انطلاق المنتدى الختامي لمشروع «حياة جديدة» الذي تقيمه «جمعية رعاية أطفال السجينات»
انطلاق المنتدى الختامي لمشروع «حياة جديدة» الذي تقيمه «جمعية رعاية أطفال السجينات» بحضور وزيرة التضامن الاجتماعى
أقامت جمعية رعاية أطفال السجينات برئاسة الكاتبة الصحفية نوال مصطفى حفل ختام مشروع حياة جديدة بعنوان “بداية مش نهاية”، وذلك في احتفالية كبيرة برعاية وحضورالدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعي لعرض 500 قصة نجاح للغارمات وأطفالهن في مجال التمكين الاقتصادي ودمج الفئات المهمشة والفقيرة، بالشراكة بين الجمعية، ومؤسسة دروسوس، وذلك بحضور سامح عاشور، نقيب المحامين، والفنانة نيللي كريم والدكتور أمنة نصير استاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الازهر وعضو مجلس النواب ,والدكتور إبراهيم عبد العزيز حجازى والسفيرة إيناس مكاوى عضو لجنة الاسرة بجامعة الدول العربية وعدد من مؤسسات المجتمع المدني.
وعرض المنتدى نتائج مشروع «حياة جديدة»، بين التمكين الاقتصادي للسجينات الفقيرات داخل سجن القناطر للنساء وخارجه، والتأهيل النفسي لهن وللأطفال، بالإضافة إلى إعادة دمج الأطفال في المجتمع عن طريق الأنشطة الترفيهية والإعلامية تضمن فعاليات الحفل قصص لأكثر من ٥٠٠ غارمة، وأطفالهن، وكيفية تعلبهم على الظروف الصعبة التي مروا بها، وسعيهم في توجيه طاقتهم للعمل الجاد، وتعلم حرفة لكي يستطيعوا أن يعملوا ويعيلوا أطفالهم,كما تضمن الحفل بعض الفقرات من أطفال الغارمات، والذين قاموا بإنشاد أغاني لأمهاتهم، إهداء منهم وعرفانا بجميلهم، وهو أمر أضاف مشاعر جميلة على فعاليات الحفل.
وأكدت الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعي إنها حرصت على التواجد والحضور في منتدى «بداية مش نهاية» الذي تنظمه جمعية رعاية أطفال السجينات لإرسال الشكر والتحية للكاتبة نوال مصطفى، مؤسس ورئيس مجلس إدارة الجمعية، لأنها تهتم بفئة تحتاج دعما ومساندة.
وأضافت والي أن مساندة فئة السجينات والغارمات لا يعني فقط سداد الدين، لكن بالعمل والإنتاج، كما أن الجمعية تقوم بدور هام جدا في التوعية، حول الحقوق والواجبات الاقتصادية لكل سيدة مصرية، ويجب أن تتضافر الجهود في هذا المجال من جمعيات المجتمع المدني.
وأكدت وزيرة التضامن أن جمعية رعاية أطفال السجينات لها إسهامات عظيمة، مضيفة: “أهنئ الجمعية على التزامها واستمرارها في هذا المجال، وعلى ما حققته من نجاحات داخل مصر وخارجها، فهي فائزة بجائزة صناع الأمل ضمن مبادرات محمد بن راشد العالمية”.
وأشارت إلى أن رئيس الجمهورية يولي اهتمامًا كبيرًا بالغارمات، وأن وزارة التضامن تريد العمل مع جمعية رعاية أطفال السجينات في برامج دعم وحماية السيدات الغارمات، والتأكد من انتظامهن في العمل، بالإضافة إلى الجهود التنموية من خلال التدريب المهني والتوظيف، أو من خلال اشتراك في مجموعات إدخار، والمهم أن تخلص النوايا، وأن يكون هناك قدرا من الوعي والتعهد، ونبتعد عن الاستدانة.
وأوضحت أن هناك مجهودا كبيرا من الحكومة في مجال التأمين الصحي، والحماية التي تقدمها الدولة في مجال الإعاقة، والحماية الحقيقية لأطفال السجينات.
العام 1990 زارت الكاتبة والصحافية نوال مصطفى سجن القناطر للنساء في مدينة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية بمصر. كانت ترغب بإجراء تقرير صحافي حول حياة النزيلات في السجن. لكن هذه الزيارة غيّرت حياتها إلى الأبد. فمعاناة النزيلات لم تكن المشهد الوحيد الذي رصدته هناك، بل مشهد الأطفال الذين استقبلوها في إحدى باحات السجن. جيش من الأطفال المسجونين مع أمهاتهم كانوا السبب في تكريس مسيرة حياتها لنصرة هذه القضية.موقف واحد منذ نحو ثلاثين عاماً كان كفيلاً بتبديل مجرى حياة نوال التي غيرت معه أحوال المئات من النساء “الغارمات” (المسجونات لعجزهن عن سداد ديونهن). حكاياتهن الغارقة بالدموع والألم على أنفسهن وعلى أطفالهن دفعتها إلى خوض معركة حقوقية وإنسانية من نوع آخر، فكافحت لأجل حقوقهن ونجحت في زراعة الأمل وإضاءة واقعهن المظلم.
“كل ظلم ممكن أن يكون مقبولاً مقابل الظلم الذي يتعرض له الأطفال، لم أصدق وجود هذا الكم من الأطفال برفقة أمهاتهم، كان يجب أن أفعل شيئاً”. تقول نوال التي نالت جائزة “صانعة الأمل” في احتفال مؤسسة صناع الأمل في الإمارات العربية المتحدة. وتضيف “معظم الغارمات دخلن السجن بسبب ديون مالية مترتبة عليهن وعلى أسرهن، نتيجة الفقر والجهل بالقوانين المرعية الإجراء، واستغلال الآخرين لهن، منهن من كن حوامل، ولدن صغارهن في السجن، هذه المأساة لم تكن استثناء بل حالة شائعة لمئات النساء”.بادرت نوال أول الأمر إلى تأسيس مركز داخل سجن القناطر لتأهيل السجينات وتعليمهن بعض المهن والحرف اليدوية كي تعينهن على كسب رزقهن داخل السجن وخارجه، بالتعاون مع مصلحة السجون. وافتتحت جمعية رعاية أعمال السجينات، مشروع “حياة جديدة” لتدريب وتعليم نزيلات سجن القناطر للنساء على حرف الخياطة والتطريز، ودربت الجمعية السجينات على الحرف المتنوعة، بالإضافة إلى مساعدة السجينات وتمكينهن اقتصادياً.هيام واحدة من السجينات اللواتي حكمن بالسجن 16 عاماً، تقول “جريمتي هي استدانة لإجراء عملية جراحية لعيني ابني. لكن بفضل تدخل جمعية “رعاية أطفال” السجينات خرجت بعد ستة أشهر فقط في السجن”.هذا التدريب من شأنه أن يساعدهن على كسر قيود السجن الكبير بعد انتهاء محكوميتهن، والسجن الكبير هو المجتمع الذي يوصمهن بالعار ويسد منافذ العمل وكسب لقمة العيش.وفي حين وجدت الكاتبة والصحافية نوال مصطفى أن الأطفال هم ضحايا مآسي السجينات، أسّست جمعية “رعاية أطفال السجينات” لتسليط الضوء على أحوال الصغار الذين يعيشون داخل أسوار السجن مع أمهاتهن النزيلات، ومتابعة أوضاعهم وتوفير احتياجاتهم، والمساعدة على استصدار كل الأوراق القانونية والثبوتية الخاصة بهم كشهادات الميلاد. كما تتم رعايتهم من الناحيتين الصحية والنفسية وتقديم الألعاب والملابس لهم.حتى هذا التاريخ، أسستطاعت نوال المساهمة في إطلاق سراح أكثر من 1000 سجينة غارمة بعد إطلاقها حملة “سجينات الفقر” لدعم الغارمات وتسديد ديونهن، وفي تأسيس أكثر من 1000 مشروع صغير للسجينات السابقات، وتدريب أكثر من 500 سجينة سابقة على بعض الحرف والمهن لتساعدهن على كسب قوتهن. وأضافت لإنجازاتها الإنسانية أيضاً تقديم مساعدات عينية بصفة مستمرة لأكثر من 2500 أسرة من أسر السجينات، إضافة إلى علاج 500 طفل من أطفال السجينات خارج السجن. وتكفلت بالمصاريف المدرسية لأكثر من 500 طفل.وبفضل نشاط نوال تم إنشاء تحالف بين عدد من الجمعيات القانونية والحقوقية، والمؤسسات المعنية بالمرأة والأسرة والطفل، وقطاع حقوق الإنسان بوزارة العدل، وقطاع حقوق الإنسان بوزارة الداخلية، تحت اسم التحالف الوطني لحماية المرأة بالقانون. ينصب عمل التحالف على إلغاء عقوبة الحبس في قضايا العجز عن تسديد الديون، واستبدالها بعقوبات مدنية تحت رقابة الأجهزة الأمنية، عوضاً عن تشريد الأطفال وهدم الأسر.
تعمل بشكل جوهري لتغيير حياة هؤلاء وإدماجهن في المجتمع وتوفير البيئة الصحية لكسب الرزق وتربية الأطفال في حياة كريمة تزرع الأمل في المستقبل.