عدوى اختلال النمط الغذائي اليوم الرابع والعشرين لحملة “وعيك هيفرق”
عدوى اختلال النمط الغذائي
اليوم الرابع والعشرين لحملة “وعيك هيفرق”
ضمن فاعليات اليوم الرابع والعشرين من حملة “وعيك هيفرق” بالتعاون مع المركز القومي للبحوث وتنظيم مجلة نهر الامل بمشاركة الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة والمؤسسة العربية الافريقية للابحاث والتنمية المستدامة.
كتبت الأستاذة الدكتورة / يسر كاظم – أستاذ التغذية الطبية بالمركز القومي للبحوث.
خلال الحقبة الزمنية الماضية حدث تغيرات كثيرة في نمط التغذية على مستوى العالم خاصة في غضون العشرون عاماً الماضية، فقد تغيرت العادات الغذائية للغرب خاصة، ومنها جاءت لبلادنا العدوى، فحدثت اختلافات كثيرة في نمط التغذية من حيث الكم والنوع، فمن حيث الكم أصبحت القدرة على تناول كميات كبيرة من الطعام شيء محمود إلى درجة إقامة المسابقات وتقديم الجوائز للذي يستطيع تناول أكبر كمية من الطعام في وقت قصير، هذا إلى جانب اختلال النمط الغذائي، فأصبح تناول الوجبات السريعة المحملة بالدهون والنشويات ومكسبات الطعم يروج له إعلامياً بصوره مكثفة.
وفي أثناء الإنبهار بالنمط الغذائي الغربي عالي الدهون والسكريات مع الإسراف في كمياته، انخفضت كمية تناول الأكل الصحي من خضروات وفاكهة طازجة إلى الحد الذي جعل المراهقين والشباب يعتبرون أنه من المخزي تناول الأكل البسيط الصحي مثل (الخضروات والفاكهة والفول والبصارة والكشري) … إلخ.
وذلك انسياقاً مع النمط الغربي عالي في استهلاك الطعام الغير صحي، وأصبح الإسراف في الطعام وتقديم كميات كبيرة من الطعام كل الأوقات من علامات الرقي والثراء، ونتيجة لذلك إنتشر وباء السمنة العالمي الذي صاحبه زياده في معدلات مرض السكري والضغط والإكتئاب والأمراض المناعية والزهايمر وأمراض الجهاز الهضمي والأورام خاصة أورام القولون والثدي المرتبط بصورة مباشرة بزيادة معدلات استهلاك الطعام والسعرات الحرارية العالية مع زيادة في تناول الدهون والسكر والدقيق الأبيض علي حساب الخضروات والفاكهة الطازجة.
ولذلك بدأ سيل من الأبحاث الجديدة التي تبحث عن حل لهذه المشاكل والتي وجد أن كثير منها ممكن تجنبه أو منعه عن طريق تعديل النمط الغذائي من حيث الكم والنوع والمواعيد.
والرسالة هي أننا إن احسنا الصيام فإننا نستفيد مرتين: الأولى بالعبادة والسمو الروحي، والثانية بالفوائد الصحية والنفسية الكبيرة التي سوف نذكرها في هذا المقال، هذا إلى جانب الجزء الإقتصادي بعدم إهدار المال والوقت في شيء مؤذي صحياً ونفسياً.
والمقصود بحسن الصيام أن ندرك بأن الهدف سواء التعبدي أو الصحي هو أن ننتقي الطعام البسيط قليل الدهون والسعرات الحرارية كثير الخضروات والفاكهة والبقوليات وبدون إسراف في الكميات.
الصيام في مفهومه الواسع هو الإمتناع أو تقنين تناول الطعام لمواعيد محددة أو أصناف معينة، وهي من العبادات الموجودة في كل الأديان من حيث المبدأ وإن اختلفت في التفاصيل، الأصل واحد والهدف واحد وهو الإرتقاء والسمو والتحكم في الذات والتغلب على الضعف البشري للوصول إلى مستوي أرقي وأفضل كمخلوق من مخلوقات الله الواسعة المكرمة المميزة.
وبالرغم من أننا لا نرى ضرورة للربط ما بين الإكتشافات العلمية الحديثة والعبادات إلا أننا نجد أنه لا نسيطيع أن نكتم انبهارنا بكم الإعجاز والفائدة الصحية الكبيرة للصيام في نواحي عدة، وذلك إذا تم الصيام كما ينبغي أن يكون.