فوز رواية “أسرار رنا” بجائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ54
الأسرة والصداقة والتعاون والعطاء المستمر وخطأ الأحكام المسبقة أهم الأمور التي ناقشتها الرواية
اختتم منذ أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب والذي يعتبر المهرجان الثقافي المصري السنوي الأهم. وقد وجّه المعرض في دورته لهذا العام، اهتماماً خاصاً لأدب الطفل حث تم اختيار الأديب الراحل كامل الكيلاني (1897-1959) رائد أدب الأطفال كشخصية للمعرض، وضمن جوائز الدورة الرابعة والخمسين للمعرض، التي وزعت بحضور الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، والدكتور أحمد بهي الدين العساسي، رئيس الهيئة العامة للكتاب، كان لأدب الطفل نصيب مهم.
وقد قُدمت جائزة أفضل كتاب للطفل مناصفة لكل من الدكتورة هند الشلقاني عن كتابها “أسرار رنا” الموجهة لفئة اليافعين، والكاتب وليد طاهر عن كتابه “بحر وجبل” الموجهة لفئة الأطفال، وضمَّت لجنة التحكيم كل من الأستاذ حسين الزناتي، والأستاذ أحمد اللباد، والأستاذة سماح أبو بكر عزت.
وصرَّحت الكاتبة الدكتورة هند الشلقاني مؤلفة رواية “أسرار رنا”، أن الرواية موجهة لليافعين وهو السن الواقع بين الطفولة والشباب، وهم فئة تقل في المكتبة العربية الكتابات الموجهة إليها رغم أهميتها الكبيرة نظرًا لأنها فترة تكوين مهمة لعقل وثقافة الشباب من الجنسين.
وعن القضايا التي طرحتها رواية “أسرار رنا” أوضحت الدكتورة هند الشلقاني أن الرواية عبارة عن يوميات مكتوبة بقلم الفتاة رنا البالغة من العمر 14 سنة والتي تنتقل مع والدتها الى محافظة البحيرة في العام الذي شهد حادثة السيول التي تعرضت لها مصر وخاصة محافظات الدلتا والتي أعقبها انتشار وباء كورونا. وترصد الرواية عبر عيني رنا ووعيها البريء وأحاسيسها المرهفة مجموعة كبيرة من الأحداث تتضمن أزمات عائلية ومسائل اجتماعية إنسانية تتعلق بالعلاقات الأسرية والصداقة وأهمية العمل والتعاون وحب المساعدة وتتعلق بحياة وعطاء المسنين وبخطأ الأحكام المسبقة التي قد نطلقها على الآخرين، كما تكشف لنا، من خلال مقارنة بين الحياة في المدينة وبين الحياة في الريف، كيف أن المدينة ربما تفوز مقياس مدى توافر التيسيرات المادية ووسائل الترفيه، لكن الريف قد يفوز من حيث حميمية الحياة وسط العائلة الممتدة. وتتضمن الرواية كذلك خطا غيبيا يتعلق بقدرة رنا على استشراف بعض الأحداث، كما تتضمن لغزا نتابع خيوطه عبر يومياتها لتنكشف لنا حقيقته في النهاية.
وأكدت المؤلفة أن الكتابة للأطفال بوجه عام، ورغم أنها تحمّل الكاتب مسئولية أخلاقية كبيرة، لكنها لابد أن تبتعد عن الخطابة والوعظ المباشر، لأن الطفل واليافع هو شخص شديد الحساسية وسينفر من الحاجز النفسي الذي يخلقه الوعظ المباشر.
وعن مشروعاتها المستقبلية أوضحت الدكتورة هند الشلقاني أنها تعد لنشر مجموعة قصصية للكبار وأخرى للأطفال.
وفي الختام، وجهت الدكتورة هند الشلقاني كل الشكر لوزارة الثقافة ولإدارة معرض القاهرة الدولي للكتاب وللجنة تحكيم المسابقة وخصت بالذكر الأستاذة سماح أبو بكر عزت أديبة الأطفال صاحبة البصمة الواضحة في أدب الأطفل المصري المعاصر وأكدت أنها من المعجبين بشكل شخصي بكتاباتها للطفل.