التنمية المستدامة من منظور الكتاب والسنة
د.حمدي سيد محمد محمود – باحث أكاديمي
E-mail : [email protected]
طالعت دراسة مُهمة للدكتور سُهيل زغدود الأستاذ بجامعة “باتنة” الجزائرية؛ و تحمل عنوان “التنمية المستدامة من خلال القرآن والسنة ومبادئ تطبيقها في الاقتصاد الإسلامي”، وتكمن أهمية هذه الدراسة في تسليطها للضوء على مفهوم التنمية المستدامة وركائزها ومبادئ تطبيقها من خلال القرآن والسنة، حيث تسعى التنمية المستدامة في المنظور الإسلامي لتوفير متطلبات البشرية حاليا ومستقبلا، سواء أكانت مادية أو روحية، بما في ذلك حق الإنسان في أن يكون له نصيب من التنمية الخُلقية والثقافية والاجتماعية. وهذا بُعد مهم تختلف فيه التنمية المستدامة في المنظور الإسلامي عنها في النظم والأفكار الأخرى، لأنه يعتمد على مبدأ التوازن والاعتدال في تحقيق متطلبات الإنسان؛ بشكل يتفق مع طبيعة الخلقة الإلهية لهذا الكائن” ، إذن فمفهوم التنمية المستدامة في الإسلام يربط بين المتطلبات المادية والروحية، و من خلال ما سيأتي نسلط الضوء على بعض الشواهد الواردة في القرآن والسنة المتناولة لمفهوم التنمية المستدامة.
– الشواهد من القرآن:
– قوله تعالى في سورة الأعراف الآية 31: “يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”، ففي هذه الآية أحل الله لعباده الأكل والشرب مما لم يحرمه ونهاهم عن الإسراف والتبذير، وهو الأساس الذي يقوم عليه مفهوم التنمية المستدامة، أي الوسطية في الاستغلال والانتفاع بالثروات والموارد الطبيعية دون إسراف أو تبذير، وهو ما يحفظ حقوق الأجيال القادمة بالانتفاع مما انتفع به من قبلهم.
– قوله تعالى في سورة الأنعام الآية 141: “وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”، ونفس الشيء في هذه الآية فقد ورد النهي عن الإسراف والتبذير وهو أساس الفكر التنموي المستدام كما بينا آنفا.
– قوله تعالى في سورة الفرقان الآية 67: “وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً”، لم يسرفوا ولم يقتروا بمعنى لم الوسطية في الإنفاق، ونلاحظ في هذه الآية أنه حتى في الإنفاق أمر عز وجل بالوسطية، التي تضمن حقوق الفقراء والأغنياء وتضمن حتى حقوق الأجيال القادمة بعدم الإسراف والتبذير.
– قوله تعالى في سورة الرحمن آية 7:” وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ”، بمعنى أثبت العدل في كل شيء، والميزان هو التوازن في الخلق وفي كل شيء، ومن أهم أصول التنمية المستدامة وركائزها التوازن والاعتدال، بين الإنفاق والاستهلاك، بين الاستغلال والترك، بين التبذير والإمساك.
– قوله تعالى في سورة الأعراف الآية 56: “وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًاۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ”
– وقوله تعالى في سورة الأعراف الآية 85: “وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ”
فكلتا الآيتين تناولتا موضوع الإفساد في الأرض، وجاء بصيغة النهي في قوله تعالى ” وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ”، وعدم الإفساد في الأرض هو الركيزة الأساسية للفكر التنموي المستدام، فالإفساد يضر بحقوق الأجيال الحاضرة والقادمة، وهو من أكثر الأفعال المنهي عنها في القرآن الكريم والسنة النبوية، لأن الإنسان هو خليفة الله في الأرض يجب عليه الحفاظ عليها وصونها.
– الشواهد من السُنة:
– روى البخاري عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله “ص” قال: “إن قامت الساعة، وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها”. ففي هذا الحديث دعوة من رسولنا الكريم إلى الغرس والزرع والتشجير، ولأهمية هذا العمل في الإسلام دعا الرسول “ص” إلى القيام به حتى وإن قامت الساعة، والغرس والزرع والتشجير من أهم أعمال المحافظة على البيئة والمحيط الحيوي للإنسان والتي بدورها تسهم في تنمية الفكر التنموي المستدام لدى عامة الناس.
– عن أنس رضي الله عنه: “قال رسول الله “ص”: ما مِنْ مُسلمٍ يَغرِسُ غَرْساً، أو يَزْرَعُ زَرْعاً فيأكُلُ منه طَيْرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ، إلاَّ كان لهُ بهِ صَدَقة”، وعن خلاد بن السائب عن أبيه قال: “قال رسول الله “ص”: من زرع زرعاً فأكل منه الطير أو العافية كان له به صدقة”.
ففي كلا الحديثين ترغيب في الغرس وفلاحة الأرض، فكل ما يصاب من ثمار الأشجار و الزروع هو صدقة ينميها الله عز وجل لصاحبها إلى يوم القيامة، بما في ذلك ما تصيبه أحياء البيئة من طير وحيوان ودواب.
– عن النُّعْمانِ بنِ بَشيرٍ رضي اللَّه عنهما، عن النبيِّ “ص” قَالَ: “مَثَلُ القَائِمِ في حُدودِ اللَّه، والْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَومٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سفينةٍ، فصارَ بعضُهم أعلاهَا، وبعضُهم أسفلَها، وكانَ الذينَ في أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا في نَصيبِنا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا. فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرادُوا هَلكُوا جَمِيعًا، وإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِم نَجَوْا ونَجَوْا جَمِيعًا” رواهُ البخاري.
فمن أهم أهداف الفكر التنموي المستدام الحفاظ على المحيط الحيوي للبشرية حاضرا ومستقبلا، ولا يتأتى ذلك إلا بتضافر الجهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح في الأرض وعدم الإفساد.
– روى الإمام أحمد في المسند من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما “أَنَّ النَّبِيَّ “ص” مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ : مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ ؟ قَالَ : أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ”، وفي هذا الحديث محاربة ضمنية للإسراف والتبذير، ودعوة إلى الانتفاع بموارد الأرض بالقدر الذي يحفظ حياة الأجيال الحاضرة والقادمة.
– و عند البيهقي وغيره قوله “ص”، “ولا تقتلوا وليدًا طِفلًا، ولا امرأةً، ولا شيخًا كبيرًا” وفي الحديث نهي عن الإفساد في الأرض سواء فيما يتعلق بالإنسان كالقتل والظلم أو فيما يتعلق بالثروات بالحرق والتخريب، فهي دعوة للحفاظ على النوع البشري وعلى ما يحفظ صيرورة حياته سواء في الحاضر أو المستقل، وهي مبادئ ومرتكزات مهمة لإرساء فكرة التنمية المستدامة.
و في مجال المحافظة على المصادر المائية من الهدر؛ عن ابن جبر قال: سمعت أنسًا يقول: كان النبي “ص” يغتسل – بالصاع إلى خمسة أمداد، ويتوضأ بالمدّ”. فهذا الحديث يدل على كراهة الإسراف في الماء للغسل والوضوء، واستحباب الاقتصاد.
مبادئ تطبيق التنمية المستدامة في الاقتصاد الإسلامي:
أن مفهوم التنمية المستدامة من خلال الرؤية الإسلامية لا تنحصر في الجانب المادي فقط بل تتعداه إلى الجانب الروحي، وتمس مختلف المجالات المتعلقة بحياة الإنسان، فالتنمية المستدامة في الإسلام تشمل استدامة الدين واستدامة النفس، واستدامة العقل، واستدامة المال، واستدامة العرض. ومن بين أهم مبادئ تطبيق التنمية المستدامة في الاقتصاد الإسلامي نذكر ما يلي:
– الاهتمام بالإنسان.
لما كان الإنسان هو أساس برامج التنمية المستدامة، وهو غايتها، والقائم بها، لذلك أعلت السنة النبوية قيمة الإنسان واهتمت به وبتنمية قدراته، باعتباره أهم عنصر من عناصر البيئة، فمن أهم مجالات المحافظة على الإنسان: حفظ النفس، توفير الغذاء والكساء، تحقيق الأمن النفسي، المحافظة على سلامة عقله، الحث على العمل وكسب القوت، الحث على طلب العلم والأخذ به، مكافحة الفقر.
– المحافظة على المال:
وهذا يندرج ضمن الحفاظ على كلية المال واستدامته، فالوقوع في الحرام هو أولا وقبل كل شيء معصية لله عز وجل، ومن بين أهم المحرمات التي حرمتها الشريعة الإسلامية في المعاملات المالية نذكر ما يلي:
– تحريم الربا: الربا محرم في الإسلام. بنوعيه ربا الفضل وربا النسيئة.
– تحريم الاحتكار: وهو محرم من السنة والأحاديث النبوية الشريفة. لما فيه من الإضرار بمصالح العامة والاستغلال لحاجاتهم. وما يتسبب فيه من قهر للمحتاج، وربح فاحش للمحتكر.
– تحريم الاتجار في القروض: فلا يجوز الاتجار به، إذ أن المال لا يباع ولا يشترى.
– تحريم بيع ما لا يمتلكه الفرد، وذلك لمنع المخاطرة أو المقامرة.
– تحريم بيع الغرر، وبيع الغرر هو بيع غير المعلوم ، ويعد من أنواع المقامرة التي حرمها الله عز وجل.
– تحريم الاتجار في المحرمات، كالتجارة في الخمور أو المخدرات، وغيرها من المحرمات.
– الاستغلال المتوازن للموارد الطبيعية والحفاظ عليها:
تضمن القرآن الكريم عدة آيات تحث على الوسطية في الاستغلال ونهت عن التبذير والإسراف، ونفس الشيء بالنسبة للأحاديث النبوية الشريفة، وتتجسد التنمية المستدامة في الاقتصاد الإسلامي من خلال النقاط التالية:
أ – محدودية الموارد في الأرض: وهذه حقيقة يؤكدها قوله تعالى في سورة الحجر الآية 21 “وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ”.
ب- ضرورة المحافظة على الموارد والحيلولة دون فسادها واستنزافها: وذلك مصداقا لقوله تعالى في سورة الأعراف الآية 56 ” وَلَا تُفْسِدُواْ فِى ٱلْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَٰحِهَا”، وقوله تعالى في سورة القصص الآية 77 “وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ”، وفي صحيح مسلم: عُذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت النار، لا هي أطعمتها وسقتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض، وفي الأحاديث الصحيحة للألباني ” يقول الرسول “ص” إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليفعل”.
ج- إدارة الموارد واستغلالها برشد وعقلانية: وذلك استجابة لقوله تعالى في سورة الفرقان الآية 67 ” وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا “، وكذلك قوله تعالى في سورة الإسراء الآية 29 “وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا”.
د- إشباع الحاجة دون هدر وإسراف: وفي ذلك يقول الله عز في سورة الأنعام الآية 141: “وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”،
– استغلال الموارد وفق أسس العدل والمساواة :
وضمن تحقيق العدالة والمساواة في إطار التنمية المستدامة هناك عدة آيات وأحاديث تحث على ذلك، وفي ذلك قوله تعالى في سورة الأنعام الآية 141″كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِه”ِ، و قوله تعالى في سورة الإسراء الآية 26″حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا” ، وقوله تعالى في سورة طه الآية 26″كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقْنَٰكُمْ وَلَا تَطْغَوْاْ فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِى”، و قوله تعالى في سورة البقرة الآية 60″كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأرْضِ مُفْسِدِينَ” ، وأورد أبي داود في سننه عن النبي “ص”:قال “مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلى مَنْ لا ظَهْرَ لَهُ، وَمَن كانَ لَهُ فَضْلٌ مِن زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَن لا زَادَ لَهُ”.
والخلاصة أن التنمية المستدامة في الاقتصاد الإسلامي تقوم أساسا على حفظ المال، بمعنى كل الثروات والموارد الطبيعية، وتركز على الاهتمام بالإنسان والعدالة والمساواة في التوزيع والاستغلال، والوسطية في الإنفاق والإمساك وعدم التبذير والإسراف.
وختامًا نقول إن المتمعن في هذه الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة يعجز أمام هذه الحقائق المدهشة التي نادت بالتنمية المستدامة قبل قرون عديدة، حيث جاءت آيات واضحة وأحاديث صريحة تتحدث عن محدودية الموارد ونبذ الفساد والتبذير بالإضافة إلى أن الموارد مسؤولية وملكية الجميع، وقد أشار عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- إلى ذلك في مقولته: “اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا.