاً كومة من الأشعات والتحاليل حائراً بها بين الأطباء بتخصصاتهم الشتى وعلى وجهه مسحة من الحزن ممزوجة بمرارة اليأس.. كيف لا.. والإجابة واحدة! «انت معندكش حاجة» نعم هذا مشهد حفظه عن ظهر قلب وأخيراً يتم تشخيصه بعد سنوات من التخبط بـ«الفيبروميالجيا» يظل المريض فى حالة من الذهول وعدم الفهم ما هى هذه «الفيبروميالجيا»
ويبدأ فى دوامة جديدة من تناول العقاقير المدمرة التى ربما كانت آثارها الجانبية أكثر خطورة من المرض ذاته والمضحك المبكى أنها لا تخفف الألم لا تساعد البتة! يحاول أن يبحث عن يد العون يد تنقذه من آلامه وسقوطه فى بئر من اليأس والاكتئاب يوماً بعد يوم فإذا به بدلاً منها يجد يد تدفعه بقسوة متهمة إياه بالادعاء أو «الدلع» أو الإيحاء وبعضهم يقرر أن الفيبروميالجيا ما هى إلا مرض نفسى وأعراضه غير حقيقية
يا الله! هل كوّن بعض من الأشخاص جمعية سرية واتفقوا على مجموعة من الأعراض المتماثلة حفظوها عن ظهر قلب لتساعدهم فى حبك دراما ادعاؤهم وتظاهرهم بالمرض!! وماذا عن نقاط الألم الثابتة فى أجساد مرضى الفيبروميالجيا.. هل لدى من ينكرونه تفسير لها! سوى أنه مرض حقيقة بدلاً من البحث عن علاج له ينكرونه ويزيدون جحيم معاناة المرضى جحيماً آخر من الإنكار والتكذيب! الفايبروميالجيا تلقى سهامها فى سن مبكرة فيُسلب المريض شبابه نجاحه علاقاته كل مظاهر بقاؤه حياً كم من مريض فكر فى إنهاء حياته أو تمنى أن يصاب بمرض مما يعترف به الناس ليصدقوه ويتعاطفون مع أوجاعه لولا الوازع الدينى لتساقطنا كأوراق الشجر فى الخريف يوماً بعد يوم
قد يلجأ لحميات قاسية أو تجربة عقاقير فى أغلبها محاولات للنصب والمتاجرة بأوجاعه بل قد يلجأ للدجل والخزعبلات فى بعض الأحيان.. فقط ليستعيد حياته.. ليوقف دوامة الألم والاتهام والضياع التى تسحبه يوماً بعد يوم بلا هوادة.. مريض الفايبروميالجيا لا يتنصل من واجباته أو يتهرب منها
بل..
هو يتهرب مما قد يسعده أيضاً فقد أصبح محدود الطاقة ربما مجرد تحريك يديه لكتابة ملاحظة يستهلكها بالكامل أصبح كل حلم مريض الفيبروميالجيا أن يُعترف به أن يتم الإقرار بأن أوجاعه حقيقة ألا يُكلف بما لا طاقة له به وإن كنتم عاجزون عن إيجاد ما يخفف أوجاعه فلا تزيدوها فقط بعض من الرحمة قد يساعده فى معركته التى فُرضت عليه بلا أمل فى بعض من الراحة أو أى نهاية.
وبعد عرضت تجربة المرضى ومعاناتهم مع هذا المرض الحديث والذى لم يستقر بعد على علاج له نطالب كافة المتخصصين بإيفادنا بسبل التعامل مع الحالات التى تعانى من هذا المرض ونشر الوعى عن أسبابه وأعراضه التى تتشابه مع العديد من الأمراض.
#مجلة_نهر_الأمل