تأثر نخيل البلح بالتغيرات المناخية
تأثر نخيل البلح بالتغيرات المناخية
للدكتور أحمد حلمي – مدير معهد البساتين
أفاد أ.د. أحمد عثمان حمادة – أستاذ تربية نباتات الفاكهة بمعهد بحوث البساتين بالآتي:-
قد تؤدي التغيرات المناخية المتتالية من انخفاض وارتفاع لدرجات الحرارة وسقوط الأمطار، وكذلك التغير في سرعة الرياح عن الأعوام السابقة إلى مشاكل عديدة على النخيل بدءاً من خروج الأغاريض المذكرة والمؤنثة والتلقيح والإخصاب والعقد وحتى ميعاد النضج. حيث أدى الإرتفاع في درجات الحرارة في بداية الموسم إلى خروج الطلع الذكري والأنثوي مبكراً فبعض النخيل بدأ في خروج الأغاريض في شهر ديسمبر في بعض مزارع النخيل، وهذا وقت مبكر جداً والبعض الآخر تأخر إلى شهر إبريل فأصبحت فترة خروج الأغاريض من ديسمبر إلى فبراير حوالي خمسة أشهر. وبذلك سوف يحدث إختلافاً كبيراً في نسبة عقد الثمار وجودتها لاختلاف الظروف المناخية السائدة، فالحرارة المنخفضة خلال الشتاء تثبط من نمو الأغاريض مما يؤدي إلى تأخير موسم الأزهار والحرارة المرتفعة أدت إلى سرعة نمو الأغاريض وخروجها.
وحيث أن أفضل درجة حرارة لإجراء التلقيح وإنبات حبوب اللقاح تتراوح من (25°C- 27°C ) درجة وهذه الدرجة قد لا تتوفر في أوقات كثيرة من مراحل خروج الأغاريض حيث أن درجة الحرارة المناسبة حول النورات تساعد على زيادة معدل نمو الأنبوب اللقاحي، وبالتالي قصر الوقت اللازم للوصول للبويضة ونجاح عملية الاخصاب. كذلك سقوط الأمطار تعمل على غسل حبوب اللقاح قبل أن تقوم بدورها حيث تزيد الأمطار من نسبة الرطوبة حول الأزهار مما يعيق من حركة وانتشار حبوب اللقاح وتساعد على انتشار بعض الأمراض التي تصيب الأزهار.
وكذلك الرياح الساخنة والجافة تؤدي إلى جفاف المياسم وسقوطها قبل وصول أنبوب اللقاح إلى المبيض، وبالتالي فشل الإخصاب والرياح الباردة تعيق إنبات حبوب اللقاح، وقد تؤدي إلى تساقط الأزهار. ولذلك وبسبب كل هذه التغيرات المناخية المتتالية قد تظهر حالات شيص كثيرة بسبب فشل عملية التلقيح وعدم حدوث الإخصاب كذلك عدم انتظام في نمو الثمار واكتمال عملية النضج لعدم استيفائها لدرجات الحرارة المناسبة في مراحل نموها المتتالية بدءاً من الطور الحبابوك حتى الطور التمر. حيث إن كل مرحله لها درجة حرارة مناسبة لنموها الفسيولوجى حتى تصل للطور التالي، فالنخيل الذي بدأ في خروج الأغاريض مبكراً في شهر ديسمبر، وكذلك النخيل المتأخر في الطرد حتى شهر إبريل قد يتأثر كثيراً باختلاف درجات الحرارة فى مراحل نموه المختلفة.