د. شوقى علام يعلن توصيات مؤتمر الفتوى والتنمية المستدامة
د. شوقى علام يعلن توصيات مؤتمر الفتوى والتنمية المستدامة
الجلسة الختامية للمؤتمر الدولى السابع لدار الافتاء تشهد إنطلاق تطبيق “فتوى برو” وتكريم مفتى سنغافورة الدكتور ناظرالدين محمد وتسليمه جائزة الامام شهاب الدين أبو العباس القرائى وإعلان نتائج المؤشر العالمى للفتوى حول الفتوى والتنمية المستدامة
تغطية إخبارية : وفاءألاجة
شهدت الجلسة الختامية للمؤتمر الدولى السابع لدار الافتاء تحت عنوان “الفتوى وأهداف التنمية المستدامة” إنطلاق تطبيق “فتوى برو”لعرض الفتاوى باللغتين الإنجليزية والفرنسية للجاليات الاسلامية فى شتى أنحاء العالمى والرد على إستفساراتهم ، كما شهدت الجلسة تسليم مفتى سنغافورة الدكتور ناظرالدين محمد جائزة الامام شهاب الدين أبو العباس القرائى نظرا لجهوده فى مجال الافتاء وقدم مفتى سنغافورة الشكر للمؤتمر من خلال كلمة مسجلة مشيراً للدور الهام لدور الافتاء فى بناء مجتمع مسلم ناجح قادر على التعايش مع تحديات الحياه ومؤمن بخطورة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية ومؤكدة على إحتياج الانسانية لرؤية متجددة ومنعشة للحياه الوسطية والسلام ولا تؤمن بالتشاؤم والتكاسل أو الافراط والتفريط والتطرف فعلماء هذه الأمة قادة وقدوة لعالمنا الاسلامى فى تحليل اقضايا وإرساء المجتمعات بما لديهم من علم وخبرة.
وألقى الدكتور مصطفى سيرتش مفتى البوسنة والهرسك الأسبق كلمة الشكر للأمانة العامة لدور الافتاء على جهدها فى إقامة المؤتمر الدولى السابع مشيراً لمكانة مصر من القلوب فهى قلب العروبة النابض فى جسد الأمة الاسلامية والازهر الشريف ينشر العلم وصحيح الدين والوسطية فمصر أرض الاستقرار وشاهدة على كتابة التاريخ والتسامح بين الأديان .
وإستعرض الدكتور إبراهيم نجم الأمين العام لدور وهيئات الافتاء فى العالم رؤية الامانة العامة لدور الافتاء وإنشاءها وفق رؤية الدكتور شوقى علام فى ديسمبر 2015 وقامت تلك الرؤية على التشبيك بين المؤسسات والرؤى لمواجهة التحديات التى تواجه عالمنا الاسلامى والاشتباك مع القضايا الملحة والتحديات والرؤى والأفكار والتكوين العلمى والافتائى لدى الأئمة ، وبناء القدرات والتأهيل والتدريب للعلماء والوعاظ وملىء الفراغ حتى لايستغله الآخرون والعمل على إستشراف المستقبل من خلال الدراسات التى تقوم بها دار الافتاء وتعتمد تلك الرؤية على المؤسسية فى الأفار التى لاتنتهى بزوال الأشخاص ولاتعمل وفق أجندات أخرى فلا توجد لديها سوى الأجندة الوطنية .
وأعلن الدكتور محمد حسين مفتى القدس “الميثاق الافتائى لمواجهة التغيرات المناخية الذى جاء نتيجة للبحوث التى ناقشها المؤتمر والذى يسبق قمة المناخ فى شرم الشيخ تأكيداً على تحمل دور الافتاء مسؤلياتها تجاه قضية التغيرات المناخية وتحمل مسؤليتها تجاه الأجيال القادمة .
وإنطلاقاً من الأصول الاسلامية الفقهية والمصلحة الانسانية وتعميقاً للوعى بمخاطر المشكلات الناجمة عن تغيرات المناخ على كافة الأصعدة يأتى “الميثاق الافتائى للتغيرات المناخية” ليؤكد دور الافتاء فى الاسهام فى حل المشكلات وإستشراف الأحداث الحالية والمستقبلية والاستجابة لتطلعات الشعوب التى تنتظر المزيد من الجهد لضمان مستقبل أفضل .
وإستعرض الدكتور طارق أبو هشيمة نتائج المؤشر العالمى للفتوى حول الفتوى والتنمية المستدامة والذى يتضمن 1000 فتوى خمسمائة منهم لدار الافتاء المصرية وخمسمائة للتنظيمات المتطرفة والتى استخلصوها من خلال محرك البحث الالكترونى الخاص بدار الافتاء وشملت الدراسة الفترة من 2013 الى 2022 بداية الجمهورية الجديدة واتبعت الدراسة المنهج الوصفى والتحليلى وإتخذت محاورها من تنمية الانسان وبناؤه وعمارة الأرض والتعايش السلمى وأكدت الدراسة أن الفتاوى لدار الافتاء كانت داعمة لأهداف التنمية المستدامة بنسبة 80% وتطورت موضوعات فتاوى التنمية المستدامة وحماية المناخ والحياه البرية وبناء المؤسسات القوية ودعم الاقتصاد خلال الفترة من 2015 حتى 2017 وموضوعات البيئة والمناخ والتنوع البيولوجى وحماية النظم الأيكولوجية فى الفترة من 2017 حتى 2019 وإهتمت الموضوعات خلال عام 2020 بالمحافظة على الموارد المائية وبلغت نسبة قضايا المرأة 60% من جملة الفتاوى والحث على إعطاء المرأة حقوقها وتنمية الانسان خلال عام 2016 وركزت على القضاء على الفقر بنسبة 43% خلال عام 2020وموضوعات عمارة الأرض والمحافظة على المصادر المائية والحياه البرية والحفاظ على المياه والمواطنة والتعايش السلمى خلال عامى 2021 و2022 وقامت دار الافتاء بعقد بروتوكولات تعاون مع العديد من المؤسسات وأطلقت المبادرات للتوعية بالتغيرات المناخية.
فى حين غابت فكرة التنمية المستدامة لدى المنظمات المتطرفة لانهم يستهدفون الهد والقتل ويدعمون الموت والشهادة والفوز بالجنة مما يتعارض مع حقوق الانسان ويعتمدون على العنف والقتل كمنهج للإصلاح والحث على مشاركة النساء فى العمليات الارهابية وحرمانهم من التعليم.
وأعلن الدكتور شوقى علام توصيات المؤتمر وكانت كالآتى:-
أولًا: دعا المؤتمر إلى المزيد من الاهتمام بعمليات التأهيل والإعداد للقادة الدينيين وتدريبهم على مراعاة أهداف التنمية المستدامة ونشرها والعمل على دعمها من خلال أدوارهم في المجتمع
ثانيًا: يدعو المؤتمر إلى التعاون الدائم في مجال التنمية المستدامة والشاملة على المستويات كافة للوصول إلى غاية مشتركة ونتائج واقعية ملموسة، ومن ذلك إنشاء مكاتب ووحدات تُمثِّل قنوات للاتصال بين المؤسسات الدينية -لاسيما الإفتائية- والدوائر التخطيطية والتنفيذية القائمة على المشروعات التنموية للتنسيق بينهما فيما يستجد ويكون للفتوى دور فيه
ثالثًا: أهاب المؤتمر بالمؤسسات الإفتائية بضرورة العناية بالفتاوى المتعلقة بقضايا: التنمية، ومحاربة الفساد، وتعزيز قيم الشفافية، ومواجهة معوقات التنمية كالانفجار السكاني والجهل
رابعًا: يدعو المؤتمر الجهات المعنية بوضع المناهج الدراسية وتطويرها إلى تعزيز حضور قضايا التنمية في الدرس الفقهي الشرعي في المعاهد والجامعات التي تدرس الموضوعات الفقهية والشرعية
خامسًا: يثمن المؤتمر كافة المخرجات التي صدرت وعرضت في فعالياته ويدعو الباحثين والمختصين للإفادة منها
سادسًا: يشيد المؤتمر بمسيرة التنمية الشاملة والمستدامة التي تشهدها مصر بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وكذلك يشيد بما تقوم به كافة الدول العربية والإسلامية في ذات الشأن
سابعًا: يشجع المؤتمر المؤسسات الثقافية والدينية على تنظيم مسابقات دورية ورصد مكافآت وجوائز كبيرة تشجيعًا للأعمال الدينية والفكرية الموجهة للقطاع التنموي
ثامنًا: يؤكد المؤتمر علي ضرورة ربط كل المجالات التنموية بعضها ببعض، والتي تجعل من الإنسان مرتكزا رئيسا لهذا المشروع الحضاري التنموي، فتهتم به فكريا وتهتم به اقتصاديا وتهتم به تعليميا وصحيا وبيئيا الخ
تاسعًا: يؤكد المؤتمر على الدور الإعلامي المنوط بالمؤسسات الإفتائية والدينية في التوعية بعمليات التنمية وأهميتها وموقف الفتوى والتشريع منها
عاشرًا: يهيب المؤتمر بالمؤسسات الوطنية -التعليمية والدينية وغيرهما- على الصعيدين المحلي والعالَمي بضرورة ترسيخ مبادئ المحافظة على البيئة في كافة صُورها بَرًّا وبحرًا وجَوًّا؛ باعتبارها الركيزة الأولى لكافة منطلقات التنمية المستدامة
الخصوصيات، وعرقلة التكافؤ بين حقوق الجنسين نظريًا وعمليًا، لتفادي جزءٍ كبيرٍ من معوّقات التنمية، كما يناشد المؤتمر المؤسسات التعليمية والتشريعية بضرورة التعاون في التوعية المبكرة والعلاج المتتابع لهذه المخاطر
حادي عشر: يؤكّد المؤتمر على أهمية التوعية الدائمة بخطورة قضايا التنمّر والتعدّي على الخصوصيات، وعرقلة التكافؤ بين حقوق الجنسين نظريًا وعمليًا، لتفادي جزءٍ كبيرٍ من معوّقات التنمية، كما يناشد المؤتمر المؤسسات التعليمية والتشريعية بضرورة التعاون في التوعية المبكرة والعلاج المتتابع لهذه المخاطر
ثاني عشر: يؤكّد المؤتمر على ضرورة اعتبار حقوق الأجيال البشرية القادمة في التنمية المستدامة، من حيث الاستفادة بموارد الطبيعة من ناحية، وعدم تقييد حياتهم بفتاوى قاصرة من ناحية أخرى، ويبيّن بوضوحٍ أن من أهم ركائز النظر السليم للمؤسسات الإفتائية: أن تراعي في بحثِها وتطبيقها هذا المبدأ الإنساني النبيل، فلا تقرر اليومَ ما يضرّ بالبشرية غدًا
ثالث عشر: يشيد المؤتمر بالأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة، واعتمدتها جميع الدول الأعضاء بها في سبتمبر 2015م، ويؤكد على أنها تتوافق تمامًا مع مقاصد الإسلام، وتمثل خطوةً جادّةً ومحوريةً في طريق تحقيق التنمية المستدامة مع ضرورة الأخذ في الاعتبار الخصوصيات الدينية والثقافية لكل مجتمع
رابع عشر: يدعو المؤتمر المؤسسات الإفتائية ومنابر الخطاب الديني بكافة صُوره أن تضع في قمة اهتماماتها: دعم الاقتصاديات الوطنية المحققة للتنمية، والتصدي لما يعرّضها لمخاطر التراجع من الفتاوى المضادة، وهي أحكامٌ شاذة ورؤىً قاصرة لا تتسق مع المقاصد الكلية للدين، ولا تتناسب مع حالة العصر
خامس عشر: يدعو المؤتمر الباحثين النابهين إلى ضرورة التنقيب في تراثنا الفقهي عن كنوز النظر المستنير الداعم لمفهوم التنمية في كافة العصور، ويؤكد على أن أسلافنا الأماجد لم يكونوا بمعزلٍ أبدًا عن أهداف الشرع ومقاصده في تنمية الإنسان وإنعاش الحياة
سادس عشر: يؤكد المؤتمر على أن العمل الجماعي في تحقيق التنمية المستدامة واجبٌ إنساني في المقام الأول، وهو يخص جميع البشر على اختلاف أجناسهم وألسنتهم وعقائدهم، بحكم المصير المشترك لهم بالرخاء في حالة إثمار الجهود، أو البؤس الشديد في حالة تفاقم المعوّقات والمخاطر
سابع عشر: يدعو المؤتمر كافة المؤسسات الإفتائية إلى التواصل مع العلماء والخبراء في مجالات التنمية المتنوعة من التعليم والاجتماع والاقتصاد والبيئة والفضاء والإعلام، والاعتماد على معطيات التحول الرقمي لتطوير أدبيات الفتوى، والإفادة منها على نحوٍ فعَّال في العالم المعاصر بما يحقق أهداف التنمية المستدامة، والاسترشاد بتجربة الأمانة العامة لدُور وهيئات العالم ودورها الرائد في هذا المجال
وعقدت الجلسة الختامية بحضور الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية والدكتور والدكتور محمد حسين مفتى القدس الشريف والشيخ مصطفى سيرتش مفتى البوسنة والهرسك الأسبق.