التعليم العالي والتنمية الشاملة
كتب : أحمد شلغم
أن ثروات المجتمعات لا تقاس بمقدار ما لديها من موارد طبيعية ومادية فقط ولكن يضاف إليها الموارد البشرية أيضًا، لأن العنصر البشري هو أساس التنمية وهو صانع نهضة وتطوير المجتمع، لذلك فإن نجاح سياسات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية والتكنولوجية والتي تتعامل مع التأثيرات الإيجابية والسلبية لمحركات التغيير كالفقر والغذاء والتمدن والطاقة وغيرها مرهون بحسن استغلال واستثمار العنصر البشري في المجتمع.
عزيزي القارئ إن العنصر البشرى له دور محوري فى عملية التنمية للمجتمعات، كما أن نظام الجودة والاعتماد فى مصر وضع معيار خاص بالجانب الإداري وأخر بالموارد المادية والبشرية بالإضافة إلى معيار المشاركة المجتمعية وتنمية المجتمع مما يؤكد على دور التعليم العالي في التنمية الشاملة.
عزيزي المتابع للأحداث إن الصراعات التى تعيشها الدول العربية بعد ما يسمى بثورات الربيع العربي وما أصاب الدول العربية بالخيبة وكذلك وجود التغيرات العالمية وتطبيق نظام العولمة بين أغلب الدول وما جاء باتفاقية الجات كان لابد للعالم العربي أجمع أن يعيّ دور التعليم فى النهوض بالمجتمعات ودوره فى تحقيق التنمية الشاملة للمجتمع، وذلك من خلال إقرار خريطة نظام فعال لجودة التعليم والعمل على تحقيقهما وتطبيقهم، وأن يكون نظام مرن قابل للتعديل متمشيًا مع رؤية ورسالة المؤسسة، كما لابد أن تكون البرامج التعليمية والمقررات الدراسية والمناهج متمشية مع سياسة الدولة فيما تحققه من جودة للمخرج التعليمي الذى هو حجر الأساس فى عملية التنمية الشاملة.
إن مؤسسات التعليم العالي هى المسئولة عن تخريج هذه الكوادر وعلى مستوى عال من الجودة قادر على الدخول والانفعال فى المجتمعات المتقدمة وكذلك يكون لدية القدرة على وضع خطط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما يتماشى مع سياسة وإمكانيات المجتمع وذلك لبناء قاعدة علمية تكنولوجية وطنية يكون لها دور فعال فى تحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
لذلك يتحتم على رؤساء المؤسسات التعليمية العمل على تحقيق الهدف المنشود منها من خلال أحداث تنمية فعلية على أرض الواقع سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية للنهوض بمصرنا الحبيبة.
#مجلة_نهر_الأمل
