د.هالة بدوى والتوعية الرابعة لاحتواء فيروس كورونا

بقلم د.هالة بدوى

التوعية الرابعة لإحتواء الجائحة الحالية لفيروس كورونا .. بعدما تعرفنا في التوعية السابقة على كيفية آنتقال الفيروس من الحيوان إلى الإنسان، فنتعامل مع الحيوان ولكن مع إتخاذ الإجراءات الإحترازية حتى لا تنتقل الفيروسات من الحيوانات إلى الإنسان وتكتسب ضراوة وتؤدي إلى جوائح خطيرة. خاصة بعد إكتشاف حالة covid-19 فى كلب فى هونج كونج.

فبعد أن انتقل الفيروس من الحيوان إلى الإنسان وأقلم نفسه على العائل الجديد وهو الإنسان وبدأ ينتشر من الإنسان إلى الإنسان يوجد هنا تساؤل ..
يا ترى ما هي طرق العدوى في الإنسان؟
1- الرزاز المتطاير من المريض أثناء السعال أو العطس،
2- الإتصال الشخصي عن طريق الإتصال باللمس أو المصافحة،
3-لمس الأسطح الملوثة، ثم لمس الفم، والأنف، والعين قبل غسيل اليدين،
4- إحتمال إنتقاله من بعض الحيوانات كما ذكر من قبل.
إذن الطرق الأساسية لانتقال فيروس كورونا هي الرزاز والملامسة والأسطح الملوثة، لكن يوجد لدينا طمأنة حيث أن حجم الفيروس كبير .
فحجمه من 400 إلى 500 مايكرون، وهذا يجعل أن أي نوع من الأقنعة التي نرتديها يمنع ويحجب الفيروس ويمنع دخوله ويمنع العدوى به لأن حجمه كبير لأن حجم الفيروس الذي يتحكم في مدى قدرة الفيروس على أن ينتقل فى الهواء من المريض إلى أي مسافة، فما يحدد هذا هو حجم قطرات الرزاز وحجم الفيروس الموجود.
فإذا كان حجم الفيروس كبير وحجم قطرات الرزاز كبيرة فستنتقل إلى مسافة قريبة لأنها ستكون ثقيلة. فهذه الذرات الثقيلة لا تستطيع أن تبقى في الهواء فستسقط قريبة جداً في حدود من متر لمترين. أما إذا كانت الذرات أو قطرات الرزاز صغيرة وحجم الفيروس صغير فسوف يسقط أبعد. فمثلا لو كان أكثر من 100 مايكرون فهو يسقط في حدود متر، وإذا كان من 5 إلى 100 مايكرون فيكون في حدود متر أو مترين أما إذا كان أقل من 5 مايكرون فهذا من الممكن أن ينتشر في الهواء وينتقل إلى مسافات واسعة وممكن أن ينقل العدوى إلى عدد كبير من الناس. لكن نحن هنا نطمئن لأن حجم الفيروس كبير.
ويوجد نقطة أخرى أن الرزاز نفسه الذي يخرج من الإفرازات التنفسية إذا كان خارج من الفم فهذا يكون قطرات رزاز كبيرة, وإذا كانت من الجهاز التنفسي العلوي فيكون قطرات رزاز متوسطة، أما إذا كان من الجهاز التنفسي السفلي فيكون من الحويصلات الهوائية الصغيرة، وبهذا يكون قطرات صغيرة.
ولهذا، في حالة الإفرازات التي تكون من الفم أو الجهاز التنفسي العلوي مثل حالات الكحة والعطس في الأحوال العادية فنكتفي بإرتداء القناع الجراحي والحفاظ على مسافة متر على الأقل بين الشخص وبين المريض.
أما إذا كان هناك إجراءات تؤدي إلى خروج الإفرازات صغيرة الحجم من الجهاز التنفسي الموجودة في الحويصلات الهوائية، ففي هذه الحالة يستدعي الأمر ارتداء قناع عالي الكفاءة ويسمى N95.
وسوف نتحدث في توعية منفصلة عن أنواع الأقنعة وخصائصها ومتى نرتديها.
فمتى يتم خروج هذه الإفرازات التنفسية الصغيرة؟ فهي تخرج في حالات حدوث تشفيط للجهاز التنفسي أو التدريبات الصدرية لمرضى الحالات التنفسية الشديدة، سواء كانت تعالج في البيت أو الرعايات المركزة أو في أي مكان، وبالتالي هم بحاجة أن يرتدوا الماسك العالي الكفاءة الـ N95.
فهذا الفيروس يجعلنا نطمئن لأن حجمه كبير من 400 إلى 500 مايكرون، وبالتالي في معظم الحالات تكون الافرازات التنفسية كبيرة من الفم ومن الجهاز التنفسي العلوي، فبالتالي لا يحمل في الهواء ولا ينتشر في مسافات بعيدة ولكن سيسقط مباشرة في حدود من متر لمترين.
وبمتابعة الحالات الحديثة المصابة بكوفيد -19 وجد أن الإفرازات التنفسية المحملة بالفيروس قد تأخذ مسافة 10 قدم أي حوالي 3 متر حتى تسقط على الأرض، وعلى هذا يجب توخي الحذر وأخذ مسافة مناسبة عند التعامل مع المصابين.
وعندما يقع على الأسطح سيعيش عليها ويكون قادر على نقل العدوى، وذكرت الدراسات أن الفيروس يعيش على الأسطح المعدنية لمدة 12 ساعة، وعلى المنسوجات والأقمشة والأثاث لمدة 9 ساعات وعلى الأيدي لمدة 10 دقائق.
فباتباع أساليب الوقاية باذن الله سنصل للغاية وهي الحماية من الفيروسات السارية.

التعريف بالدكتورة هالة بدوي

استاذ الميكروبيولوجيه الطبية والمناعة وإستشاري مكافحه العدوي بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث التابع لوزاره التعليم العالي والبحث العلمي وعضو لجنه مكافحة العدوي بالمجلس الاعلى للجامعات وعضو مجلس إدارة جمعية ممارسي مكافحه العدوي- مصر