تأثير DSM-5 على معدلات انتشار طيف التوحد
تغطية اخبارية: وفاء ألاجة
شهدت مجلة” نهر الأمل” فعاليات ملتقى طيبة الثانى للتوحد الذى عقد يومى 3،4 ابريل 2021 ،وناقش تأثير المعايير التشخيصية DSM-5 على معدلات انتشار طيف التوحد فى أولى جلساته للدكتور مشعل الرفاعى وكيل كلية التربية للشؤن الأكاديمية والتطوير بجامعة جدة واستعرض العلاقة بين مقاييس التوحد وانتشار التوحد موضحا أن تلك المقاييس تمكننا من الاكتشاف المبكر لمرضى التوحد فبمجرد عدم تجاوب الطفل لطلبات الوالدين أو عدم التواصل اللفظى والاجتماعى مع أقرانه مما يثير الشكوك لدى الوالدين ويتم عرض الطفل على أخصائى تربية خاصة وتجرى له اختبارات مقاييس D$M-5 التى يستخدمها الأخصائى مع الطفل لمعرفة مدى اصابته بطيف التوحد ،وينعكس ذلك على معدلات انتشار نسب طيف التوحد .
فكلما كان التشخيص دقيق ومقنن على البيئة التى يتواجد فيها الطفل مع توافر معدلات الصدق كلما أعطت معدلات حقيقية لنسب انتشار اضطراب طيف التوحد،وفى الماضى كان هناك أشخاص يتم تشخيصهم ثم يتضح عكس ذلك ففى عام 1970 كانت نسب انتشار التوحد شخص واحد لكل 10 ألاف شخص ثم ازدادت عام 1970 لتصل لشخص لكل 500 شخص ،حتى وصلت عام 2002 لشخص لكل 150 شخص وفى عام 2008 وصلت لشخص لكل 88 شخص ،وأعلنت منظمة الصحة العالمية انتشار طيف التوحد كوباء عالمى ولابد أن تلتفت المنظمات لمواجهة التحدى وفى 2010 وصلت الحالات لشخص لكل 68 شخص وفى 2020 أعلنت احدى المنظمات فى الولايات المتحدة وصوله لشخص لكل 54 شخص.
وفى السعودية حددت هيئة الاحصاء ارتفاع نسب الاصابة فى المنطقة الشرقية بالمملكة لتصل ل17 ألف حالة فى حين بلغت نسب الانتشار فى الرياض لعشرة ألاف حالة ،وفى جدة 9700 حالة فقط ،والسؤال الأن هل ارتفاع نسب الاصابة فى المنطقة الشرقية يرجع لوعى الوالدين بالمشكلة ومتابعة الأبناء ؟ ولتطور الخدمات والرعاية الصحية والتوعية بطرق الاكتشاف المبكر بتلك المنطقة مما ساهم فى ارتفاع عدد الحالات التى يتم تشخيصها ومساعدة متخذى القرار على اتخاذ القرارات الصحيحة أيضا ساهم فى تطوير منظومة التربية الخاصة التى تشمل اضطراب طيف التوحد .ففى عام 2013 تم ادخال مقاييس DSM-5 مما أدى لتحسن اكتشاف المعايير الشخصية لاضطراب طيف التوحد وساعد المراكز الطبية والمتخصصة على الاكتشاف المبكر .
وقرابة المائة عام الماضية لم يتم التحدث عن التوحد الا فى عام 1887 عندما وصف ” جون داون” عن التخلف النمائى وظهر التشابه بين أعراضه وأعراض طيف التوحد من ذوى الأداء المنخفض ،ثم ظهر مصطلح ” توحد” لدى مرضى الشيزوفرينيا عام 1908 ،وفى عام 1926 وصف عالم روسى مجموعة من الأطفال باضطراب طيف الشخصية الانفعالية واستطاع هذا العالم توصيف أعراض قريبة من متلازمة” سبرجر” أو مصطلح التوحد الطفولى التى عرفت بعد ذلك فى عام 1944 بمتلازمة” سبرجر” .
وفى عام 2000 تم الاعتراض على مصطلح Autism وتم اعتماد مصطلح اضطراب طيف التوحد وصدر مقياس DSM-5 ،وتم اطلاق منصة عالمية تبنت معاييره فى مؤتمر ضم فريق عمل مكون من 27 عالم وعقد عام 2007 بأمريكا وتم وضع السلطة التشخيصية لتشخيص الاضطرابات النمائية والعصبية والنفسية ويعتمد عليه فى اصدار التقارير الطبية ،مما أحدث جدلا واسعا فى اضطراب طيف التوحد وتقليص الأبعاد التشخيصية فى عرضين أساسيين وهما عدم التواصل اللفظى والاجتماعى والأنماط والتصرفات المتكررة ،كما ،وتبنى DSM-5 ضم التاريخ السلوكى للحالة فى المعايير الشخصية للتوحد, كما تبنى مفهوم الاضطراب الاكلينيكى ذو التصنيف الواحد ، واشترط توافر شروط عدم التواصل والتفاعل لتشخيص اضطراب طيف التوحد.
وأوصى د.مشعل الرفاعى باصدار مقياس وطنى بترقيم عربى يتناسب مع البيئة فى المملكة العربية السعودية لتشخيص طيف التوحد ،وتوجيه البحث العلمى نحو قضايا التشخيص والقياس فى مجال التوحد بالمملكة.
#مجلة_نهر_الأمل