محمود علي
سَهير القلماوى رائدة الصحافة
فى عام 1929 كان وجود فتاة واحدة بين 14 رجلاً يدرسون فى كلية الآداب فى جامعة فؤاد الأول أمراً غريباً، ولكن سهير لم تعر نظرات الاستغراب التفاتاً وتفوقت على جميع زملائها فى كل سنوات الدراسة لتصبح من اوائل المصريات اللاتي تخرجن من الجامعة وحصلن على درجة الماجستير، وكانت هي أول من حصلت منهن على الدكتوراة التى كان موضوع البحث فيها عن رواية الف ليلة وليلة، ذلك الكتاب الذى واجه هجوماً ضارياً بعد ذلك بعقود بدعوة أنه مناف للأخلاق.
فى عام 1956 اصبحت سهير القلماوي استاذاً للأدب العربى المعاصر ثم رئيسة لقسم اللغة العربية بكلية الآداب فى الجامعة العريقة ولمدة تسع سنوات.
ولدت سهير القلماوي فى طنطا ودرست فى المدرسة الأمريكية للبنات هناك، ثم أقدمت على تسجيل اسمها للدراسة بجامعة فؤاد الأول مع بعض الفتيات الأخريات فى سابقة كانت الأولى من نوعها.
أعجب عميد كلية الآداب آنذاك د.طه حسين بحماسها، وشجعها وساعدها أن تكتب فى مجلة الجامعة المصرية، وما لبثت أن اصبحت محررة بها لتبدأ بعد ذلك مسيرة طويلة فى عالم الكتابة والصحافة.
انضمت القلماوي للبرلمان المصري سنة 1967 وشاركت فى تأسيس معرض الكتاب، فقد أرادت ان تكون أعمال الأدب العالمي متاحة أمام جميع المصريين، وشجعت إقامة عديد من المكتبات والمشروعات التى عنيت بترجمة كلاسيكيات الأدب العالمي وتوفيرها فى طبعة شعبية لتصبح فى متناول الجميع، وكانت هى أيضاً من قدمت الأدب المصري المعاصر كفرع من فروع الدراسة بكلية الآداب التى سيطر عليها ولا يزال الأدب العربى الكلاسيكي.
المصدر: شبكة الأخبار العربية http://www.anntv.tv/new/showsubject.aspx?id=55897