مهنا .. توصي بعمل برنامج بحثي لدراسة سلوكيات القروش
مهنا .. توصي بعمل برنامج بحثي لدراسة سلوكيات القروش
عبير سلامة
سبب حادث تعرض سائحتين لهجمات من اسماك القرش يوم الجمعة الاول من يوليو في منطقة سهل حشيش بالغردقة إلى إثارة تساؤلات عديدة حول أسماك القرش ،انواعها وسلوكياتها، وهل يمكننا القضاء عليها؟
في هذا الإطار تحدثنا الأستاذة الدكتورة سحر فهمي مهنا – الأمين العام المساعد للإتحاد العربي للحياة البرية والبحرية فتقول اسماك القرش يطلق عليها الأسماك الغضروفية لتكون هيكلها من مادة غضروفية، وهي تمثل جزءاً من البيئة المائية، وتلعب دوراً حيوياً في التوازن البيئي الطبيعي للنظم البيئية البحرية.
لذلك لايمكن القول بالقضاء عليها لتجنب الاختلال البيئي
والآن تم رصد ما يقارب 400 نوع من أسماك القرش على مستوى العالم وهي تعيش وتنتشر في جميع بحار ومحيطات العالم، وتتواجد في العديد من البيئات المائية المتنوعة، إذ تعيش بعض الأنواع في المناطق الضحلة والبيئات الساحلية، بينما يعيش البعض الآخر في المياه العميقة، وفي قاع المحيطات، وفي المحيطات المفتوحة.
وعن تغذية أسماك القرش تشير مهنا ان أسماك القرش لاحمة أي تتغذى على اللحوم وغذاؤها المفضل هي لحوم الثدييات البحرية الكبيرة كالفقمة والدلافين كما تتغذى على الرخويات والأسماك.
جدير بالذكر أن الإنسان ليس من الغذاء المفضل للقروش. والقروش من الأنواع المهددة بالإنقراض ومنها عشرة أنواع في القائمة الحمراء للإتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة.
ويوجد بالبحر الأحمر ما يقارب 44 نوع من أسماك القرش، ولا توجد دراسات كافية حول هذه الأنواع وأهمها قرش النمر وقرش المطرقة، وأسماك القرش المحيطة ذات الرأس الأبيض وقرش الحوت والقرش الفهدي وقرش الماكو، وبعض هذه الأنواع خجولة بطبيعتها ولا تهاجم الإنسان.
واضافت انه وفقاً لدراسة تمت في جامعة ماكواري الأسترالية، فإن السبب في مهاجمة أسماك القرش للإنسان قد يكون في ضعف إبصار أسماك القرش، لدرجة أن علماء خلصوا إلى أنها تخطئ على الأرجح بينهم وبين فرائسها المعتادة مثل أسد البحر. حيث لا تسمح الحركة ولا الشكل بالتمييز البصري الواضح بين زعنفيات الأقدام وهي الطعام المفضل للقروش والبشر، بل يبدو أنه شبه مستحيل التمييز بين إشارات حركة السائحين أو راكبي الأمواج وتلك الصادرة عن الفرائس الحيوانية.
وأكدت الدراسة أن “أسماك القرش لا تبحث بنشاط عن البشر كفريسة، لكن قدرتها على رؤية التفاصيل، أقل بكثير من قدرتنا، وهي تعتمد في بحثها عن فريستها على الشكل العام الذي يظهر من بعيد”.
وطبقاً للإحصائيات العالمية فإن هجمات القرش التي أودت للموت تعتبر قليلة، وينصح عالم القروش جورج بيرجيس أنه لا يجب ألا نتظاهر بالموت بتاتاً أمام أسماك القرش، ويقول: “إن تظاهرت بالموت، فستموت بالفعل”، مضيفاً أن السمكة إن تذوقت طعمك وظنت بأنها فازت فإنها ستكمل عملها.
وينصح هذا العالم أن تتعامل مع سمكة القرش كما لو كانت أحد أعدائك، إذ يجب ضربها دفاعاً عن نفسك في المناطق الحساسة لديها، مثل العينين والخياشيم والأنف.
ويذكر أيضاً أن سرعة الخروج من المياه عند رؤية أحد أسماك القرش في المياه يعتبر أولوية ولكن بهدوء، لأن البقاء في المياه سيجذب المزيد من أسماك القرش، بالأخص إن كان هناك نزف، وبعد ذلك يتم مداواة الجروح، والحصول على المساعدة.
وثمنت مهنا بدور الاتحاد العربي لحماية الحياة البرية والبحرية في هذا الاطار حيث قام فريق من المتخصصين في مجال الحياة البحرية برئاسة أ.د. سحر فهمي مهنا – خبير إدارة المصايد والأمين العام المساعد للحياة البحرية بالإتحاد بمتابعة الموقف في موقع الأحداث بالغردقة ولقصور البيانات والمعلومات، فإنه لا يمكن إعطاء رأياً حاسماً في هذا الأمر، فمثل هذه الحوادث تقع من حين لآخر وفي جميع محيطات وبحار العالم، وتكاد تكون نادرة لدينا (حادث شرم الشيخ 2010، حادث مرسى علم 2015، حادث العين السخنة 2016) كما أن القروش من الكائنات التي تتحرك بصفة مستمرة وبسرعة كبيرة أي أنه من الوارد فعلاً أنه إذا كان هناك نوع من القروش مسئول عن هذا الحادث فإنه ليس بالضروري أن يكون مازال موجوداً في هذه المنطقة.
و ترى مهنا
أنه يجب البحث فعليا في عمل برنامج بحثي يشمل دراسة الأنواع البحرية الكبيرة ومنها القروش وتحديد الأنواع بدقة في المياه المصرية ودراسة طبيعتها وسلوكياتها وأماكن انتشارها وتتبع حركتها وهجراتها بالوسائل العلمية للمراقبة والمتابعة التي باتت متوفرة الآن
وتوصي بعمل حملات توعية على أساس علمي سليم ونشرات دقيقة يتم توزيعها على المناطق السياحية والشواطئ المحتمل ظهور هذه الأنواع فيها مع كافة الإرشادات لكيفية التعامل مع مثل هذه الكائنات والتصرف حيالها عند ظهورها في محيط وجودهم.