الهيدروجين الأخضر يُشعل ثورة الاستدامة في صناعة كرة القدم ويمهد الطريق لمستقبل مستدام
الهيدروجين الأخضر يُشعل ثورة الاستدامة في صناعة كرة القدم ويمهد الطريق لمستقبل مستدام
مقال بقلم :د.أحمد شلغم
عزيزي القارئ:
لازلنا نبحث ونتكلم عن التطوير في صناعة الرياضة وكرة القدم وسبق أن تناولنا وعلى مدار أكتر من عشر حلقات التقنيات الحديثة في صناعة الرياضة وخاصة كرة القدم اللعبة الشعبية الأولي على مستوى العالم، واليوم نتطرق لموضوع جديد يُعد حديث الساعة في هذا التوقيت، وفي ظل التغيرات المناخية التي يعيشها العالم أجمع، نسلط الضوء على الهيدروجين الأخضر الذى يُشعل ثورة الاستدامة في صناعة كرة القدم، ويمهد الطريق لمستقبل مستدام.
دعونا نتحدث باختصار ونقول بينما لا يزال استخدام الهيدروجين الأخضر في صناعة كرة القدم في مراحله المبكرة، إلا أنه يملك إمكانات هائلة لتغيير مشهد كرة القدم بالكامل، وتحقيق الاستدامة وخفض الانبعاثات الكربونية، ولكنه كموضوع جديد لابد من وجود تحديات منتظره لتطبيقه.
ونتناول عزيزي القارئ بعض المجالات الرئيسية التي يمكن أن يحدث فيها ثورة إذا ما تمت الاستفادة من استخدام الهيدروجين الاخضر بطريقة صحيحة، ونتناولها من خلال أربع محاور رئيسية (تشغيل الملاعب – العمليات الداخلية – تعزيز تجربة المشجع – الفوائد الإضافية) بالإضافة إلى التحديات المتوقعة.
كيف ذلك؟
عالم كرة القدم يخطو خطوات واسعة نحو مستقبلٍ أكثر استدامة بفضل ثورة الهيدروجين الأخضر، من خلال تقديم حلول عملية وعلمية لتقليل الانبعاثات الكربونية، وتحقيق الاستدامة في مختلف جوانب اللعبة. وهذا وضح جليًا في مونديال قطر الأخير.
المحور الأول: تشغيل الملاعب.
– الطاقة المتجددة: يمكن استخدام خلايا الوقود الهيدروجينية لتشغيل الملاعب، مما يوفر طاقة نظيفة من خلال توليد الكهرباء من الهيدروجين المخزن.
– الإنارة: عن طريق استخدام إضاءة LED الموفرة للطاقة مع أنظمة الطاقة الشمسية أو الهيدروجينية لتوفير إضاءة مستدامة للملاعب.
– نقل المشجعين: يمكن استخدام حافلات تعمل بالهيدروجين أو المركبات الكهربائية التي تعمل بالهيدروجين لنقل المشجعين إلى ومن الملاعب، مما يقلل من انبعاثات الكربون من وسائل النقل.
المحور الثاني: العمليات الداخلية.
– المياه: يمكن استخدام أنظمة معالجة المياه التي تعمل بالهيدروجين لتنقية مياه الشرب في الملاعب بشكل مستدام.
– النفايات: يمكن استخدام تقنيات تحويل النفايات إلى طاقة تعمل بالهيدروجين لتحويل نفايات الملعب إلى طاقة قابلة للاستخدام.
– صيانة الملعب: يمكن استخدام معدات تعمل بالهيدروجين، مثل جزازات العشب وأدوات الصيانة، للحفاظ على الملاعب دون انبعاثات.
المحور الثالث: تعزيز تجربة المشجع.
– الامتيازات: يمكن تشغيل أكشاك الامتيازات ومحلات البيع بالتجزئة في الملعب باستخدام خلايا الوقود الهيدروجينية.
– النقل داخل الملعب: يمكن استخدام عربات الجولف أو سيارات النقل الصغيرة التي تعمل بالهيدروجين لنقل المشجعين داخل الملعب.
– التفاعل مع المشجعين: يمكن استخدام شاشات العرض التي تعمل بالهيدروجين وتطبيقات الهاتف المحمول لتقديم معلومات تفاعلية للمشجعين حول المباريات واللاعبين.
المحور الرابع: الفوائد الإضافية.
– تحسين جودة الهواء: تقليل انبعاثات الكربون من الملاعب والأنشطة ذات الصلة سيحسن جودة الهواء في المناطق المحيطة.
– تعزيز المسؤولية الاجتماعية: تبني ممارسات الاستدامة سيعزز صورة الفرق والأندية كمنظمات مسؤولة اجتماعيًا.
– جذب المستثمرين والشركاء: يمكن أن يجذب التركيز على الاستدامة رعاة جدد وشركاء يشاركون نفس القيم.
• التحديات:
– التكلفة الأولية: لا تزال تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر باهظة الثمن نسبيًا، مما قد يعيق الاعتماد واسع النطاق.
– البنية التحتية: تتطلب بنية تحتية جديدة لتخزين ونقل الهيدروجين، وهو ما قد يتطلب استثمارات كبيرة.
– الوعي: يجب زيادة الوعي بفوائد الهيدروجين الأخضر بين أصحاب المصلحة في صناعة كرة القدم.
– المستقبل: مع التعاون، ستُذلل العقبات، ليُصبح الهيدروجين الأخضر ثورة حقيقية في عالم كرة القدم، وليساهم في بناء مستقبل مستدام لهذه الرياضة المحبوبة.
أخيرًا وليس أخرًأ عزيزي القارئ الهيدروجين الأخضر يُقدم فرصة استثنائية لتحويل صناعة كرة القدم نحو مستقبلٍ أكثر استدامة، ولكن لابد من التعاون بين مختلف الجهات المعنية، للتغلب على التحديات والاستفادة من إمكانات هذا الوقود النظيف لإحداث ثورة حقيقية في عالم كرة القدم