الاخبارتعليم

بمنتدى الباحثين السادس بألسن عين شمس ندوة “معركة الفصحى والعامية في مصر”

بمنتدى الباحثين السادس بألسن عين شمس ندوة "معركة الفصحى والعامية في مصر"

بمنتدى الباحثين السادس بألسن عين شمس

ندوة “معركة الفصحى والعامية في مصر” بحضور الصحفي أيهاب الملاح

افتتح أ.د.عاطف بهجات أستاذ اللغة العربية و رئيس لجنة العلاقات الثقافية الخارجية بكلية الألسن جامعة عين شمس الجلسة الافتتاحية بعنوان “معركة الفصحى والعامية في مصر” لليوم الثالث لمنتدى الباحثين السادس للكلية ، بحضور أ.د.سلوى رشاد وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا و البحوث و رئيس المنتدى ، أ.د.مصطفى رياض أستاذ الأدب الإنجليزي بكلية الأداب جامعة عين شمس، الصحفي و الناقد إيهاب الملاح ، و لفيف من أعضاء هيئات التدريس و الباحثين بالجامعات المصرية ، مؤكدًا على أننا نعيش اليوم منذ قرابة الثمانين عامًا لمحاولة ترجمة كلمة في قرار لمجلس الأمم المتحدة ، و نحتاج اليوم الى الإستعانة بالمؤسسات الحكومية المتميزة في مصر كهيئة الإستعلامات لحل مشكلة الترجمة القائمة ، فالإستعانة بالمترجمين المصريين المتخصصين أصبح أمرًا حتمى للقضاء على ظاهرة الترجمة المغلوطة للمترجمين الأجانب ، و اليوم نحاول أن نجيب عن تساؤل أيهما أفضل الترجمة باللغة العربية الفصحى أم بالعامية المصرية الدارجة ؛ من خلال الدراسات البينيه المتخصصة ، كذلك الوقوف على أهم مميزات و معايير اللغة الثالثة التى تجمع بين العامية و الفصحى ودراسة الخواص اللغوية المتعددة للإرتقاء بالمترجم المصري لما بعد التميز .

 

وتابع حديثه مشيرًا إلى أن الترجمة هي حركة تبادلية بين ثقافة بلد المترجم و بلد اللغة التى يترجم لغتها ، لافتًا إلى أن أصل العلوم الغربية كلها قامت على أساس نقل الحضارة العربية إلى الغرب من خلال ترجمتهم لتراثنا العربي في العصور الوسطى ، و إذا دققنا في أصل تلك العلوم سنجد أن أصلها يرجع إلى الحضارة المصرية القديمة ، مؤكدًا على أن الحضارة المصرية الفرعونة هي أصل الحداثة التى وصل إليها الغرب ، و اليوم نحتاج إلى إعادة ترتيب أوراقنا الداخلية و ترجمة العلوم الحديثة التى توصل إليها الغرب لإعادة بناء أمجادنا المصرية التى أشرق بها العالم .

 

و أكد أ.د.مصطفى رياض أستاذ الأدب الإنجليزي بكلية الأداب جامعة عين شمس على أن مناقشة و بحث موضوع متصل بدراسة أبعاد و كيفية استخدام العربية الفصحى أو العامية لمعرفة جذور العامية و معرفة مدى اتصالها بالهوية المصرية أمر لا شك فيه ، حيث تؤكد الدراسات المعاصرة على مدى عمق ترابط العامية بالهوية المصرية ، و أوضح أن اللغة هي وعاء الفكر و التداخل بينها و بين الفكر يسهم في تشكيل الشخصية و الوجدان الفكري لمجتمعنا المصري ، و استطرد حديثه مشيرًا إلى أن الترجمة عمل أدبي متصل مع الفكر ، و يجب على المترجم أن ينقل الأفكار و ليست المعاني فحسب ؛ و لعل تلك النقطة المحورية أهم ما يجعل استخدام اللغة العامية في بعض الترجمات أمرًا ضروري بهدف تحقيق رسالة الترجمة الحقيقية .

 

كما أوضح أن اللغة العامية تعد أحد مستويات اللغة العربية و ليست من المستحدثات التى يجب أن نقاومها ؛ فإنن لها دورًا فعالًا في الحفاظ على هويتنا و تراثنا المصري و لغتنا العربية الأم ، و لعل من أشهر استخدامات العامية جاء في الخطاب الديني الذي استخدمة الشيخ الراحل محمد متولى الشعراوى ولاقت استحسان الجميع ؛ لما لها من أثر كبير في سهولة توصيل المعلومة الى كافة قطاعات الشعب بمختلف طبقاته الثقافية و الفكرية .

 

و أوضح أ.أيهاب الملاح المترجم و الصحفي أن عملة فى مجال الصحافة أتاح له فرصة توسيع مداركة و إيمانه الشديد بأهمية اللغة العامية للتكامل مع الفصحى فى توصيل الرسائل إلى المتلقي المصري ، و شدد على أن عملية الترجمة تعد من أهم و أصعب العمليات التى يقوم بها المترجم لأنها تعتمد في الأساس على نقل ثقافات بعينها في زمن محدد الى القارئ الأن ، و هو من أصعب أنواع الترجمات ، كذلك أشار إلى دور العامية في نقل الأدب المسرحي الذي يعتمد على اللهجة العامية في الأصل ؛ و ضرورة خلق مفردات و معانٍ تناسب اللغة العربية في الوقت الحالي .

 

و تابع حديثة مشيرًا إلى ترجمات أعمال شكسبير بإعتبارها من أصعب أنواع الترجمات التى يجب أن تسمح ثقافتة و مرونة المترجم بإدراكها و كيفية نقلها إلى المتلقي اليوم ؛ مشيرًا إلى أن هناك عدد كبير من المترجمين المصريين الذين كان لهم السبق في ترؤجمة بعض الأعمال الأدبية الأجنبية إلى العامية المصرية بهدف دمج ثقافة الأخر مع ثقافتنا المصرية و تسهيل عملية تقبلها للقارئ المصري وفق تقاليده الراسخه في وجدانه .

 

و استعرض خلال حديثه الخصائص التي تميز المترجم المتخصص مثل ترجمات أإستاذ الجغرافيا د.محمد القصاص لعدد من الكتب الإيطالية الجغرافية ، مشيرًا إلى أن المترجم المتخصص لديه من المعرفة الثقاية التى تؤهله للقيام بدورة في نقل النص الأجنبي الى العربي بمهارة و دقة عالية ، كما أشار إلى ترجمات الأستاذ محمد العناني الذي لم يكتفي بنقل ترجمات شكسبير الى العربية فقط ؛ و إنما قام بشرح العبارات و توضيح خلفياتها الثقافية لدى الكاتب الأصلي للنص ، و أكد على أن معرفة ثقافة الأخر الى جانب مدى التعمق في الثقافة و الهوية المصرية من أهم المهارات يجب أن يمتاز بها المترجم في أى مجال.

 

و فى الختام قدمت أ.د.سلوى رشاد وكيل كلية الألسن لشئون الدراسات العليا و البحوث و رئيس المنتدى شهادات تقدير و درع لكلًا من أ.د.مصطفى رياض ، أ.إيهاب الملاح ، تقديرًا لإثراء الجلسة الإفتتاحية فى اليوم الأخير من المنتدى بحديث ثري .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى