الشذوذ الجنسي فكر بلا مستقبل
الشذوذ الجنسي فكر بلا مستقبل
بقلم د.خالد السلامي
يعد الشذوذ الجنسي من أخطر الموضوعات التي تثير اهتمام الناس على مختلف مشاربهم الدينية والفكرية والاجتماعية، وذلك بسبب التكالب على الترويج لتلك الظاهرة الفاسدة وغرسها في عقول الأجيال الجديدة، بل إن بعض الفسدة ممن يروجون للشذوذ انتقلوا من مرحلة الدفاع عن ذلك الفكر الفاسد إلى الهجوم واتهام الأخرين بالتخلف، حتى أصبح الطبيعي أن نرى أعلام الشذوذ ترفع فوق المؤسسات الدولية وفي المناسبات العالمية.
ذلك يدفعني الى التساؤل، إلى أين يتجه هذا العالم أخلاقيا؟! فبعد أن البشر عاليا في عالم الصناعة والتقنية والاختراعات والمبتكرات وغيرها، ها هم يغوصون في مستنقع غير مبرر ولا يأتي بخير بأي حال. إن هذا العالم سوف يهوي إلى قاع الحضيض بقبول الشذوذ والدفاع عنه وتقنينه، فياله من عجب عجاب أن يصبح من الطبيعي أن يتزوج الذكر من الذكر، والأنثى من الأنثى، فتصبح معاشرة هؤلاء لبعضهم أمرا مباحا، بل ويسمون ذلك الفعل المشين بمسميات خادعة مثل (جماعة ميم) أو (المثليين) من أجل الترويج لهم وقبول مسمى الشواذ في المجتمعات وتلطيف الفاحشة ومراعاة لمشاعر مَن يرتكبها. والآن اعترفت بعض حكومات الغرب بزيجات الشواذ جنسياً، فقد شهدت أمستردام أول زواج رسمي بين الشواذ في العالم وسط حضور شخصيات بارزة من الوزراء وعلية القوم، وأذيعت مراسم ذلك الزواج على الهواء مباشرة! وبعد ذلك الحدث انفتح باب زيجات المثليين على مصراعيه، وفي خلال سنوات قليلة ارتفع العدد إلى أكثر من عشرة آلاف زيجة بين الشواذ.
إننا في منعطف خطير، فمن المفارقات في زمن العجائب أن تجد قانونا يحفظ حقوق مَن خرج عن القانون وخالف الفطرة. بل من العجب العجاب أن ترى قانون يجرم مَن لا يعترف بالشواذ أو يستضيفهم مع كل حدث رياضي. لاحظوا أنني هنا لا أتكلم من منطلق ديني، وإن كان ديننا هو الأساس وهو شرعنا وشريعتنا وهدينا، ولكن دعوني اليوم أخاطب هؤلاء من خلال القاسم المشترك بيننا، وهو الفطرة والأخلاق والعقل والمنطق.
إن كل ذي عقل يستطيع أن يرى توغلهم كالنار في الهشيم في وسائل الإعلام وتأثيرهم على بعض المنصات وشركات الإنتاج التليفزيونية. بل من خداعهم وحيلتهم استخدام شخصيات كرتونية شهيرة ومحببة لدى الأطفال ليصبح ذلك البطل من المثليين، فالأمر أبعد من مجرد حريات شخصية، بل إنه سلوك ممنهج لهدف محدد وهو نشر الرذيلة واغتيال الفطرة. إن هؤلاء الشواذ ومن يدعمهم لديهم أهداف لتدمير المجتمعات عن طريق تفكيك الأسرة، وفتح الأبواب للرذيلة والشذوذ، فلم تعد مكونات الأسرة من أب وأم وأطفال، بل أصبحت عبارة عن (ذكر مع ذكر) و(أنثى مع أنثى). الم يلفت انتباهكم يوما ذلك التسارع من العديد من الجمعيات التي نذرت نفسها لدعم أهل الضلال والانحلال من الشاذين والشاذات؟! بل أصبح هؤلاء الشواذ بعد أن كانوا منبوذين ويتخفون في الظلام أصبحوا يتبجحون بشذوذهم وارتفع سقف مطالباتهم والاعتراف بهم خارج أوطانهم أينما حلو أو ارتحلوا. بل أصبحت القوانين يتم تفصيلها لهم بما يخالف القانون ومخالفة لسنن الكون والطبيعة البشرية.
وللأسف، نجحوا في ذلك، فأصبحت تلك المطالب من الماضي، بل انتقلوا إلى مرحلة أعلى وأكبر وهي تهييج الرأي العام العالمي واستحضار الغضب الرسمي والدولي على كل مَن يعارضهم أو يتلفظ عليهم أو يرفضهم سواء من الدول والجمعيات أو الأفراد.
أخي القارئ، عليك أن تدرك أننا (أبناء العالم العربي والإسلامي) سوف نبقى العائق الأصعب والأخير أمام انتشار هؤلاء الشواذ. إن رفض حكوماتنا وشعوبنا العربية والإسلامية لهذا المستنقع يفتح علينا أبواب الغضب ويضعنا تحت ضغوط أو ابتزاز سياسي نتيجة رفض تواجد المثليين، ولكننا نستند في المقام الأول على كتاب الله وسنة رسوله، كما أن علينا أن نخاطب الغرب بنفس اللغة التي يخاطبوننا بها، فمن حقنا أن تحترم العالم دستورنا وتمسكنا بسيادة دولتنا. كما أن علينا مواجهتهم بالقوة الإعلامية المضادة التي توضح للعالم أجمع أن ما ينادون به ترفضه جميع الأديان السماوية، التي تعتبر دساتير بعض الدول ثم الاستماع لصوت الشعوب لتخرج مخرج صدق من مأزق الشواذ، ومَن يقف خلفهم حينها تعلم تلك الحكومات والجمعيات الداعمة للرذيلة أن لدى تلك الحكومات دساتير تمنع المثلية، بل وتجرم مرتكبيها وأن شعوبها رافضة للشواذ، وهذه الجماعات المثلية غير مرحب بها لديهم، ويا دار ما دخلك (شاذ).
على العالم أن يدرك أن القيم هي رأس مال المجتمعات، وقواعد رقي الحضارة الإنسانية، لما لها من أثر كبير في تعزيز الاستقرار والسلام والتسامح والتكافل واحترام كرامة الإنسان والنهوض به، ولذلك تكمن الخطورة في تهديد هذه المنظومة القِيَمِيَّة، ومحاولة هدمها بما ينافي كل التقاليد والأعراف والقيم الدينية والمجتمعية والإنسانية ومبادئ العقل والمنطق والفطرة، ومن ذلك الترويج والدعاية للعلاقات الجنسية الشاذة التي تسمى بالمثلية الجنسية، واستخدام مختلف المنصات للترويج لذلك وتسويقه. إن القيم صمام أمان المجتمعات، وإن تنشئة الأجيال عليها سبب لحفظهم وحمايتهم، وصيانة للأسر والمجتمعات والأوطان، وقد أثبت الواقع أن هدم منظومة القيم الأخلاقية في العالم سبب للحروب والصراعات واستجلاب شريعة الغاب، كما حدث من الأحزاب المتطرفة كالنازية والفاشية وتنظيمات الإرهاب والتطرف، والتنظيمات اليسارية المتطرفة، التي تتاجر بحقوق الإنسان لتحقيق مكاسب مادية وسياسية.
إن أحد الأمور التي تدعوك للسخرية، هي أن ترى هؤلاء الشواذ يتزوجون بعضهم، ثم يبحثون عن طفل للتبني. من المنطقي جدا ألا تنجب المرأة من زواجها بمرأة أخرى، أو ينجب الرجل بزواجه من رجل مثله، لكن السؤال هو: لماذا يبحث هؤلاء عن التبني؟ وما العمل لو قرر جميع البشر أن يقتدوا بهم في فكرهم “البديع” فأصبح الزواج محصورا على الأفراد من نفس الجنس؟ كيف سيتناسل البشر؟ ألم يفكر هؤلاء على الأقل في تلك المشكلة؟ ألم يفكروا في مستقبل البشرية، هذا بالطبع لو غضضنا الطرف قليلا عن الدين والأخلاق. إن المجتمع الدولي يجب أن يجرم تلك الأفعال المشينة، وأن تمتنع الجهات والجمعيات ذات الصلة من السماح لهؤلاء بتبني الأطفال الأيتام. من حق كل طفل أن يكبر بين أب وأم، وهؤلاء للأسف سلبوا هذا الطفل حقه، بل وأجرموا في حقه وشوهوا فطرته. إني مشفق على هذا الطفل الذي يرى رجلين في البيت الأول يناديه (أبي) وينادي الرجل الثاني (أمي)! مثل هؤلاء الأطفال هم نواة للأمراض المجتمعية في المستقبل وللجرائم والتطرف.
إن خطورة الشذوذ الجنسي لا تكمن في وجوده فقط، ولكن تكمن في محاولة هؤلاء الشواذ نقل تجربتهم إلى باقي المجتمعات، خاصة العربية، والسعي لإسقاطها على مجتمعاتنا كما هي، والدعوة إلى شرعنتها من الناحية الفقهية والقانونية، متناسين نتائج انتشار هذه الظاهرة في الدول الغربية والآثار السلبية الخطيرة التي تركتها على المجتمعات هناك. ولله الحمد نعيش في دولة متمسكة بدينها وعاداتها وتقاليدها النبيلة. فبالرغم من أن دولة الإمارات تفتح ذراعيها للقادمين من شتى أنحاء العالم، لكننا لسنا دولة ترحب بالشواذ أو تنظر إليهم بعين الرضا. فالشذوذ الجنسي جريمة بنص القانون في دولة الإمارات العربية المتحدة.
المستشار الدكتور خالد السلامي
رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة
رئيس مجلس ذوي الهمم والاعاقه الدولي في فرسان السلام عضو مجلس التطوع الدولي افضل القاده الاجتماعيين في العالم وذلك لسنة 2021
عضو التحالف الدولي للمحامين والمستشارين الدوليين