– تعاون ثلاثي “مصري – ألماني – سويدي” لتذليل تحديات الرعاية الصحية
عبير سلامة
– تعاون ثلاثي “مصري – ألماني – سويدي” لخلق ثقافة الإبداع.. وتذليل تحديات الرعاية الصحية
أطلق مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، برنامج “زمالة الابتكار فى المجال الصحى” ولأول مرة في مصر، حيث تم تنفيذه سابقا في بعض الدول الأوروبية، بالتعاون بين معهد البحوث السويدي الحكومي “RI.SE”، ومنظمة “enpact” المصرية / الألمانية، وفي هذه المرة، اختارت المؤسستان الدوليتان، مستشفى 57357، للتعاون معها في تنفيذ هذا البرنامج، لسمعتها العالمية في تقديم الخدمة الصحية، والبحث العلمي، ودورها الرائد في مكافحة مرض السرطان لدى الأطفال، لتصبح المستشفى هي المقر الأول والوحيد لتطبيق البرنامج على أرض مصر.
وخلال حفل إطلاق البرنامج، من قاعة مؤتمرات المستشفى، تم عرض فيديو عن جهود 57357 في علاج الأطفال مرضى السرطان، وإحصائيات عن أعداد العمليات الدقيقة والمتخصصة في مجالات السكان المختلفة، ووصول المستشفى إلى نسب شفاء 71%، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها خلال الفترة الأخيرة، كما عرض الفيديو شهادات من خبرات وجهات عالمية تثنى على قوة 57 في تحدي السرطان، ومعركته الشرسة ضد هذا المرض، وصموده في مواجهته مع انخفاض نسبة التبرعات، وتضاعف المعاناة في توفير الالتزامات المالية المطلوبة لعلاج الأطفال بالمجان تماما طوال فترة العلاج وحتى الشفاء التام، التي قد تستغرق سنوات، ثم متابعة حالته الصحية بعد ذلك.
وعرض كل من المتدربين ببرنامج الزمالة الجديد، معلومات عن أنفسهم، وقدراتهم، وأماكن عملهم، وأسباب إقبالهم للتدريب في 57357، وخاصة توافر الخبرات والإمكانات التي تلبي طموحاتهم في الابتكار والإبداع.
وأعطى عدد من رؤساء الأقسام بالمستشفى مثل مكافحة العدوى، والتغذية العلاجية، والتثقيف والتوعية، والتطوير، رسائل للمستقبل للمتدربين بالزمالة، أهمها أن الجميع يتعلم طوال الوقت، ولا مانع من أن يتعلم الكبير من الصغير والعكس، وأن المستشفى هو رمز للعطاء، وأن البناء الحقيقي يتم داخل 57357، وهي تمثل قلب المجتمع.
عرض د. شريف أبوالنجا، الرئيس التنفيذي لمؤسسة 57357، مدير عام مستشفى سرطان أطفال مصر 57357، معلومات عن الرعاية الصحية داخل المستشفى لرعاية الأطفال المرضى، وعن رحلة وجودها وكفاحها ضد السرطان.
وتطرق أبوالنجا، إلى أسس الإدارة الناجحة، التي تستطيع النهوض والتنمية، وتعمل داخل منظومة متكاملة ومتعاونة، وتفكر خارج الصندوق، وتبتكر كل جديد، لتتمكن من إحداث طفرة في مجال عملها.
وقال أن المستشفى استقبل 3273 مريض سرطان جديد في العام الماضي، في حين أن مستشفى “سان جود” بأمريكا استقبل 580 مريض سرطان فقط في نفس العام، وتم إعطاء ٢١ ألف جرعة علاج إشعاعي، وتم إجراء 1200 عملية سرطان مخ، وتستغرق العملية الواحدة 18 ساعة متصلة، وتستقبل المستشفى حالاتها بعد سن 18 سنة أيضا لمتابعة حالاتهم الصحية بعد الشفاء، كما تستقبل وحدة علاج اليوم الواحد من 500 إلى 600 مريض يوميا.
وحصل المستشفى على أعلى شهادة اعتماد في العالم مرتين، بين كل منهما 3 سنوات، وبنسبة 98.2%.
وقالت د. نهى البشير، مدير الجودة بقسم التعليم الطبي المستمر بمستشفى 57357، أن زمالة الابتكار فى المجال الصحى، هي برنامج للتعلم والابتكار، يهدف إلى إيجاد حلول للتحديات، وتذليل العقبات التي تواجه احتياجات الرعاية الصحية، كما يهدف إلى خلق وتدعيم ثقافة الإبداع، وتقديم ابتكارات عملية قابلة للتطبيق الفعلي.
وأكدت البشير، على أن مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، يستضيف البرنامج، وممثلي الجهتين الدوليتين “السويدي – الألماني”، ويتكون الفريق المتدرب من 8 مصريين من الخريجين في السنوات الأخيرة من كليات الطب، والهندسة، والتكنولوجيا، وتنمية الأعمال .
د. شريف كمال، مدير عام الصيدلة بمستشفى 57357، أكد على أن هذا التعاون يأتي في إطار التعاون بين مركز البحوث السويدي، ومنظمة “إنباكت” لريادة الأعمال بألمانيا ومركزها الخاص بالقاهرة، وسوف تستضيف صيدلية 57357 عدد من المتدربين والدارسين، في زمالة الإبداع الإكلينيكي لمدة 6 أسابيع، حيث يدرسون منظومة العمل داخل الصيدلية، ومحاولة إيجاد الحلول الإبداعية لأية تحديات أو مشكلات، ولتحسين الخدمة وتقديم أفضل رعاية صيدلية للمرضى.
وقال أن من بين أهداف العمل في تلك الزمالة، هو خلق روح من الابتكار والإبداع في التعاون العلمي، بشكل يحقق طفرة جديدة في مجال الصيدلة.
وشكرت د. روان بسام، مدير تنفيذى فى “انباكت” مصر، مستشفى سرطان الأطفال 57357، على تعاونها في إطلاق هذا البرنامج، حيث تم اختيارها لأنها أكبر مركز لعلاج سرطان الأطفال في العالم، وحققت طفرة كبيرة في علاج سرطان الأطفال، من خلال تقديم خدمات رعاية صحية مبتكرة، ومنذ بدء هذه الشراكة مع المستشفى، قدم دعما كبيرًا ومستوى تنظيمي متميز، وأبدى طاقمه حرصه على ريادة هذا النوع الفريد من الابتكار فى المجال الطبى، الذي يحدث لأول مرة في مصر.
وأكدت “روان” على أن المنظمة تسعى من خلال تنفيذ برنامج الزمالة، إلى تحسين الرعاية الصحية، من خلال تحديد الاحتياجات الطبية، والتحديات التي يتم جمعها أثناء الفترة التى يقضيها المشاركون فى المنشآت الطبية، وخلق حلول لتلبية تلك الاحتياجات، كما يعد البرنامج، خطوة أولى في طريق إنشاء شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الطبية.
وخلال دورة البرنامج، سيحصل المشاركون على فرصة للتفاعل، مع مجموعة متنوعة من المنظمات الشريكة، في جميع أنحاء العالم، وتستغرق مدة البرنامج 6 أشهر، بدأت الأربعاء 26 أغسطس 2020، وتم اختيار 8 مشاركين فقط من بين 80 متقدما من كافة محافظات مصر.
وواصلت “روان بسام” قائلة، سيقدم البرنامج للمشاركين، فرصة فريدة، في فترة متابعة الأنظمة الصحية، وهي فترة مدتها 6 أسابيع، يتفاعلون فيها مع أخصائي الرعاية الصحية، وخلال الممارسة الطبية اليومية، وذلك من خلال تواجدهم فى فريق متعدد التخصصات في مستشفى سرطان الأطفال 57357، ويمكن للمشاركين الاعتماد على خبراتهم المتنوعة، لتقييم التحديات الطبية من منظور جديد، والاستفادة من التفكير الهندسي، والعقلية الريادية، لمعالجة احتياجات الرعاية الصحية.
كما يتم وضع كل فريق في قسم رعاية صحية محدد، ويتم رصد احتياجاته الصحية، ويعمل جنبًا إلى جنب مع الفريق بالمستشفى طوال مدة البرنامج.
يضم معهد البحوث السويدي المستقل المملوك للحكومة، حوالي 2800 من العاملين على الصعيد القومى، و 30 معهدًا بحثيًا، يعملون حول البحث والابتكار والتكنولوجيا، ويقوم باختبار وتطوير التكنولوجيا والمنتجات، وسير العمليات والخدمات، مع كل من القطاعات الأكاديمية، والشركات، والقطاع العام.
أما “إنباكت” فهي منظمة غير هادفة للربح، مقرها “برلين” وتساهم فى تقديم الدعم لرواد الأعمال، والتعاون الدولي، كما تهدف إلى دعم وتمكين المنظمات والأفراد الذين يدعمون ريادة الأعمال والتنمية الاقتصادية، والبيانات والبحوث التي تمكن النظم البيئية الناشئة.