نصائح عند شراء و إعداد وتجهيز الأسماك المملحة والمدخنة
نصائح عند شراء و إعداد وتجهيز الأسماك المملحة والمدخنة
بقلم الدكتور / عاطف سعد عشيبة
أستاذ تكنولوجيا اللحوم والأسماك ووكيل معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية
أيام قليلة ويحتفل المصريين بعيد شم النسيم وعيد الفطر المبارك حيث يقبل جمهور من المستهلكين علي تناول الرنجة والسردين والفسيخ كعادات غذائية وسلوكيات مرتبطة بهذه الأعياد، لذا نتقدم ببعض المعلومات والنصائح الهامة لجمهور المستهلكين لمعرفتها واتباعها حفاظاً علي الصحة العامة. فى البداية نحذر من طرح وتداول أنواع سيئة من الرنجة والسردين والفسيخ في الأسواق لتغطية احتياجات السوق في هذا الوقت.
أولاً: تصنيع الرنجة:
تصنع الرنجة على النطاق التجاري من أسماك الهرنج المستوردة التي تباع بصورة مجمدة حيث يتم صهرها جزئياً من حالة التجميد ثم يجرى تمليحها تمليحاً جافاً في طبقات متبادلة من هذه الأسماك والملح على أن تكون الطبقة السفلى والعليا من ملح الطعام وذلك في براميل خسبية أو بلاستيكية ولمدة تصل إلى 48 ساعة، ثم ترفع الأسماك بعد ذلك وترش بدش من الماء للتخلص من الملح السطحي ثم تجفف جزئياً بالهواء لمدة 15 دقيقة وهي معلقة في ترولات ثم توضع في بيوت التدخين المحكمة الغلق حيث يتم توليد الدخان – بحرق نشارة أحد أنواع الخشب الصلب مثل خشب الزان – ويدفع الدخان الناتج الي داخل غرف التدخين حتى تأخذ الأسماك اللون الذهبي المميز للرنجة ويعرف هذا بالتدخين التقليدي وعلي حسب درجة حرارة بيت التدخين يكون التدخين إما على البارد (30 5م) أو الساخن (80 5م) ثم يجرى تبريد على درجة حرارة الغرقة وتفرز وتعبأ في صناديق خشبية أو تعبأ في أكياس تحت تفريغ.
يمكن للمستهلك الكشف عن سلامة الرنجة بعدة طرق:
- التأكد من عدم وجود أي نموات فطرية علي السطح.
- التأكد من أن الرنجة متماسكة وليست عالية الطراوة (عيب تصنيع بغرض الكسب من خلال وزن أكبر) ولايوجد أي تهتكات للجلد والأنسجة.
- شم الرائحة وخاصة حول الفتحة الموجودة قرب الذيل فلو ظهرت رائحة غريبة أو مشابهة للبيض الفاسد فذلك يعني فساد الرنجة.
- يمكنك أيضاً الضغط بأصبعي السبابة والإبهام حول هذه الفتحة، فاذا خرجت مواد لزجة أو غازات تكون السمكة فاسدة.
- يعتبر اللون أيضاً دليلاً هاماً فالرنجة السليمة تكون ذهبية اللون أما إذا تحول اللون إلى الأصفر الباهت البني فهي غير صالحة للإستهلاك الآدمي.
- كل هذه العوامل يمكن أن تكون مؤشر لدخول السمكة في مرحلة فساد من عدمه، والرنجة بشكل عام عرضة للتلف والتلوث بالميكروبات الممرضة والفطريات المفرزة للسموم الفطرية إذا لم يراعى كل عوامل الجودة في الإنتاج وحتى الإستهلاك.
شروط السلامة وتداول واستهلاك الرنجة:
- تأكد من أن الرنجة معروضة في ثلاجات العرض وليس الهواء الطلق.
- تأكد من بطاقة البيانات المدونة من حيث تاريخ الإنتاج – مدة الصلاحية – طريقة التدخين علي البارد أم علي الساخن.
- قم بطهي الرنجة المدخنة علي البارد في قليل من الزيت طهياً جيداً.
- إضافة عصير الليمون لخفض الـpH ورفع درجة الحموضة، وبالتالي خلق بيئة غير مناسبة لنمو البكتيريا.
- حاول أن تنزع جلد الأسماك المدخنة للتخلص من المواد الغير مرغوبة والضارة المترسبة من الدخان علي سطح الرنجة.
- إستهلك اللحم من الخارج دون فتح بطن الرنجة.
- يحذر من استهلاك هذه المنتجات مثل الرنجة أو الفسيخ أو الملوحة لفئات معين من المستهلكين مثل مرضى ضغط الدم المرتفع وتصلب الشرايين والقلب وارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم – نتيجة للمحتوي العالي من الصوديوم في هذه المنتجات.
الفسيخ والملوحة والسردين:
أما الفسيخ فأشد خطورة حيث تجري له في البداية عملية انتفاخ وتخمر للأسماك حيث يتم في تصنيع الفسيخ ترك أسماك البوري لتنتفخ في الهواء العادي بقصد أن هذه العملية تؤدي إلى حدوث تحلل ذاتي لبعض المركبات إلى مكوناتها الأولية مثل تحول البروتينات إلى أحماض أمينية وغير ذلك ثم تجرى عملية التمليح علي حسب نوع الفسيخ الناتج فيجري تمليح خفيف لإنتاج الفسيخ الحلو أو تمليح شديد للفسيخ العالي الملح والأول أشد خطورة من الثاني خاصة إذا علمنا أن هناك أنواع من البكتريا الممرضة المحبة للملوحة والمسببة للتسمم الغذائي والتي تتحمل تركيز من الملح يصل إلى 12% مما قد يتسبب عنه حدوث أضرار بالغة علي صحة المستهلك.
كذلك من الأخطاء الشائعة في تصنيع الفسيخ والملوحة خاصة في مرحلة التمليح والتخزين أن يتم التمليح والتخزين في أواني معدنية غير مناسبة فيحدث تفاعلات بين معدن الأواني والملح ومكونات الأسماك مكونة مواد سامة لها أثرها الضار على الصحة العامة (وينصح بأن يتم التمليح والتخزين في أواني بلاستيكية أو خشبية مناسبة.
وعليه يجب الحرص كل الحرص على مراعاة كل ما سبق ذكره في حالة الرنجة (فيما يتعلق بالفسيخ والملوحة والسردين).
وأفضل الطرق لتجنب الضرر قدر الامكان في حالة الإصرار علي تناول الرنجة (سواء مغلفة أم لا)، وكذلك الفسيخ والملوحة والسردين هو معاملة هذه المنتجات حرارياً، فأغلب البكتريا المرضية يتم القضاء عليها عند معاملتها حرارياً علي درجة حرارة 68 – 70 5م ولا يكفي تسخينها فقط ولكن لنصل بدرجة الحرارة في جوف السمكة إلى الدرجة المذكورة.
وفيما يتعلق بالفسيخ يجب:
- ضرورة شراء الفسيخ من مصادر موثوقة لضمان النظافة بقدر المستطاع لتجنب مصادر التلوث الغذائي.
- أن تكون عملية التمليح قد تمت في براميل خشبية وليس في صفائح مغلقة حتى لا تتوافر البيئة اللاهوائية التي تساعد على تكاثر ميكروب الكلوستريديم بوتيولينم الخطير الذي يسبب التسمم الغذائي للإنسان.
- يمكن تجميد الفسيخ قبل استخدامه لمدة 48 ساعة لقتل ما به من طفيليات إذا كان قد تم تمليحه لفترة غير كافية.
- يجب عصر الليمون على الفسيخ حيث إن هذا الوسط الحامضي لا يناسب وجود البكتريا.
- يمكن قلي الفسيخ في الزيت قبل تناوله.
- الحرص علي عدم تناول كميات كبيرة منه لمحتواه المرتفع من الملح خصوصاً لمرضى ضغط الدم.
- ضرورة تناول كميات كبيرة من الخضراوات كالبصل الأخضر والخس أيضا لأنها تساعد في التخلص من الملح حيث تقوم بامتصاص الملح الزائد وطرده في البراز، مع الحرص على غسل تلك الخضراوات جيداً مع استخدام الخل لتجنب الإصابة بالدودة الكبدية. هذا بالإضافة إلى فوائد تلك الخضراوات، فمثلا البصل الأخضر الذي يحتوي علي مادة تشبه الأنسولين تفيد مرضى السكر وهو قاتل أيضاً للبكتريا وبه مادة مضادة للأكسدة تخلص الجسم من الشقوق الحرة أما الخس فيحتوي علي فيتامين هـ المفيد للجميع، وبالنسبة للترمس فهو مفيد لمرضى السكر الذين لا يعتمدون على الأنسولين علاوة على احتوائه على بروتين نباتي.
هناك فئة من المستهلكين يقومون بشراء الأسماك الخام الغير مصنعة لطهيها واستهلاكها في هذا الأعياد، فلابد من التعرف على مواصفات الأسماك الطازجة:
- يجب أن تكون الأسماك الطازجة نظيفة وسليمة ومتماسكة وخالية من الجروح والتمزقات والكدمات.
- الخلو من الرائحة الكريهة: السمك غير الطازج له رائحة قوية نفاذة تشبه رائحة النشادر.
- جسم السمك يجب أن يكون متماسك ومرن ولا ينفصل الجلد عن اللحم عند الضغط عليه، كما لا ينفصل اللحم عن السلسلة العظمية، بينما في حالة الأسماك التالفة يكون اللحم طري ومهري وناعم الملمس وينفصل بسهولة عن السلسلة العظمية تاركاً ألواناً تشبه الصدأ.
- العيون: يجب أن تكون ممتلئى ولامعة براقة وغير غائرة.
- القشور: يجب أن تكون لامعة متماسكة وقوية ويصعب فصلها عن الجلد وغير لزجة.
- عند اﻹمساك بالسمكة الطازجة من رأسها وجعلها في وضع أفقي فإن ذيلها لا ينثنى إلى أسفل وهذا اﻹختبار نسبي لا ينطبق على الأسماك كبيرة الحجم أو المرنة مثل الثعبان).
- عند قطع السمكة الطازجة لا يلاحظ أي نزيف دموي بها، أما السمك الفاسد يشاهد نزيف عبارة عن سائل لونه أحمر داكن ذو رائحة كريهة.
- عند وضع الأسماك في إناء به الماء فإن السمك الطازج يهبط إلى القاع، بينما السمك الفاسد أو التالف يطفو إلى أعلى ويحدث الطفو كذلك في الأسماك المصادة بالمبيدات.
- لون الخياشيم: أحمر زاهي أو لامع ذو رائحة سمكية مقبولة أما في حالة الأسماك التالفة لونها بنى أو غامق ولها رائحة كريهة.
- منطقة البطن سليمة ولا يوجد بها تمزقات والزعانف سليمة وغير مكسورة.
- لون الدم أحمر قان وليس له رائحة كريهة.
- عند الضغط بالإبهام على جسم السمكة لا يتحطم ولا ينسلخ الجلد وعند رفع الإبهام لا يرى أثر له على جسم السمكة أي أن جسم السمكة يستعيد شكله الطبيعي بسرعة، أما في حالة الأسماك الغير طازجة قد يحدث تمزق للجلد وتحطم للحم وينفصل عن السلسلة العظمية.