مؤتمر إعلام الجامعة الحديثة يستعرض دور الفن كقوة ناعمة
مؤتمر إعلام الجامعة الحديثة يستعرض دور الفن كقوة ناعمة
تغطية إخبارية: وفاء ألاجة
أعلن الفنان محمد صبحي “نحن نحلم أن كل المنطقة العربية تحمل مركز إشعاعي ثقافي وهناك اليوم تخوف كبير من تراجع ريادة مصر في الفن بالمنطقة العربية، فمن المؤسف أن من يمثل مصر فنيا في الخارج فنانين أقل بكثير من أن يمثلو مكانة مصر العظيمة ،وأضاف الفنان محمد صبحي أن الأسرة المصرية تحتاج لوعي كبير لإنشاء جيل عظيم ،ونحن نحتاج لإنتاج قوي مبني على مفكرين ومثقفين وليس ورش تمثيل ،ولابد أن تكون هناك رقابة حديدية على الأعمال الفنية فالرقابة حماية ليست فكرية ولكن على الأقل حماية قيم حتى لا تهدم قيم الاسره المصرية .”
مشيراً لأهمية دور الثقافة والفن والاعلام كروافد بناء الإنسان بجانب الأسرة والتعليم ، ومشكلة الفن فى إفتقاد مصر لأدباء مثل نجيب محفظ وتوفيق الحكيم فالفن يفتقد المؤلف الكبير والمخرج الكبير فأدى ذلك لتدهور الذوق العام فنرى فى رمضان مسلسلات تعرض خيانة الزوجة لزوجها مع أحد إخوته ويرجع ذلك لاعتماد المؤلفين على مايستوردوه من مجتمعات لا تمثلنا .
جاء ذلك خلال فعاليات الحلقة النقاشية “الاعلام والفن بين حرية الابداع وضوابط التنظيم ” بمؤتمر إعلام الجامعة الحديثة تحت عنوان ” دور الفن والإعلام فى بناء الوعى والارتقاء بالذوق العام” برئاسة الدكتور سامى الشريف عميد إعلام الجامعة الحديثة .
وأكد الفنان محمد صبحى رفضه لالغاء الرقابة وطالب بحماية للأخلاقيات حتى لانهدم تراثنا وماتم إكتسابه من قيم ومثل ،والعمل الفنى الذى يمس الأمن القومى لانريده ومصر تعانى من ضغوط مثلما حدث وطلبوا منها عدم عرض مسلسل”فارس بلا جوادط ولكن الدولة صرحت بعرضه وهذا هو دور الولة فى الاعتراف بالفن الراقى الذى يحافظ على المبادىء ويحمى القيم، وبد لا من إتهام التكنولوجيا بهدم الأخلاقيات نتساءل ماعلاقة التكنولوجيا بصلة الرحم ؟ الاعلام الجيد ينتقى موضوعاته فلابد من التركيز على محور الثقافة والفن والاعلام والأسرة والتعليم معاً لبناء الانسان.
وتحدث الدكتورهشام عزمي رئيس المجلس الأعلى للثقافة عن القوة الناعمة أو الدبلوماسية الثقافية ودورها فى رفع الوعى التحديات الثقافية وماتشهده الساحة من غضب لما آل إليه وضع المنظومة الأخلاقية والذوق العام خلال العشر سنوات الأخيرة كمؤشر للقوة الناعمة فى عصر القرية الكونية وتطور شبكات المعلومات والاتصالات وشبكات التواصل الاجتماعى وارتفاع تكلفة العمل العسكرى وإنفتاح الحدود أمام تدفق المعلومات فالقوة الناعمة لها دور هام ويصبح من مسؤليات كل منظمات المجتمع المدنى ومؤسسات الدولة لتصدير تلك القوة الناعمة.
وعلينا تصدير صور إيجابية عن المجتمع والدولة في ظل التطورات الهائلة وإنتشار السوشيال ميديا أصبح من المستحيل الاعتماد على القوى المسلحة فقط لذا كان على الدول أن تبحث عن وسيلة اخرى لنقل الثقافة والمعتقدات والفكر، ونحن الآن بصدد حرب مفتوحة غير محدودة الزمان والمكان وللأسف المعلومات المغلوطة فيها أكبر بكثير من المعلومات الصحيحة ويعتبر مشروع “إتكلم عربى” لرفع درجة الاهتمام باللغة لدى الجيل الجديد من أبناء المهجر من المصريين بالخارج مشروع قومى ولكن علينا تقليل حالة الاغتراب الداخلى وتحسين مستوى اللغة لدى تلاميذ المدارس الأجنبية الذين يتحدثون لغة الفرانكو التى أصبحت غريبة على مجتمعاتنا العربية فلا مبرر لمن يدرس اللغات الأجنبية أن يفتقد المهارات اللغوية ولايتقن لغته العربية.
ونحن نشهد حرب مفتوحة غير محددة الزمان والمكان وسط إنتشار هائل للتكنولوجيا التى توسعت فى نشر الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعى كحرب باردة التى حدثت عقب إنتهاء الحرب العالمية الثانية فإختارت أمريكا موسيقى” الجاز” لتصديرها للعالم كله ، كما إختارت روسيا فتاه تدعى “سامانتا” لتتحدث عن خوفها من الحروب النووية وزارت روسيا لتذكر ماشاهدته هناك وتعتبر “امانتا” رسالة من الشعب الروسى لأمريكا، وإختارت فيلم “روكى ” ليتحدث عن روسيا فالفن قوة ناعمة تغزو الشعوب وكانت لمصر قوة ناعمة عندما ذهبت أم كلثوم لتحيى حفلات فى فرنسا ،والقوى الناعمة أصبحت أهم قوة في الوقت الحالي وافضل دليل على ذلك اللاعب المصري محمد صلاح ومن قبله فنانين أمثال اسماعيل ياسين فاتن حمامة عمرو الشريف وغيرهم .
وأشارت الدكتورة أمال الغزاوى الى الحرية مقابل المسؤلية وعلى الاعلامى أن يوازن بين حرية الابداع الفكرى بما يتوافق مع المسؤلية المجتمعية ،ومراعاة لمواثيق الشرف الاعلامية وذلك يتنافى مايعرض على إحدى القنوات التى تستضيف أحد المغنيين الذى حصلوا على تريند بسبب أغنية لاتتناسب مع تراثنا الغنائى على مر السنوات وتتحدث معه عن التريند لمدة نصف ساعة فوظيفة الاعلام الانتقاء وإختيار مايتماشى مع الذوق العام ، كما نرى إحدى برامج التوك شو تتناول جريمة قتل وخيانة ويروى الضيف لمزيد من أحداث الخيانة وكيفية تنفيذ الجريمة .
وينبغى مراعاة قيم ومبادىء التربية الاعلامية ومراعاة تربية الأجيال على النقد الايجابى والبناء ويكون لديهم معايير للحكم على الأشياء والحرية والابداع لاتفرض عرض فيلم يتحدث عن إمرأة قررت أن تخوض رحلة كفاح من أجل أسرتها ولكن الساحرة سحرت زوجها وحولته دجاجة وعرض مشاهد عنف ودماء وفقر مدجع لنقول هذه مصر وإدانة المجتمع المصرى ، أو يعرض مسلسل مثل “ملوك الجدعنة ” الفتونة فى الحارة بدلا من عرض مظاهر الشهامة والقيم التى عهدناها لدى عامة المصريين الذين يقطنون فى الحارة المصرية الأصيلة .فالاعلام له دور فى تشكيل الوعى ومعالجة الأزمات بدلا من نشر الأغانى التى شهدت تردى فى كلماتها والارتقاء بالذوق العام بدلا من نشر الكلمات غير الراقية.
وأشارت الفنانة فردوس عبد الحميد إلى أن غالبية الأعمال الدرامية تركز فقط على طبقتين فقط الأثرياء والفقراء دون الإلتفات إلى الطبقة المتوسطة التي تعد عماد المجتمع والشريحة الأكبر منه واعتقد إن ذلك مقصود لنقل صورة ذهنية غير سليمة عن مجتمعنا ، مشيرة لأهمية دور الرقابة على المصنفات الفنية لرفض مايشوه قيم ومثل راسخة فى أذهاننا.فما نشاهده في بعض الأعمال الدرامية من سلوكيات غريبة عن مجتمعنا المصرى .
وأكد الدكتور إبراهيم أبو ذكرى رئيس إتحاد المنتجين العرب للمادة 67 من الدستور التى تتحدث عن حرية الابداع الفنى مكفولة وتلتزم الدولة بالنهوض بالفنون والابداع وحماية المبدعين ولايجوز مصادرة الأعمال الفنية ضد مبدعيها الا عن طريق النيابة العامة ولايتم التمييز بين المواطنين وفقاً للقانون ، والفن والدراما حققوا السوق العربية المشتركة والدراما ليست قاصرة على الانتاج التليفزيونى والمسلسلات المصرية الآن لاتعرض فى العديد من الدول لأنها مصنف مرفوض لديهم فهى لاتكتسب رضا البث العربى المشترك .
#مجلة_نهر_الأمل