الملتقى الخامس للدبلوماسية الثقافية يوصى بتبادل البرامج الثقافية بين الدول
الملتقى الخامس للدبلوماسية الثقافية يوصى بتبادل البرامج الثقافية بين الدول
الثقافة والإعلام جسر الشعوب نحو السلام والاستقرار العالمي
الأزهر والكنيسة ذراعا مصر لحماية الهوية الوطنية
كل مقومات الاتحاد والتقدم والرقي متوفرة في الوطن العربي
الدبلوماسية الثقافية أقوى وسائل التوصل وانجحها لو استغلت الاستغلال الأمثل
كتب:لطفي عطية
أوصى خبراء الدبلوماسية والاقتصاد والفكر والسياسة بضرورة تعزيز تبادل البرامج الثقافية والفنية بين الدول، ودعم المبادرات التعليمية التي تروج للتنوع الثقافي، كما طالبوا خلال ختام فعاليات الملتقى العالمي الخامس للدبلوماسية الثقافية، الذي عقد تحت شعار “أفضل الممارسات في الدبلوماسية الثقافية”، برعاية الهيئة الدولية للتسامح بدولة الإمارات العربية، فندق ماريوت بالقاهرة، بمشاركة عدد من الشخصيات العربية والأجنبية، بإنشاء مراكز ثقافية مشتركة لتعزيز الحوار بين الشعوب، مع تشجيع المشاريع الإعلامية التي تعكس التنوع الثقافي وتسهم في بناء جسور التفاهم، وتطوير سياسات تدعم الحفاظ على التراث الثقافي وحمايته من التهديدات.
نخبة المثقفين
بدية أكد اللواء طارق المهدي، وزير الإعلام المصري الأسبق، إن الدبلوماسية الثقافية هي المحرك الرئيس للدول والتبادل المعرفي والثقافي والعلمي، والتجار وما يحملوه من ثقافات متعددة قاموا بهذه المهمة في السابق، موضحا أن الإعلام والثقافة في المجتمع العربي يحتاج لنخبة جديدة من المثقفين محبي للأوطانهم في تفعيل قضية الوعى لدى الأمة جمعاء، مطالبا بتعزيز الفهم الصحيح المتبادل للأفكار والمعلومات وتدعيم العلاقات الدولية، مبينا المهدي أن للإعلام دوره أساسي وجزء أصيل من ادوات التفاهم والتنوير، مشيرا إلى أن الإعلام بدون ثقافة فاقد الهوية، وثقافة بلا إعلام اسيرة الجدران.
ومن جانبه قال الأديب السعودي أحمد محمد باديب، والرئيس الفخري للملتقى، أنه تعلم أساليب الدبلوماسية الثقافية من رموز مصرية، وهم الدكتور أسامة الباز، والدكتور عصمت عبدالمجيد، وتعلمت أننا يجب أن ننزل إلى المستوى الذى يفقهه الناس، مشيرا إلى أن التفاوض ليس صراعا وإن بدا كذلك، وأفضل تفاوض سلكه الرسول عندما منعه أهل قريش من الحج، لكننا للأسف الشديد لا نفقه ثقافة التفاوض، مشيرا إلى أن العرب استخدموا المجاز لجعل الحوار سلميا ليؤدي نتائج إيجابية.
فن الدبلوماسية
وفي ذات السياق وضحا السفير محمد جمال الدين البيومي، مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق، التعريفات المختلفة لمعنى الدبلوماسية، قائلا: الدبلوماسي لا يكذب لكنه يستخدم الأسلوب الدبلوماسي الجذاب لشرح قضيته، ويجعل السامع يقبل بوجهة نظره حتي وإن خالفت مصالحه، مشيرا إلى الإنجليزي يقول: “أن الدبلوماسي هو من يستطيع أن يقول لمحدثه: اذهب إلي الجحيم بأسلوب يجعل السامع يسأل متي تبدأ الرحلة”.
وأشار البيومي إلى أن التاريخ المصري القديم به كثير من المفاوضات الدبلوماسية، والقرآن الكريم كذلك به كثير من صور التفاوض، كذبح البقرة أيام سيدنا موسي واليهود، مشيرا إلى أن الدبلوماسية الثقافية، تعد من “القوة الناعمة” المتمثلة لدينا حاليا في الأزهر الشريف ودوره في نشر الدعوة الإسلامية، خاصة وأنه يستضيف أكثر من 40 ألف وافد من 110 جنسية مختلفة، هم في الحقيقة سفراء لنا في بلادهم، وكذا دور الكنيسة الوطنية، موضحا أهم عناصر الدبلوماسية الثقافية التي يجب ان نعتز بها دائما وهي أن تفخر بشخصيتك وتراثك وحضارتك، ولا تشعر بالدونية امام الأخرين، وان تعلو من نفسك ووطنك ورفعة تاريخك وتراثه ورقيه وقيمه ومبادئه.
جسور التواصل
وأكد الدكتور عبدالحميد الرميثي أمين عام الملتقى والرئيس التنفيذي للهيئة الدولية للتسامح أن الغرض من إقامة هذا الملتقى هو تقديم نماذج حية، وتجارب عملية على جدوى الدبلوماسية الثقافية، والتي تعني ببناء جسور التواصل بين الثقافات والجنسيات والمجموعات المختلفة، بناء على الاحترام المشترك مع عدم المساس بالقيم الثقافية والمجتمعية لأي مجموعة، والثقافة الدبلوماسية تعد وسيلة لتحقيق السلام وتعزيز التفاهم بين الشعوب، وأن الدبلوماسية الثقافية ليست مجرد وسيلة ترفيهية بل هي أداة قوية لتحقيق التفاهم والسلام العالميين، وخطوة أساسية نحو مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا، مشيرا إلى أن الملتقى ضم خبرات وقامات مميزة خاصة من العالم العربي في مختلف المجالات، سواء في الأدب والفن والاقتصاد والسياسة والأعمال من الدول العربية والأجنبية.
وعبرت الدكتورة ليلى البلوشي نائب أمين عام الملتقى وعضو مجلس أمناء الهيئة الدولية للتسامح بدولة الإمارات العربية، عن بالغ سعادتها بانعقاد الملتقى الخامس في عاصمة مصر وقلب العالمين العربي والإسلامي، بجانب الحضور المتميز والمتنوع من شخصيات قيمة وقامة محلية ودولية، ولها حضور في كافة المؤتمرات والمنتديات العلمية والدولية، سواء في المجالات القيادية والاقتصادية والأعمال والأدب، ولذلك فإنه علامة فارقة في مسيرة مؤتمراتنا للدبلوماسية الثقافية.
منظمة بريكس
ومن جانبه أشار النائب ياسر زكى، وكيل لجنة الصناعة بمجلس الشيوخ المصري، إلى الأزمات العالمية التي أثرت على العالم أجمع ومنها كورونا، والصراع الروسي الأوكراني، والعدوان الإسرائيلي على غزة، مستدركا: وسط هذا تخرج إلينا منظمة بريكس، والتي بدأت منذ ٢٠٠٩، لتعيد التوازن الدولي، ومصر تطمح للاستفادة منها في تنمية مواردها وتوفير العملة الصعبة بتخفيف الضغط على طلب الدولار، ومصر تمثل للبريكس إضافة بثرواتها وموقعها كبوابة افريقيا فهي ليست عالة على البريكس.
خريطة زراعية
ووفي ذات السياق قال الدكتور أشرف عمران، رئيس المجلس العربي للأمن المائي والغذائي، إن الأمن المائي والغذائي، هو إحدى الأولويات والأسلحة والأمن القومي، في ظل استيراد سلع بأكثر من مائة مليار دولار، ووجود تغير المناخ وتسببه في مجموعة مشكلات كبيرة، لذا نحتاج خريطة زراعية لتحقيق الأمن الغذائي، محذرا من ارتفاع درجة الحرارة خلال 100 عام، ما يؤدي إلى ارتفاع مياه البحار والمحيطات حتى 5م، منبها إلى أن العناد مع الطبيعة يسبب التصحر والجفاف، والحل في الزراعة الرقمية وتحديد القدرة المائية والسنوات، فالمخزون الاستراتيجي على الأقل لازم يكفى 6 اشهر، وللأسف الشديد فالاحتياجات المائية للعرب جميعا تحت خط الفقر المائي، مشيرا إلى أن الأمل متعلق بإفريقيا 30 مليون كم، و60% صالحة للزراعة فهى التنمية المستدامة للمستقبل وتحتاج للاستثمار العربي.
فيما أكد الدكتور زين العابدين أمين خبير إعلامي من دولة السعودية، إن الدبلوماسية الثقافية تلعب دورا مهما في تعزيز الهوية الثقافية للشعوب، ودعم العلاقات بين الدول، وبناء جسور علاقات أقوى وأكثر استقرارا، فهي منصات للحوار والتعاون تعزز الاحترام المتبادل وتقلل من احتمالات نشوب الصراعات العالمية كما نشاهد اليوم ونكتوى بنارها.
دور الشباب
كما خصصت جلسة حول دور الرياضة في تحقيق الرقي والسلام، ترأستها د. أمنة فزاع، رئيس جمعية المرأة الأفريقية، تحدث فيها: الدكتور رشيد الحمد من السعودية، عن رياضة التنس كتجربة عملية لتحقيق التفاهم والتعاون بين الشعوب.
وأكدت الدكتورة كوثر الزغلامي خبيرة تربوية للمرحلة الشبابية من دولة تونس، على أهمية دور الشباب في بناء جسور الدبلوماسية الثقافية في عصر التكنولوجيا، ولا يجب التقليل من أهميتهم وتأثيرهم سواء داخل حدود دولهم أو خارجها، فالتكنولوجيا الحديثة جعلتنا قرية كونية واحده، وأزالت الحواج فيما بيننا.
الجدير بالذكر أنه في ختام الملتقى تم تكريم المشاركين بمنحهم شهادات تقدير، وهم: السفير محمد البيومي، السفير اليمنى محمد إسماعيل الربيع، اللواء طارق المهدي، والدكتور كمال مغيث، والدكتور أشرف عمران، النائب ياسر زكي، والدكتورة كوثر الزغلامي، السيدةOlga Makeeva، والسيدةSergei Volchansky، والسيدةInga Bashkirova,، والدكتورة رشيد الحمد، والصحفي مصطفي ياسين، الاستاذ شريف الزهيري، الاستاذ علي بن سعيد المقبالي.