الفوائد الغذائية والصحية لبطارخ الأسماك
الفوائد الغذائية والصحية لبطارخ الأسماك
بقلم الدكتور / عاطف سعد عشيبة
أستاذ تكنولوجيا اللحوم والأسماك ووكيل معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية
تنتشر صناعة البطارخ في العديد من دول العالم مثل روسيا وأمريكا والنرويج وﺇيران ودول شرق أسيا، ولكنها تعتبر من الصناعات الحديثة في مصر، فمن الأسماك التي استخدمت لصناعة البطارخ في مصر هى البوري والطوبار والقاروص، وتصل نسبة البطارخ في البوري حوالي 15%، أما الأصناف الأخرى فيعاب عليها رداءة اللون.
البطارخ عبارة عن البويضات (البيض) غير الناضجة للأسماك حيث يتم تصنيعها بعدة طرق لإنتاج منتجات مملحة أو مدخنة أو معلبة وتسمى بالكافيار (وهو عبارة عن بيض أسماك محفوظ بالتمليح وخاصة أسماك اﻹسترجون) والذى يمتاز بارتفاع قيمته الغذائية (32% بروتين – 15% دهن – غني بالفيتامينات، A E).
يتوقف حجم البيض على نوع السمك، درجة تقدم أو نضج المبيض وخواص السمكة فكلما تقدم البيض في النضج فإنه عادة يملأ التجويف البطني، ويزداد وزن البيض بكبر حجم السمكة كما يختلف الوزن باختلاف موسم السنة.
يختلف البيض في شكله وحجمه ولونه ووزنه وكذلك في تركيبه الكيماوي وقيمته العذائية تبعاً لنوع السمك. متوسط وزن البيض فى الإسترجون حوالى 20% من وزن السمكة وممكن في حالات أخرى قد يصل ﺇلى 30%، بالنسبة لسمك المبروك من 16 – 18% من وزن السمكة، فى سمك السالمون لا يتعدى وزن البيض من 10 – 11% من السمكة والبورى 15% من وزن السمكة.
يختلف لون البيض باختلاف نوع الأسماك فبيض الإسترجون يتراوح من الرمادي الغامق والأسود وبالنسبة لبيض السالمون فاللون برتقالي أو أحمر، أما لون بيض المبروك فهو أصفر أو بنى مصفر، واللون من العلامات المميزة الهامة للبيض. وفى التصنيع يدرج بيض الإسترجون تبعاً للون أما بيض السالمون والأسماك الأخرى نادراً ما يدرج لونياً وذلك لعدم وجود أى تباين في لون بيض النوع الواحد.
الأهمية الغذائية للبطارخ:
عند تناول الإنسان لبطارخ الأسماك فإنه يلاحظ فرقاً في نشاطه الجسمي. هذا الفرق يأتي من خلال توفير بطارخ الأسماك للبروتينات والدهون الفوسفورية الهامة وبكمية عالية لخلايا جسم الإنسان، حيث تقوم هذه المواد بعملية حماية لخلايا الجسم من الشيخوخة والتعب، وبالتالي الحفاظ على الجسم بصحة جيدة.
تتعدى فائدة بطارخ الأسماك الغذائية لتوفيرها البروتينات المهمة والدهون الفوسفورية إلى عملها كمضاد أكسدة خلوية من خلال قيام محتوياتها بحماية جدران الخلية الجسمية من التلف الذي يحصل نتيجة عمليات الأكسدة التي تقوم الخلية بها.
وأيضاً تعمل بطارخ الأسماك على توفير كمية من الأدينوزين ثلاثي الفوسفات المهم للتفاعلات التمثيل الحيوي وخصوصاً عمليات حرق الدهون والسكريات، وعمليات بناء السلاسل البروتينية داخل الجسم وأيضاً عمليات بناء الأنزيمات والهرمونات.
فوائد تناول بطارخ الأسماك للفئات المختلفة:
تناول بطارخ الأسماك مهم للمرأة الحامل حيث توفر لها خلال فترة حملها أهم الدهون التي يحتاجها الجنين وهي الشحوم الفوسفورية لبناء جهازه العصبي وأيضاً تحتاجها لتأمين عملية تكوين الهرمونات الجسمية خلال مرحلة الحمل. كما أن تناول بطارخ الأسماك وزيت السمك للمرأة الحامل مهم لتخفيض محتوي الدهون الثلاثية والكوليسترول في الدم.
إعطاء بطارخ الأسماك أو وضعها في وجبات الأطفال مهم لعمليات النمو ولعمليات التحصيل العلمي ونمو الخلايا العصبية ومهم لعمليات توفير الطاقة.
تناول بيوض الأسماك مهم للشباب على حد سواء بفضل تأمينه للبروتينات التي تحتوي الأحماض الأمينية المهمة لتركيب أنزيمات بناء السلاسل البروتينية، وكذلك لتأمينه الفوسفور والدهون الفوسفورية وفيتامين سي ويزيد تناول بطارخ الأسماك من حجم السائل المنوي ومن الطبيعي أن يعطي طاقة للعملية الجنسية.
تناول بطارخ الأسماك مهم لكبار السن لعملها كمضاد للأكسدة وعملها كبانٍ للخلية الجسمية واحتوائها على مواد غذائية مهمة لعمل أجهزة المناعة الجسمية وأيضا لإعطاء الطاقة.
طريقة تصنيع البطارخ:
- تنزع البطارخ فور الصيد مع جزء من الجسم يعرف بالعمة ثم تغسل جيداً ويتم التخلص من أى أنسجة ضامة أو أوعية دموية حيث تنشل البطارخ من الماء وتترك حوالي 10 دقائق لتصفية الماء الزائد منها.
- يجرى بعد ذلك عملية التمليح للبطارخ إما بالتمليح الرطب وذلك بغمر البطارخ في محلول ملحي يختلف تركيزة من 10 – 15% لمدة من 5 – 10 ساعات حسب الجو للتغلب على حدوث أي نمو أو تلف ميكروبي غير مرغوب للبطارخ أو التمليح الجاف وذلك بإضافة ملح جاف بنسبة 10% من وزن البطارخ ومع ملاحظة تجانس توزيعه على السطح لمدة 5 – 10 ساعات تفقد البطارخ حوالي 15 – 18% من وزنها أثناء التملح.
- يجرى بعد ذلك عملية غسيل للبطارخ في ماء نقى لمدة خمس دقائق ثم تترك لتصفية الماء الزائد في الظل على درجة حرارة الغرفة.
- يجرى بعد ذلك عملية التنشير حيث يتم خلالها وضع كل بطروخين متصلين بجانب بعضهما بحيث يكونان ملتصقان ثم توضع فوق البطارخ لوحة خشبية نظيفة فوقها ثقل مناسب لإعطاء البطارخ الشكل المميز.
- يجرى بعد ذلك عملية إكمال التسوية على لوحة خشبية في الظل لمدة ما بين 7 – 10 أيام.
- يكون لون البطارخ أصفر كهرماني إلى بني فاتح ويمكن تخزينها لمدة شهر دون أن يتغير لونها.
قد تجرى عملية تدخين للبطارخ للمحافظة على الرائحة واللون أو تعلب البطارخ وتعامل حرارياً على درجة 70 م لمدة 20 دقيقة وفي هذه الحالة تحتفظ البطارخ بخواصها لمدة سنتين.
طريقة أخرى لتصنيع البطارخ أو الكافيار على نطاق تجارى:
- يؤخذ بيض السمك الطازج وينظف ويغسل ويخلص من المواد المتبقية فيه.
- يمرر من خلال مصفاة خشنة ثم ناعمة لفصل البيض عن بعضه.
- يخلط البيض مع ملح الطعام بنسبة 10% مع ﺇضافة المواد الحافظة مثل حامض البنزويك ويخلط جيداً بحذر.
- يعبأ المزيج فى براميل خشبية نظيفة وتغطى وتترك ثابتة في مكانها ﺇلى اليوم التالي حيث يضاف محلول ملحى تركيزه 10% وتغلق البراميل بإحكام وتخزن على درجة حرارة 3 – 5م لمدة 4 – 5 أسابيع.
- تصفية البيض للتخلص من السوائل.
- يغطس البيض الناضج مع المصفاة في حمام مائي ملون ﻹكساب البيض اللون المطلوب بحيث يحتوي محلول الحمام المائي على ملونات غذائية + ملح طعام 10% + حمض الخليك أو الليمون بنسبة 0.1%.
- تصفية البيض من المحلول.
- ﺇضافة محسنات النكهة وبعض محسنات الطعم المرغوبة والتوابل والزيت واﻹضافات الأخرى ثم مزج المكونات بحذر.
تصنيع عجينة البطارخ المعلبة:
- تجرى عملية تمليح جاف للبطارخ حيث تغطى بالملح بنسبة ملح : بطارخ (1 : 1) لمدة 2 – 3 ساعة.
- يتم تجهيز مخلوط من التوابل يتكون من الفلفل الأبيض والفلفل الأسود وورد جبلى وقرنفل وقرفة وورق لورا بنسب متساوية. يراعى في مخلوط التوابل أن يكون ناعماً بدرجة عالية. ويمكن استخدام العديد من أنواع التوابل الأخرى على حسب التقبل العام.
- تستخدم طحينة مخففة بنسبة (1 : 1) أو تستحدم بدون تخفيف ويمكن استخدام زيوت نباتية مثل زيت الذرة بدلاً من الطحينة أو مخلوط من الإثنين يتوقف ذلك على حسب التقبل العام.
- تخلط البطارخ المملحة مع الطحينة والتوابل وتقلب جيداً حتى تصبح على هيئة عجينة ناعمة ثم تعبأ في برطمانات زجاجية ويجرى لها عملية تسخين مبدئي على درجة 70م ولمدة 30 دقيقة ثم التعقيم على درجة حرارة 121 م ولمدة 20 دقيقة.