الاخبار

الصحة من منظور إنساني أثناء الحروب والنزاعات

كلمة الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط خلال مؤتمر قمة الصحة العالمية بعنوان:

مداخلة المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية خلال مؤتمر قمة الصحة العالمية

«الصحة من منظور إنساني أثناء الحروب والنزاعات»

د. أحمد المنظرى

ألقى الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الضوء على الآثار الجسيمة والسلبية التي تخلفها الحروب والنزاعات على الصحة والتنمية في الإقليم خلال مؤتمر قمة الصحة العالمية بعنوان «الصحة من منظور إنساني أثناء الحروب والنزاعات»

وقال الدكتور أحمد المنظري «إننا جميعًا ندرك الآثار السلبية الناجمة عن الإصابات العنيفة، أو فاشيات الأمراض، أو زيادة سوء التغذية، أو الصدمات النفسية، أو العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، أو تعطُّل الخدمات والنُّظُم الصحية على الصحة والتنمية، وهو ما يتفاقم أيضًا بفعل المحددات الرئيسية للصحة، مثل التعليم والفقر والبيئة».

وإقليم شرق المتوسط هو واحد من أكثر أقاليم منظمة الصحة العالمية تضررًا، إذ يتضمن العديد من البلدان الهشة والمتضررة بالنزاعات والعنف.

«وفي حين يستضيف إقليمنا 9% من سكان العالم، فهو يتحمل 36% من العبء الإنساني العالمي، وهو كذلك مَصدر لما يقرب من 60% من اللاجئين في العالم. وتتَّسم معظم النزاعات في الإقليم بطبيعة مزمنة، ولا يلوح في الأفق أمل كبير للتوصل إلى حل سياسي سِلمي في المستقبل المنظور، ويشمل ذلك كلًّا من أفغانستان والصومال وسوريا واليمن».
وما زادت جائحة كوفيد-19 الأحوال إلا ترديًا وسوءًا، فتضاعف عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية على الصعيد العالمي إلى أكثر من 312 مليون شخص. ويُعزى ما بين 80 إلى 90% من هذا العبء الإنساني إلى النزاعات.

ويشهد الإقليم حاليًّا 41 فاشية للأمراض المعدية، منها 28 في بلدان هشة ومتضررة بالنزاعات. واليوم، تشهد تلك البلدان أيضًا أربع كوارث طبيعية من بين أكبر خمس كوارث طبيعية يشهدها الإقليم.

وسلَّط المدير الإقليمي الضوء كذلك على الآثار المترتبة على تغيُّر المناخ حيث قال «إن تغيُّر المناخ أصبح في حد ذاته وعلى نحو متزايد سببًا أو عاملًا مساهمًا في التوترات المحلية والسياسية التي تؤدي إلى النزاع، كما رأينا في إقليم دارفور غربيَّ السودان». وباتت الظروف المناخية المتفاقمة، والأحداث المناخية القاسية الأكثر تواترًا كما هو الحال حاليًّا في باكستان، والتوترات بشأن الموارد المحدودة، مثل المياه والأراضي الرعوية، تحمل في طياتها بذور نزاعات محتملة في المستقبل».

وبعد أن أشار الدكتور المنظري إلى أن الأموال المخصصة للخدمات الاجتماعية الأساسية والمساعدات الإنسانية لا تزال شحيحة، سلَّط الضوء على الحاجة إلى تأمين حزمة أساسية من الخدمات الصحية. وأكثر المتطلبات الأساسية اللازمة هو اتباع نهج للرعاية الصحية الأولية يركز على صحة الأمهات والأطفال والتدبير العلاجي للأمراض المعدية. ويتعين توفير المزيد من الموارد في البلدان المتضررة من النزاع والعنف، وينبغي ألَّا يتأثر ذلك بأي بقعة توجد بها تلك البُلدان في العالم.

وشدد الدكتور المنظري أيضًا على الأهمية الحيوية لتطبيق مبادئ الربط بين العمل الإنساني والتنمية والسلام بأسلوب حسن التنسيق.

وأردف قائلًا «إن الهجمات التي تعرضت لها مرافق الرعاية الصحية تمثل بُعدًا مثيرًا للقلق في النزاعات الدائرة اليوم؛ ففي عام 2021، وُثِّق 358 هجومًا من هذا القبيل في إقليمنا، بما يمثل 44% من الإجمالي العالمي».

وبالرغم من تلك العقبات العديدة، عرض المدير الإقليمي أمثلة على الإنجازات المُبهرة التي تحققت في عدد من البلدان المتضررة من النزاع والعنف، ومنها أفغانستان وسوريا والسودان واليمن.

وقال الدكتور المنظري «إن رؤيتنا الإقليمية (الصحة للجميع وبالجميع) تقتضي ألَّا نكتفي بخدمة الأشخاص الأقل حظًّا بيننا. وهذا ما تمليه علينا إنسانيتنا المشتركة»، مضيفًا أنه «يتعين علينا أن نطالب جميع القادة بأن يهبُّوا إلى إخماد نار الحرب، قبل أن تمتد إليهم ألسنتها».

منظمة الصحة العالمية

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى