مصر تشارك العالم الاحتفال باليوم العالمى للتنوع البيولوجى
مصر تشارك العالم الاحتفال باليوم العالمى للتنوع البيولوجى
تقرير: وفاء ألاجة
تشارك مصر العالم إحياء اليوم العالمى للتنوع البيولوجى 2023 من خلال الاحتفال على منصات التواصل الاجتماعى لوزارة البيئة، والذى يقام هذا العام تحت شعار “من الاتفاق إلى العمل: إعادة بناء التنوع البيولوجي” وذلك بعرض عدد من الفيديوهات والتنويهات للتوعية بالتنوع البيولوجى وأهميته للبيئة والإنسان ودور الفرد والمجتمع فى المشاركة فى حماية هذه الثروات الطبيعية والحفاظ عليها
وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن الاحتفال هذا العام يتواكب مع عام متميز في ما يتصل بصون التنوع البيولوجي لاعتماد إطار كونمينغ- مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي، الذي هو اتفاق تاريخي وُقع في ديسمبر 2022 ويحدد أهدافًا وتدابير ملموسة لوقف فقدان الطبيعة والتعافي منه بحلول عام 2050. فشعار هذا العام يعطى لنا الأمل من جديد فى التناغم مع الطبيعة، حيث بعد أن أصبحت لدينا الآن خطة عمل متفق عليها على المستوى العالمي، فمن الواجب علينا تنفيذ كل التدابير التي تتوخاها الاتفاقية قبل عام 2030. وبهذه الطريقة سنستطيع الحصول على تنوع بيولوجي مصون ومستدام مع حلول 2050. وتلك هي الرسالة الرئيسة من اتفاقية التنوع البيولوجي، التي تُعد الصك الدولي الرئيس للتنمية المستدامة
شددت وزيرة البيئة على أهمية التضامن العالمى على كل المستويات لبناء مستقبل منسجم مع الطبيعة والحفاظ على التنوع البيولوجي وإدارته على نحو مستدام لضمان صحة الانسان وكوكب الأرض التى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتنوع البيولوجى لافتة إلى أهمية العودة للتناغم مع الطبيعة باعتبارها الفرصة الحقيقية لحماية الإنسان وكوكب الأرض وتسليط الضوء على أهمية التنوع البيولوجى وحمايته من آثار التغيرات المناخية، خاصة فى ظل النجاحات التى حققتها مصر بالدورة السابعة والعشرين لمؤتمر المناخ COP27 وما يفرضه علينا الوضع العالمى الراهن فى التأكيد على أن حماية البيئة والتنوع البيولوجى لم يعدا رفاهية بل لابد أن يكونا جزءا أساسيا لحياتنا اليومية
وأضافت وزيرة البيئة أن الحفاظ على التنوع البيولوجى هو السبيل لمواجهة العديد من تحديات التنمية المستدامة، فهو الأساس الذي يمكننا البناء عليه لتقديم الحلول المتناغمة مع الطبيعة فى كل القضايا البيئية كالمناخ والصحة والأمن الغذائي والمائي حتى نصل إلى الاستدامة في كل نواحى حياتنا فبتعدى على الطبيعة وتدمير الموائل الطبيعية، يتعرض عدد متزايد من الأنواع للخطر، ويمتد هذا الخطر ليشمل الإنسانية والمستقبل
وأشارت وزيرة البيئة إلى أن الوزارة ستقوم بنشر عدد من الرسائل والتنويهات على صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعى فيسبوك وبالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجى، للتأكيد على أهمية توعية المواطنين بأساليب التناغم والتعايش مع الطبيعة والاستمتاع بثرواتها الطبيعية وتنوعها البيولوجى الفريد دون الإضرار به
وشددت فؤاد على دعم الحكومة للعمل البيئى والحفاظ على التنوع البيولوجى وهو ما برز فى تحقيق العديد من الإنجازات ومنها تطوير المحميات الطبيعية وتفعيل رؤية واستراتيجية متطورة لنظم إدارة استخدامات الموارد الطبيعية بالمحميات الطبيعية تستهدف تحقيق الاستدامة لمواردها كأحد توجيهات القيادة السياسية وإدارتها وفق النظم العالمية لتحقيق الحفاظ على ثروات مصر الطبيعية، حيث تم تطبيق منظومة ضبط الأنشطة السياحية بمحميات جنوب سيناء والبحر الأحمر وكذلك تنفيذ برنامجاً لتطوير البنية التحتية والخدمات المقدمة للزوار بعدد من المحميات الطبيعية، حيث تم الانتهاء من تطوير عدد 13 محمية، بالإضافة إلى إطلاق حملة إيكو إيجيبت للسياحة البيئة لحماية التنوع البيولوجى، كما تقوم الوزارة بمكافحة التجارة غير الشرعية في الحياة البرية بالتعاون مع الإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات والجهات المعنية من خلال تنفيذ خطة سنوية للتفتيش على الأسواق وأماكن ومحال بيع الحيوانات البرية والتفتيش الدوري على المزارع والقرى السياحية والمشروعات المرخص لها بإكثار الحيوانات البرية، بالإضافة إلى التعاون مع منظمات المجتمع المدني وناشطي حقوق الحيوان والمتطوعين في التعامل مع البلاغات والضبطيات وكذلك عملية إعادة إطلاق الحيوانات والطيور الى بيئتها مرة أخرى
جدير بالذكر أن العالم يحتفل يوم 22 مايو من كل عام باليوم العالمي للتنوع البيولوجى وهو يوافق تاريخ اعتماد نص اتفاقية التنوع البيولوجي في 22 مايو 1992، وترجع أهمية التنوع البيولوجي فى كونه هو مصدر السلع والخدمات الأساسية التي ينعم بها كوكبنا والتى تعتمد على تنوع وتباين الجينات والأنواع والتجمعات الحية والنظم الإيكولوجية، فالموارد البيولوجية هي التي تمدنا بالمأكل والملبس، والدواء والغذاء الروحي والأكسجين الذي نتنفسه وتنقية المياه ومجابهة التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية
موضوع احتفالية عام 2023 هو من الاتفاق إلى العمل: إعادة بناء التنوع البيولوجي
والمجتمع العالمي مدعو للتدقيق في علاقتنا بالعالم الطبيعي من حولنا، فهناك شيء واحد مؤكد مفاده أنه مع كل التقدم التكنولوجي، فإننا نعتمد اعتمادًا تامًا على النظم البيئية الصحية والنابضة بالحياة للحصول على المياه والغذاء والأدوية والملابس والوقود والمأوى و الطاقة، على سبيل المثال لا الحصر
هذا مما يفرض علينا احترام ثروتنا البيولوجية وحمايتها وإصلاحها ومما لا شك فيه أن هذا العام هو عام متميز في ما يتصل بصون التنوع البيولوجي. فلدينا الآن شعور متجدد بالأمل مع اعتماد إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي، الذي هو اتفاق تاريخي وُقع في كانون الأول/ديسمبر 2022 ويحدد أهدافًا وتدابير ملموسة لوقف فقدان الطبيعة والتعافي منه بحلول عام 2050
وقد تقرر أن يكون موضوع اليوم الدولي للتنوع البيولوجي هو من “الاتفاق إلى العمل: إعادة بناء التنوع البيولوجي”. ويروج الشعار للفكرة التي مفادها أنه بعد أصبح لدينا الآن خطة عمل متفق عليها على المستوى العالمي، فمن الواجب علينا تنفيذ كافة التدابير التي تتوخاها الاتفاقية قبل عام 2030. وبهذه الطريقة سنستطيع الحصول على تنوع بيولوجي مصون ومستدام مع حلول 2050. وتلك هي الرسالة الرئيسة من اتفاقية التنوع البيولوجي، التي تُعد الصك الدولي الرئيس للتنمية المستدامة
إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي
تعرفوا بإطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي الذي وُوفق عليه في ديسمبر. ومن بين أهداف ذلك الإطار: استعادة 30٪ من النظم البيئية، وتقليل هدر الطعام بمقدار النصف، واستثمار 200 مليار دولار على الأقل سنويًا في الخطط العامة الشاملة التي تفيد التنوع البيولوجي. وبالتالي تحقيق كل تلك الأهداف بحلول عام 2030
مشكلات التنوع البيولوجي هي مشاكل الإنسانية
غالبًا ما يُفهم التنوع البيولوجي من حيث التنوع الكبير للنباتات وللحيوانات وللكائنات الحية الدقيقة، ولكنه يشتمل كذلك على الاختلافات الجينية في كل نوع — على سبيل المثال، بين أنواع المحاصيل وسلالات الماشية — وتنوع النظم البيئية (البحيرات والغابات، والصحاري والمناظر الطبيعية الزراعية) التي تستضيف أنواعًا متعددة من التفاعلات بين أعضائها (البشر والنباتات والحيوانات).
وموارد التنوع البيولوجي هي الركائز التي نبني عليها الحضارات. فالأسماك تتيح 20% من البروتين الحيواني لزهاء ثلاثة مليارات نسمة. كما تتيح النباتات أكثر من 80% من النظام الغذائي البشري. ويعتمد ما يقرب من 80% من السكان الذين يعيشون في المناطق الريفية في البلدان النامية على الأدوية النباتية التقليدية للحصول على الرعاية الصحية الأساسية
إلا أن فقدان التنوع البيولوجي يهدد الجميع، بما في ذلك الصحة العامة. فقد ثبت أن فقدان التنوع البيولوجي يمكن أن يزيد من الأمراض الحيوانية المنشأ — الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر — بينما، من ناحية أخرى، إذا حافظنا على التنوع البيولوجي، فإنه يتيح أدوات ممتازة لمكافحة الأوبئة مثل تلك التي تسببها الفيروسات التاجية
وفي حين أن هناك اعترافا متزايد بأن التنوع البيولوجي هو ثروة عالمية ذي قيمة هائلة للأجيال القادمة، فإن بعض الأنشطة البشرية لم تزل تتسبب بشكل كبير في تقليل عدد الأنواع ونظرا لأهمية تثقيف الجمهور وتوعيته بشأن هذه القضية، قررت الأمم المتحدة الاحتفال باليوم الدولي للتنوع البيولوجي سنويا