التربية الايجابية في عصر التطور التكتولوجي
التربية الايجابية في عصر التطور التكتولوجي
تحقيق/ ريم القصاص
اطفال اليوم مستقبل الغد فهم صناع المستقبل وامل الحياة ،فالطفل مثل الزرعة وانت من تسقيها وترويها لتحصد ثمارها فإما ان تكون نبتة صالحة تفيد المجتمع او فاسدة تفسد من حولها فأحسن تربية طفلك بالتربية الايجابية التى تقوم على رعاية السلوك الجيد للطفل بدلا من معاقبته على السلوك السييء، مما يعزز فكرة أنه لا يوجد أطفال جيدون أو سيئون فالتربية الايجابية السليمة تقوم على تنشئة الاطفال على الأخلاق والمبادئ الحميدة وهي مهمة شاقة على الآباء والمربين ، فالاطفال الآن تتسم بقدر عالى من الذكاء والنضج أكثر مما كانوا عليه سابقًا ، نظرا للتطور التكنولوجى الهائل الذى يشهده العصر الذى نعيشه .
وللاعلام دور مهم فى التربية الإيجابية من خلال نشر معلوماتٍ تؤثر في المدارك المعرفية والنفسية للآباء والمربين ، الأمر الذي يؤدى إلى تعزيز و تغيير القِيَم المجتمعية لتنشئة الطفل ، ويعود ذلك على الاطفال من خلال تغيير سلوكياتهم ، وتحفيز مخيلتهم، وتوسيع معارفهم ،ومداركهم وجعلهم اشخاص اسوياء مثمرين فى المجتمع .
ويري الدكتور محمود إسماعيل استاذ الاعلام بكلية الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس ان المقصود بالتربية الايجابية هو تركيز الوالدين على رعاية السلوك الجيد للطفل بدلا من معاقبته على السلوك السيء، مما يعزز فكرة أنه لا يوجد أطفال جيدون أو سيئون، ولكن يوجد أطفال مختلفون، لكل منهم احتياجاته واهتماماته المختلفة، وعندما يشعر الأطفال بالأمان والتقدير والتواصل، يصبحون أكثر قدرة على فهم الصواب والخطأ، ويتحفزون لتحسين تصرفاتهم ،ففى الواقع التربية تتسم بالايجابية وليس هناك تربية سلبية ،ولكن هذا المصطلح صاغه علماء النفس للتركيز علي تعزيز السلوك الجيد للاطفال .
واضاف ان للاعلام دور هام في التوعية بأساليب التربية من خلال برامج الأسرة والمرأة ومن خلال مواقع التواصل وغيرها من الوسائل الإعلامية ،ويمكن أن تتبني حملات إعلامية لهذا الغرض ،كما يمكن أن تتم دورات للمقبلين علي الزواج لتوعيتهم بطرق التربية الإيجابية للابناء.
واشار ان افلام الكرتون من أهم المواد المحببة للاطفال التى لها تأثيرات خطيرة علي الأطفال نظرا لعناصر الجذب والتشويق والساعات الطويلة التي يقضيها الطفل في مشاهدتها ،فهي تنمي لدي الطفل التخيل ويمكن أن تعزز لديه مجموعة من القيم الايجابية.
ونبه على خطورة معظم افلام الكرتون الاجنبية التى تنقل للطفل ثقافات غربية لاتتناسب مع ثقافة الطفل العربي وقد تؤدي إلي آثار خطيرة عليه ،لذا وجب الإنتباه للمضامين الكرتونية التي يشاهدها الطفل .
من جانب آخر نعرض رؤية بعض أولياء الأمور حول دور الاعلام فى التربية الايجابية فتشير السيدة سامية فاروق ولديها ابناء فى مراحل عمرية مختلفة حول دور الاعلام فى التربية الايجابية ، لا يوجد للإعلام في الوقت الحالي دورا بناء في التربية ،فالإعلام قديما بمختلف انواعه كان يقدم الأسلوب التربوى الايجابى من خلال برامجه والدراما الهادفة التي يقوم بها ، ولكن اعلام اليوم لا يقدم الا العنف، وفساد العقول ، وخاصة مع انتشاراليوتيوب الذي لا يوجد عليه رقابة كل ذلك له تأثير سلبي علي الابناء والاباء والمجتمع بأكمله .
وتري السيدة/ نفين عادل ام لثلاث ابناء اعمارهم متقاربة ان استخدام اسلوب الثواب والعقاب هو افضل اسلوب للتربية من خلال تعزير السلوك الايجابى للاطفال بالتشجيع و الكلمات المحفزة ،وعند القيام بسلوك غير محبب بالتجاهل و حرمانهم من الاشياء المحببة والمفضلة لهم ومحاولة حلها عن طريق تنمية الوازع الدينى و الاخلاق.
واضافت ان وسائل الاعلام ساعدت الامهات فى التربية الايجابية من خلال البرامج الموجهة للاباء والمربيين وهناك بعض المشاهد التى تعرض ببعض الدراما المصرية تساعد على غرس القيم التربوية و المناهج التعليمية وبنك المعرفة المصرى ساعد الأبناء على تنمية مهارتهم وجعلهم اكثر انفتاحا على التكنولوجيا والتعليم الحديث .
ورفضت القنوات التى توجه للاطفال الكرتون لانها تبعد الاطفال عن الواقع وتزيد من حالة الشعور بالاغتراب والعيش فى الخيال والالعاب الالكترونية تجعل الاطفال اكثر عدوانية وتسبب لهم الكثير من المشكلات النفسية والجسمانية .
ونأمل أن يكون لوسائل الاعلام دور أكثر إيجابية في التربية بتأهيل إعلاميين متخصصين لإنتاج بيئة تربوية إعلامية ، تتوافق مع أخلاقيات وأهداف المجتمع، وذلك لأهمية دور الإعلام في نشر ثقافة ومعلومات تؤثر في المجتمع والمدارك المعرفية والنفسية للأفراد،وهوالأمر الذي يؤدي إلى تعزيز أو تغيير القيم المجتمعية والفردية، خاصةً على الفئات العمرية الصغيرة.