كلمة أ.فاطمة الغندورالاستاذةبكلية الفنون والإعلام.جامعة طرابلس.
بدأت الاستاذة فاطمة الغندور كلمتهافى ورشة الاعلام والتنمية المستدامةالتى اقيمت بجامعة الدول العربية بقولها ان الاعلام والتنمية مصطلحين خرجا متلازمين في المادة 3 من الاعلان العالمي لليونسكو عام 1970 ،مؤكدا على دور وسائل الاعلام الجماهيري في التوعية والتوكيد على أحترام حقوق الامم والشعوب والافراد دون تميز ، ثم بيان هافانا 1979 بضرورة تقوية مصادر الاعلام الوطنية ، وفي يومنا هذا ينبغي النظر للراهن الذي نمر به ، هذه المتغيرات التي خرجت لأجلها شعوبنا ،هناك أوضاع نزاع وتوتر وحرب في بعضها ، وهناك دول لحقها أرتدادات تلك المتغيرات مايجعل من مهمة ودور الاعلام التنموي له علاقة بخصوصية الحاصل اليوم، منها التطرف والعنف والمتاجرة بالدين .
ومع التطور الجاري في وسائل الاتصال كمتغير صار الأتصال التنموي أوسع وأشمل ، وسائل الاعلام في عصر المعلوماتية التي أصبح كل مواطن مشاركا متفاعلا وفاعلا من محيطه الى خارجه ، صار لزاما أن ننظر لأهمية ذلك عند أعداد الخطط والسياسات التنموية ، أن نتيح مجالا للمبادرات التي تطرح الحلول الممكنة من الافراد والجماعات ،في المؤسسات التنفيذية والتشريعية مرتبطة وبالتعاطي مع منظمات المجتمع المدني على اتساع مجالاتها.
الاعلام التنموي شق طريقه بعد حصول الدول على استقلالها حيث بدأت المشاريع التنموية، لكنها وخاصة في دول النفط ومنها ليبيا بسلطة شمولية لم يكن اعلاما تنمويا تشاركيا ولامستداما ،ظلت محطة تلفزيونية حكومية وحيدة لعقود وجرى تأميم الصحافة ) ظلت الدولة تقدم سياساتها التنموية الممنوحة دون أن يوازي ذلك جهدا توعويا بأهمية تلك الخطط وعلاقة المواطن بها عند تلقي رأيه وأقناعه بضرورة التغير الاجتماعي، كان الفرد كما الجماعة على مدى الجغرافيا مستقبلا متلقيا وليس فاعلا أي أن الاعلام ظلت لعقود مهمته الإخبار ،نقل المعلومة.ونشهد اليوم أعلاما مغايرا يذهب للتعليق والتحليل ولدوران لاقط الصوت لأشراك المواطن في كل القضايا التي تمسه سياسيا واقتصاديا ومجتمعيا .
ينبغي ان نلتفت الى الأعلام التنموي المحلي،إذ نشهد تمركزا في السياسات التنموية الاعلامية على العواصم فيما يجري أهمال الأطراف ،وتحققت في ليبيا تجربة الاعلام المحلي عبر صحافة وراديو وقناة تُعنى بالمواطن في توفير الخدمات والبرامج التوعوية والتي يشارك فيها بصوته ورأيه، كما يطرح همومه وأنشغالاته ،وحظيت المرأة بجانب مهم سواء وهي تقوم بمهمة التوعية كأعلامية أو كمشاركة بالبرامج عبر أنخراطها وأدارتها لمنظمات مدنية ، ورغم جدة التجربة وحداثتها في ليبيا إلا أن مايرصد من توافر روح المبادرة في المدن الأطراف ولد أنشطة في ترسيخ الوعي بالمشاركة السياسية ،والاضطلاع بالدور فيما يتعلق بتمكين المرأة سياسيا وأقتصاديا تحققت خطوات كان للأعلام دورا فيها .