مجلة نهر الأمل تنقل كلمة رئيس البرلمان العربي خلال المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية

مجلة نهر الأمل تنقل كلمة رئيس البرلمان العربي خلال المؤتمر السابع للبرلمان العربي
ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية
عبير سلامة
مقر جامعة الدول العربية
القاهرة – جمهورية مصر العربية – 22 فبراير 2025
نص كلمته
“بسم الله الرحمن الرحيم”
صاحب المعالي الأخ العزيز السيد/ أحمد أبو الغيط
الأمين العام لجامعة الدول العربية
صاحب المعالي الأخ العزيز السيد/ إبراهيم بوغالي
رئيس الاتحاد البرلماني العربي – رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري
أصحاب المعالي رؤساء المجالس والبرلمانات العربية
معالي رؤساء الوفود الموَّقرين …. الحضور الكريم،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
يسعدني ويشرفني أن أرحب بكم جميعاً/ في المؤتمر السابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية،/ الذي يتشرف البرلمان العربي بتنظيمه هذا العام بالتعاون والتنسيق مع الاتحاد البرلماني العربي،/ تعزيزاً لدور الدبلوماسية البرلمانية العربية في خدمة مصالح شعبنا العربي العزيز./ وأود بهذه المناسبة أن أتقدم بخالص الشكر وعظيم التقدير/ إلى أخي العزيز معالي السيد/ إبراهيم بوغالي رئيس الاتحاد البرلماني العربي/ لاستجابته الفورية لهذه المبادرة،/ الأمر الذي يعكس حرص معاليه على تكامل الجهود البرلمانية العربية على كافة المستويات./
كما نتشرف بمشاركة معالي الأخ العزيز السيد/ أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في هذا المؤتمر،/ وما يعكسه ذلك من حرص معاليه على دعم العمل البرلماني العربي المشترك، على كافة المستويات./ وأتقدم لمعاليه بهذه المناسبة بخالص الشكر وعظيم التقدير/ على دعمه الدائم للبرلمان العربي/ وحرصه على تعزيز دوره في خدمة مصالح شعبنا العربي العزيز./
أصحاب المعالي رؤساء المجالس والبرلمانات العربية
ينعقد مؤتمرنا هذا العام/ في ظل لحظة مصيرية فاصلة تمر بها قضية العرب الأولى والمركزية،/ ألا وهي القضية الفلسطينية،/ التي تواجه أكبر تهديد لها منذ نكبة عام 1967،/ في ظل وجود مخططات خبيثة/ تهدف إلى تصفيتها عبر مقترحات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية،/ وهو ما يرفضه ليس فقط كل فلسطيني عربي،/ بل كل إنسان حُر،/ يدرك قيمة الوطن ويُقدِس ترابه.
إن هذه المخططات البغيضة/ تمثل تعدياً صارخاً على الحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني،/ والتي أقرَّ بها العالم أجمع،/ وتمثل مساساً مرفوضاً بسيادة دول عربية/ بذلت كل غالٍ ونفيس من أجل القضية الفلسطينية./ ولعلكم تتفقون معنا/ أن إثارة هذه المسألة اللامنطقية/ -بالإضافة إلى غايتها الخبيثة المرفوضة-/ فهي تهدف أيضاً إلى صرف أنظار العالم عن المجازر وحرب الإبادة الجماعية/ التي قام بها كيان الاحتلال في قطاع غزة،/ وجرائم الحرب والتدمير والاستيطان الاستعماري/ التي يقوم بها حالياً في الضفة الغربية./
وأقولها مجدداً،/ لو أن التهجير كان خياراً،/ لما تَحمَّل الشعب الفلسطيني الأبي،/ كل هذه المجازر وحرب الإبادة الجماعية على مدار أكثر من عام وثلاثة أشهر متواصلين،/ والتي راح ضحيتها ما يقرب من خمسين ألف شهيد،/ فضلاً عن آلاف الجرحي والمفقودين،/ وسط صمت دولي مخزي/ يشكل أكبر وصمة عار على جبين الإنسانية./ وكلنا نعلم أن هذه المعاناة/ بكل آلامها ومرارتها،/ هي جزء مما يتحمله الشعب الفلسطيني الأبّي منذ عام 1948 مع بداية هذا الاحتلال البغيض./
إن رسالتنا للعالم اليوم هي أن أرض فلسطين،/ التي ارتوت بدماء الآلاف من الشهداء،/ لا تًباع ولا تُشترى./ ونقول لكل واهم،/ يرى أن مصائر الشعوب يُمكن أن تَتَحدد بتصورات عبثية واهية،/ إقرأ التاريخ جيداً،/ وستجد أن إرادة الشعوب الحرة لا تنكسِر أبداً،/ وسيظل الشعب الفلسطيني مُرابطاً على أرضه،/ ومدافعاً عنها حتى آخر قطرةٍ في دمه،/ ومن ورائه الشعب العربي،/ الذي لم ولن يقبل بأية محاولات لتصفية قضيتنا الأولى والمركزية،/ القضية الفلسطينية./
أصحاب المعالي رؤساء المجالس والبرلمانات العربية
إننا كعالم عربي أمام لحظةٍ فارقة،/ شعارها إما نكون أو لا نكون،/ وسيكون التاريخ شاهداً لنا أم علينا./ ولا شك في أن وحدة الصف العربي ووحدة الموقف العربي في هذه اللحظة المصيرية،/ تمثل حائط الصد الأول،/ أمام كل مخططات ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية./ وهذا بفضل الله، نراه متحققاً الآن./ ومن دواعي الفخر والاعتزاز أن نجد جميع العرب على قلب رجل واحد،/ في الرفض التام لمقترحات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
ولكننا نؤكد في الوقت ذاته أن الرفض العربي الكامل/ لمخططات إفراغ قطاع غزة من سكانه الأصليين أصحاب الأرض، ليس كافياً/… إننا أمام هذه المخططات الخبيثة،/ مطالبون بأن تكون لدينا تصورات عربية بديلة،/ تحافظ على الأرض الفلسطينية العربية،/ وتصون الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
وفي هذا السياق،/ نؤكد دعمنا التام للجهود التي تقوم بها جمهورية مصر العربية بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية/ بشأن إعداد تصور شامل لإعادة إعمار قطاع غزة،/ بما يضمن حق الشعب الفلسطينى الثابت فى البقاء على أرضه،/ وبناء وطنه، دون أى تهديد لوجوده./
وكلنا ثقة في أن القمة العربية الطارئة/ التي سوف تستضيفها جمهورية مصر العربية في بداية مارس القادم/، ستخرج بنتائج مصيرية وحاسمة لدعم شعبنا الفلسطيني المرابط على أرضه،/ وستوجه رسالة للعالم أجمع،/ بأن الحقوق التاريخية الثابتة للشعب الفلسطيني،/ ليست مجالاً للمساومة،/ ولكنها متجذرة في عقل ووجدان وضمير كل عربي ومسلم.
أصحاب المعالي رؤساء المجالس والبرلمانات العربية
إننا كبرلمانيين عرب نتحمل مسؤولية عظيمة في الدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني،/ وفي دعم مواقف وجهود قادة دولنا العربية في إجهاض أية مخططات أو محاولات لتصفية القضية الفلسطينية./ كما أن شعبنا العربي الذي نتشرف بتمثيله،/ ينتظر منِّا موقفاً جاداً وصارماً تجاه تلك المخططات التي تُهدد الأمن القومي العربي ومرتكزاته،/ وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس./
وفي هذا السياق،/ فقد اعتمد أصحاب المعالي رؤساء المجالس والبرلمانات العربية صباح اليوم/ وثيقة برلمانية عربية لدعم صمود شعبنا الفلسطيني على أرضه،/ ورفض مخططات التهجير والضم،/ ومواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية./ وتتضمن هذه الوثيقة التأكيد على ثوابت الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية وما تمر به من تطورات خطيرة،/ كما تتضمن الوثيقة،/ سبعة عشر خطوة،/ تم التوافق عليها ليقوم بها كلٌ من البرلمان العربي والاتحاد البرلماني العربي والمجالس والبرلمانات العربية خلال الفترة القادمة،/ دعماً لصمود شعبنا الفلسطيني على أرضه.
وسوف نرفع هذه الوثيقة إلى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو القادة العرب/ في قمتهم العربية الطارئة المقرر انعقادها في جمهورية مصر العربية،/ وذلك في إطار التكامل المنشود/ بين الدبلوماسية البرلمانية والدبلوماسية الرسمية/ في دعم صمود الشعب الفلسطيني/ والانتصار لحقوقه التاريخية غير القابلة للتصرف أو المساومة./
وفي الختام،/ أجدد لكم أصحاب المعالي رؤساء المجالس والبرلمانات العربية،/ الشكر والتقدير والامتنان،/ لكل ما تبذلونه من جهودٍ مخلصة في خدمة أمتنا العربية،/
كما أتقدم بخالص الشكر وعظيم التقدير إلى جمهورية مصر العربية/ بقيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، حفظه الله ورعاه/ لاحتضانها على أرضها هذا المؤتمر،/ وما قدمته من تسهيلات في كافة المجالات وعلى كافة المستويات من أجل إنجاح المؤتمر،/ وهو أمر ليس بغريب على الشقيقة الكبرى للعرب جميعاً/
كما أتوجه بالشكر والتقدير إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بقيادة صاحب المعالي الأخ العزيز السيد / أحمد أبو الغيط،/ لما قدمته من تسهيلات لاستضافة أعمال هذا المؤتمر،/ والشكر أيضاً لكل وسائل الإعلام التي حرصت على تغطية وقائع المؤتمر./
أدعو الله عز وجل أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير وعِزة ونصرة أمتنا العربية وشعبنا الفلسطيني الأبي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..