مركز الحوار يناقش مبادرة “إسكات المدافع ..حلم إنهاء الصراعات فى إفريقيا” بالتعاون مع مكتبة مصر العامة
مركز الحوار يناقش مبادرة “إسكات المدافع ..حلم إنهاء الصراعات فى إفريقيا” بالتعاون مع مكتبة مصر العامة
المستعمر الأجنبي قسم أفريقيا دون مراعاة لمصالح دول القارة
مصر كان لها دور كبير فى الشق الأمنى حيث دعمت كافة المصالحات فى القرن الأفريقي وفى جنوب السودان
نظم مركز الحوار للدراسات السياسية والاعلامية بالتعاون مع مكتبة مصر العامة ندوة تحت عنوان”إسكات المدافع ..حلم إنهاء الصراعات فى إفريقيا” ناقش من خلالها طبيعة النزاعات فى القارة وطبيعة مبادر ” إسكات المدافع والمبادىء العامة المنظمة لها ,والتحديات التى تواجهها وكيفية التغلب عليها وشارك فى الندوة كلا من العميد خالد فهمى مستشار أمن أكاديمية ناصر العسكرية ومستشار مركز الحوار للدراسات الافريقية, والسفير على الحفنى نائب وزير الخارجية المصرى الاسبق للشؤن الافريقية ,والدكتور رمضان قرنى مدير تحرير مجلة أفاق إفريقية , والاستاذة دينا أحمد رئيس وحدة الدراسات الافريقية بمركز الحواروأدار الندوة الدكتور محمد طلعت مساعد رئيس تحرير الجمهورية , وبحضور الدكتور إبراهيم نصر الدين أستاذ العلوم السياسية , والدكتورة بسنت فهمى عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب, والمستشار السياسي فى دولة فنزويلا.
وأكدت دينا أحمد أن المستعمر الأجنبي قسم أفريقيا دون مراعاة لمصالح دول القارة وانما قسم الحدود ليزيد من التمييز العنصرى المتوافق مع الجماعات الإثنية ففقدت القارة التكامل السياسي والاقتصادى مما أدى لتأجج النزاعات والتوترات فى دول القارة ونشأت الحروب الاهلية والنزاعات المسلحة . فاستمرت الحروب الداخلية على مدى ثمانى سنوات ما بين عامى 1990 و1997 وتأججت النزاعات المسلحة عام 1996 فى 4 دول إفريقية .
وقامت مصر بدور كبير خلال رئاسة الاتحاد الافريقي لاعادة الاستقرار للقارة فمنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر أولى القارة الافريقية اهتماما كبير والمحور الأمني كان على رأس أولويات الرئيس السيسي، سواء فى الداخل المصرى أو على المستوى القاري، كما أنه ضمن أهداف أجندة مصر 2030 وأجندة الاتحاد الافريقي 2063 , ومبادرة ” إسكات المدافع” التى تبناها فى قمة أديس أبابا 2019 تستهدف العمل على إحتواء النزاعات الافريقية وتكوين قوة عسكرية إفريقية بدلا من قوات حفظ السلام الدولية حتى تحل نزاعات القارة دون تدخل من قوى خارجية .
وأشارالعميد خالد فهمى مستشار أمن أكاديمية ناصر العسكرية ومستشار مركز الحوار للدراسات الافريقية أن مبادرة اسكات البنادق 2020 تأتى لإيجاد حلول لمعظم القضايا الإثنية والحدودية والتي تولدت عليها معظم المشكلات الموجودة، وهذا نتيجة المستعمر الأجنبي الذي قسم الدول دون مراعاة مصالح الدول الافريقية نفسها، بهدف ضعف الاندماج بين الدولة الواحدة وقيام النزاعات العرقية فضلا عن نزاعات على الثروات، وعليه استطاعت مصر أن تضع بعض الحلول لتلك النزاعات، وحل القضايا بطرق سلمية.
وإستعرض العميد خالد فهمى خريطة الصراعات فى القارة ففى 2012 نشأ النزاع مابين السودان وجنوب السودان وانتهى بالانفصال,وأزمة “هجليج” تمثل صراع على الحدود وعلى الثروة , ومشاكل على الحدود مابين إثيوبيا وإريتريا على الحدود عام 1997 ,وصراع ثمانى دول فى القرن الافريقي, والصراع القائم بين كينيا والسودان, وتمرد جيش الرب الذى خلف وراءه مائة ألف قتيل ,ونشأت الصراعات فى إفريقيا الوسطى.
وكان الصراع فى دلتا النيجر أساسه نزاع على الثروات الطبيعية “زيت النخيل” وصراع فى خليج غينيا لاكتشاف البترول , فضلا عن قيام الحرب الاهلية فى الصومال , ونجد أن خصخصة قطاع الامن فى افريقيا نتج عنه انتهاكات لحقوق الانسان وتدنى الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية ,مما يهدد بإنهيار الدول.
واستعرض الدكتور رمضان قرنى مبادرة ” إسكات المدافع” والمحفزات التى تضمن نجاحها والتحديات التى تقابل القارة الافريقية وتعوق تطبيقها مؤكدا أن هذه المبادرة لبنة أساسية لتحقيق استراتيجية الاتحاد الأفريقي الكبرى 2063 لانها تنص على وقف إطلاق النار واعادة بناء الدول وايصال المساعدات ومحاربة الارهاب وتبناها الاتحاد الافريقي وأيدها مجلس الامن الدولى لمواجهة اشكاليات التنمية المستدامة فى القارة فافريقيا تعيش محدودية الصراعات المركزية الكبرى بمعايير الازمات الكبرى وانما نصنفها كصراعات ونحصرها لمواجهتها والتواصل مع الجهود الدولية ونقوم بالربط بين اتفاقية التجارة الحرة التى صدق عليها 28 دولة وقامت القمم الدولية “الصينية ـ الإفريقية ” و”الروسية ـ الافريقية ” و”اليابانية ـ الافريقية”.
وتواجهنا تحديات مثل إشكاليات تنامى ظاهرة الارهاب مع وجود منافسة إفريقية مع صعود قوى إفريقية صاعدة تعمل كشرطى فى المنطقة بينما تتصارع الاجندات الدولية التى تمد القارة بالتمويلات وفى مصر أمامنا فرصة جيدة لتبنى تلك المبادرة ولدينا أدوات مصرية لحفظ الامن والسلام الافريقي لانه جزء من الامن القومى المصرى , وما تدريبات دول الساحل والصحراء لمكافحة الاهاب الا سبيلا لحل نزاعات القارة لاعادة الاعمار والتنمية .
وأشارت الدكتورة بسنت فهمى الخبيرة الاقتصادية لتدخل فكرة ” الاقتصاد التشاركى ” كحل لمشكلات القارة التى لن يتركها المستعمر الذى امتلأت خزانته فى الماضى من خيرات تلك القارة ولابزال ينظر للفرص التى تعود عليه بالنفع منها ولن يتركها وهو متواجد بها بالفعل الا من خلال فكر قائم على المشاركة والحفاظ على المصالح المشتركة لبناء وتعزيز فرص الاستثمار واعادة تأهيل الدول الافريقية وتعزيز قدرات أبناءها تكنولوجيا فالدول الكبرى هى التى تمتلك التكنولوجيا التى تستطيع دمج اقتصاد القارة بالاطراف العالمية والدول الصناعية الكبرى لتشهد القارة طفرة من التقدم فى كافة المجالات.
وأكد السفير على الحفنى أن دول العالم كله تشهد صراعات وافريقيا التى تمتد سواحلها على العديد من المحيطات والبحار لها أهمية لدى المستعمر الذى استنزفها ولم يؤهل قيادات لتحل محله الا فى وجود بعض الزعامات التى قادت حركة التحرير الوطنية ,والمسألة تشهد جوانب عديدة ومعقدة من الصعب أن تحسمها مبادرة واحدة لانهاء الصراع بين دول القارة الواحدة وعندما نشأت منظمة الوحدة الافريقية تبنت فكرة الابقاء على الحدود السياسية للدول التى أقامها المستعمر لتثبيت الحدود الموروثة بعد الاستقلالوجاءت فكرة تقسيم القارة لدول شمال الصحراء ودول جنوب الصحراء لزرع الفتنة بين أبناء القارة الواحدة واستغلال الاطفال فى النزاعات ومما كان له اثر سىء على المراة الافريقيىة التى كان يعمد على دورها فى حل النزاعات وتأتى مشكلة ضعف التمويل للاتحاد الافريقي التى غالبا ما تنتظر الشركاء الدوليين ليضيفوا لميزانية الاتحاد ليظل يحمى المصالح الافريقية.