يوم الطفل الإماراتي
يوم الطفل الإماراتي
بواسطة: محمود علي
تحتفل دولة الإمارات بـ «يوم الطفل الإماراتي» كمناسبة وطنية في 15 مارس من كل عام.
يهدف هذا الإحتفال إلى توعية جميع فئات المجتمع بحقوق الطفل والمحافظة عليها وضمانها. وتوفير بيئة صحية آمنة ينمو ويترعرع فيها، وتقديم الدعم لما لديه من قدرات ومهارات، ما يعود بالنفع على مجتمع الدولة ككل.
إن أطفالنا هم شباب الغد ورجال المستقبل. هم ثمارنا الثمينة، وآمالنا الغالية. يقع على عاتقنا جميعاً مسئولية ضمان حقوق الطفل وتعزيزها، وترجمتها لتنعكس بشكل إيجابي على مستوى حياة الأطفال. إن حماية ورعاية الأطفال لا تأتي بالشعارات ولا الكلمات الرنانة، بل من خلال إشراكهم في البيئة المحيطة بهم وتطوير هذا العالم للأفضل من أجلهم. فنحن كمجتمع عربي مسلم بشكل عام، وإماراتي بشكل خاص، نهتم بالطفل وتنشئته. وقد كان لدولة الإمارات دائماً الدور البارز في الطفولة، فها هي دولتنا الحبيبة تبادر لبيئات عمل مرنة وداعمة للوالدين والأسر، وخصوصاً في ظل الظروف الراهنة التي فرضت على الأسر تحديات جديدة للموازنة بين الأسرة والعمل من المنزل والذي يتطلب تطبيق نصائح العمل عن بعد ليكون الأداء أكثر فعالية.
إن دور ومكانة الطفل في المجتمعات لا يقل أهمية عن دور البذرة للنبات. تلك البذرة التي هي منبت وأصل النبات، فساد وضياع البذرة هو فساد للنبات وضياع الحصاد وانعدام الأجيال. أطفالنا هم مستقبلنا، أطفالنا هم ثمرة ماضينا، وبذرة غدنا. أطفالنا هم مقلة أعيننا ونبض قلوبنا. أطفالنا هم ذلك الإنسان الكبير القادم من الحاضر مسافراً إلى المستقبل. أطفالنا هم ألوان الحياة ونبضها، هم عبير الرياح وعبقها. من يحب وطنه، يحب أطفاله. فالأطفال هم الوطن، فنظرتنا إلى أطفالنا هي نظرتنا إلى وطننا. فلنكن سنداً لهم، ولنكن نحن شعارهم وسواعدهم. وها هي دولتنا العظيمة، وكعادتها دائما، خصصت يوماً للاحتفال بالطفل الإماراتي. ذلك الطفل الذي سيكون يوما وزيراً وقائداً، صانعاً وتاجراً، ذلك الطفل الذي سيتسلم يوماً ما الراية منا ليسلمها لمن بعدها. فلنجعل الإحتفال بهم واقعاً ملموساً، وليس مجرد شعارات. فلنؤسسهم على القيم، العدل، الدين، الأخلاق، والإخلاص. فلنحميهم من الأمراض والعلل، ولنبنيهم كأفضل ما يكون. أطفالنا، هم قادة الوطن في المستقبل، فلنربيهم كما نريد أن يكون قادة الوطن.
كثير من الأسر، للأسف الشديد تعتقد أن تربية الطفل كي يصبح قائداً يجب أن تكون تربية خشنة، بحجة أنهم يريدونه أن يصبح رجلاً مسؤولاً، أو أمً ناجحةً. للأسف ذلك من المفاهيم الغير صحيحة والعادات السيئة. إن للطفل الحق في اللعب وممارسة الأنشطة المناسبة لعمره من أجل الإستجمام. كما يجب تشجيع الطفل على المشاركة بحرية في الحياة الثقافية وفي الفنون في أوقات الفراغ.
كما تحتفل دولة الإمارات في يوم الطفل الإماراتي من خلال العديد من الفعاليات والأنشطة. تلك الفعاليات التي تبرز لنا الجهد الكبير والدور العظيم الذي تقوم به صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الكتبي أم الإمارات، رئيسة الإتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، في دعم حقوق الطفل وتنمية الحياة الأسرية من خلال مجموعة مدروسة من الفعاليات.
وقد أتى الأطفال من أصحاب الهمم في مقدمة أولويات تلك الفعاليات من خلال التأكيد على مشاركتهم في كافة أنشطة يوم الطفل الإماراتي. كما يتم نشر جميع الفعاليات المرتبطة بتلك المناسبة عبر الوسم # يوم الطفل الإماراتي. ورغم الواقع الذي فرضته علينا الإجراءات الإحترازية بسبب جائحة كورونا، إهتمت الدولة بتنفيذ تلك الفعاليات عبر وسائل التواصل عن بعد.
أما في المجال التربوي، فقد بادرت دولة الإمارات إلى وضع لائحة الانضباط السلوكي للمتعلمين في المجتمع المدرسي التي نصت على عدد من المحاذير التي يتعين مراعاتها في عملية تقويم السلوك السلبي للمتعلم. وقد اشتملت تلك المحاذير على منع العقاب البدني بكافة أنواعه وأشكاله، أو الحرمان من تناول الوجبات الغذائية، أو التكليف بأداء واجبات مدرسية إضافية على سبيل العقاب، أو استفزاز المتعلم أو السخرية منه، أو الطرد من المدرسة أثناء اليوم الدراسي بقرار فردي، أو تقييد حرية المتعلم أو حجزه بالمدرسة.
الاحتفال بيوم الطفل يجب أن يتم تنفيذه واقعاً ملموساً من خلال ضمان عيشهم في أمان وحفظ حقوقهم كاملة كالرضاعة والنفقة والعقيدة الدينية والحياة الأسرية. علينا أن نضمن حقوق الطفل في الحياة وتوفير الرعاية الشاملة من الناحية المالية والصحية والنفسية. ضمان حق الطفل في التعليم دون التعرض لإيذاء جسدي أو نفسي. تعزيز مواهب الطفل وتنمية مهاراته من خلال مشاركة الطفل في البرامج المتنوعة.
دعونا نعامل الطفل بما يستحق، ذلك الطفل البريء. الطفل الذي إن أسأت إليه اليوم في الغد ينسى، وبكلمة تستطيع أن تمحو تلك الإساءة؛ وذلك لأنّ قلبه أبيض لا يحمل حقداً على أحد، وبتعاملك اللطيف معه يعطيك كامل مشاعره حباً واحتراماً وتعلقاً؛ إن تلك الصفات صحيح أنها صفات طفولية ولكنها جميلة ورائعة، والأروع من ذلك أن تكون فينا نحن الكبار فنكتسب منهم فن التعامل ونأخذ منهم نقاء القلب وصفاء النفس. عالم الطفولة لا يفهمه إلا من عاشه، وأمان الطفولة عالم جميل له قوانينه فلا يوجد هناك من يحمل الكره والحقد على غيره بل تجمعهم رابطة واحدة ألا وهي رابطة الحب والبراءة. الطفولة صفحة بيضاء، وحياة صفاء وثغر باسم، وقلب نقي، وروح براءة، وقصيدة أمل، وخاطرة عذبة.
نحتاج لرفع الوعي الأسري حول أهمية منع تداول البرامج والألعاب والأعمال الإعلامية المشجعة على انحراف الطفل. كما يجب على مدراء المؤسسات التعليمية حظر كل أشكال العنف لأي سبب. كما يجب علينا حمايتهم من مشاهدة العروض السنيمائية التي لا تناسب أعمارهم.
إن دولة الإمارات نقلت جهودها لرعاية الطفل من مرحلة ضمان الحقوق الأساسية إلى مرحلة التمكين وصناعة مستقبل الأجيال القادمة، سواء على المستوى الفكري، أو على مستوى رعاية الموهوبين وتهيئة البيئة المناسبة للمبدعين والمبتكرين والمفكرين منذ المراحل التأسيسية.
فشكرا لدولتنا وقيادتها الحكيمة التي وضعت كل القوانين الداعمة للأسرة والطفل، والتي تهدف إلى توفير حياة أفضل للأسر، حتى يتسنى للآباء العاملين قضاء وقت إضافي مع أطفالهم والذي يعتبر أحد أهم حقوق الأطفال.
المستشار الدكتور خالد السلامي
رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة
# مجلة_نهر_الأمل