ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يناقش:وقفات مع آيات الحج
تقرير: وفاء آلاجة
شهدت مجلة “نهر الأمل” فعاليات ملتقى المرأة برواق الشراقوة بالجامع الأزهر تحت عنوان” وقفات مع آيات الحج” وحاضر فيها أ.د.لمياء متولى أستاذ الفقه بجامعة الأزهر ود.زينب سرى سليمان مدرس الفقه بجامعة الأزهر ود.حياه العيسوى الباحثة بالجامع الأزهر وشهد الملتقى الذى يقام كل يوم سبت بالجامع الأزهر حضور عدد كبير من الفتيات والسيدات والدارسات بالأزهر الشريف .
وأشارت د.لمياء متولى أن العقيدة الاسلامية قامت على خمس أركان والركن الذى لا يقيمه المسلم فكأنه لم يقيم أساس الدين وأول ركن فى الشريعة هو الشهادة وتعد عقيدة من العقائد وثانى الاركان الخمس هو الصلاة والتى إن صلحت فهى تنهى المسلم عن الفحشاء والمنكر وبها يستقيم الفرد والمجتمع وينبغى على كل أم تعليم أطفالها الصلاة منذ الصغرفههى مسؤلية الأم بالدرجة الأولى لأنها الأكثر إرتباطاً بأناءها وهم فى السن الصغير
ويعد ركن الحج ركن أساسى مع الاستطاعة والحج للمرأة يعادل فضيلة الجهاد لدى الرجال والحجة ذكرت كل أركانه فى القرآن عكي الصلاة والزكاة فقد وضع لهما التفسير فى السنة النبوية وفى القرآن الكريم ذكر لفظ الج صراحة 12 مرة جاء أكثرهم فى سورة البقرة وآل عمران والمائدة والتوبة وسورة الحج وهناك آيات ذكر فيها مناسك الحج دون الاشارة اللفظية لفريضة الحج .
وتعد أشهر شوال وذى القعدة وذى الحجة هى أشهر للحج ولو هناك شخص مقيم فى مكة فإنه ينوى أداء فريضة الحج من شهر شوال ولغير المقيم ينوى العمرة ثم يتحلل وينوى الحج قبل الوقوف بعرفة وإذا توفى قبل الحج فأجره ثابت إن شاء الله .
وتأتى أشهر الحج بداية من شوال أى بعد انقضاء شهررمضان إستمراراً لحالة الصفاء والتقرب والطاعة لله عز وجل وقد كانت الأشهر الحرم من قبل الاسلام ولدى الجاهلية رجب وذى القعدة وذى الحجة ومحرم ويعرف العرب فضل هذه الشهور وكانت أشهر أمان
ويعد الحج أقصى درجات الاعتراف بالعبودية لله فالمسلم قد لايعرف سبب أداؤه لمناسك الحج ولا الحمة من السعى والطواف ولكنه ينقاد وينفذها استسلاماً وطاعة لله وكمال الطاعة وكمال الحرية فى الانقياد لله لأن المسلم لايطيع ربه طمعاً فىة منصب أو لغيره وإنما ينادى ربه لبيك اللهم لبيك فجميع مناسك الحج طاعة لله ومعنى كلمة لبيك أى طاعة بعد طاعة وإجابة بعد إجابة وكمال الانقطاع لله ويقول إبن عباس “زينة الحج هى التلبية” .
ويأتى المسلمين من كافة أنحاء العالمين بمختلف اللهجات والجنسيات والألوان مجتمعين على حب وطاعة الله فيجتمعوا فى موسم الحج كأنهم أمة واحدة فهى عبادة جماعية يسود فيها المفهوم الجمعى والوحدة والاعتصام بالله فالحج والصلاة يؤكدون على مفهوم الوحدة ” وإعتصموا بحبل الله ولاتفرقوا..” .
وفى الأية 158 الى الآية 189 متن سورة البقرة ” يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” ” وأتموا الحج والعمرة لله” وهنا نجد أن لفظ لله لم يذكر فى أى ركن من أركان الاسلام الا فى الحج فقط أى حج خالى من السمعة والرياء وهذا يجعلنا نحذر من التصوير ومشاركة الآخرين صور الحج والطواف والسعى بين الصفا والمروة حتى لايضيع أجر الحاج ويكون قصده لغير الله.
وفى الآية 197 “الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولافسوق ولاجدال فى الحج” فالحج محدد بزمان وميقات مكانى يحرم الحاج منه والطواف له وقت ومكان معلوم وكلك السعى بين الصفا والمروة محدد بزمان ومكان فالحج يعلمنا الانضباط والترتيب الزمنى ليوم المسلم وحياته كلها فالعبادت لها وقت محدد فالمسلم ينبغى أن يعرف قيمة الوقت لأنه سوف يسأل عنه فلا ينبغى على المسلم تضييع وقته فى أشياء لاتنفعه أو ينتفع بها المسلمون .
وفى الحج يمتنع المسلم عن الجدال والتخاصم فهو يشهد تجمعات متعددة الثقافات وعليه ضبط النفس والالتزام بما لايغضب الله من القول والفعل ابتغاء مرضاة الله وتقديساً للأماكن المباركة وإستحضاراً للحج المبروروللتزود بالتقوى ” وتزودوا فإن خير الزاد التقوى” فالحاج يتزود بالزاد الدنيوى ليعينه على آداء مناسك الحج والتقوى هى خير زاد للآخرة والتقوى فى اللغة من الوقاية أى الوقاية من المعاصى والذنوب ،فالحج يعنى السفر الى الله عند “إبن القيم” ومعنى الحج هو قصد الله سبحانه وتعالى .
وفى الأيات 198 و 199 يسمح الله للحاج أن يشهد منافع له كالتجارة أثناء الحج طالما لاينشغل بها عن مناسك الحج فالمال وسيلة لاسعاد المسلم ويعود على المجتمع الفضل فالمسلم الغنى عند الله أفضل من المسلم الفقير لأن العمل عبادة والسعى لكسب الرزق أمر ضرورى للرجل وواجب عليه ولكنه إختيارى للمرأة .
ويخبرنا ربنا أن إذا أفضتم من عرفات فإذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً فعندما ينتهى المسلم من منسك الحج يعود لأبناءه وآباءه ليطمئن عليهم فعليه المداومة على ذكر الله فالذكر من أيسر العبادات وأفضلها عند الله تعالى .
وأكدت د. زينب سرى سليمان أن على المسلم أن يتفهم ثقافة الحج ويعلمها لأولاده ويشرح لهم فوائد الصلاة والحج لرد الشبهات التى تتردد الآن من بعض المشككين فى فضل تلك العبادات فالمسلم عندما يطوف بالبيت الحرام يعرف أن الكعبة ليست مجرد مبنى ولكنه أقدس مكان على وجه الأرض ورفع سيدنا إبراهيم وولده سيدنا إسماعيل القواعد للبيت الحرام والمسلم يتذلل الى الله عند تلك الأماكن المقدسة كما أمره الله فهو يلبى ويسبح طاعة لله وينتظر إجابة دعوته كما أجاب الله لسيدنا إبراهيم دعوته ليصبح أبو الأنبياء استجابة لقوله” ومن ذريتى” وإستجابة لطلبه “رب إجعل هذا البلد آمناً ” وسيدنا إبراهيم كان “أمة ” لقوله تعالى ” وإذا إبتلى إبراهيم ربه بكلمات فأمهن” وإستجابة لقوله ” وإبعث فيهم رسولاً من أنفسهم” فبعث الله سيدنا محمد من ذرية سيدنا إسماعيل على فترة من الرسل .
وللرد على من يتصور أن الدول المتقدمة هى أفضل من الدول الاسلامية نقول هى أفضل فى الدنيا وليس فى الآخرة والانضباط هو أساس تقدمها والقرآن والمناسك لها تعلمنا الانضباط فى التصرفات والأوقات والأحكام فالحاج يرص على عدم وقوع إحدى الشعيرات من رأسه تى لايبطل إحرامه وعندما يرجع من الحج عليه الالتزام بتلك الروح فلا يعصى ربه ولا يفعل المعاصى فالانضباط هو أساس رقى وتحضر الأمم.
وفى الاحرام يتقيد بأبسط الملابس فإذا إلتزمنا بثقافة الحج يكتب لنا النجاح والتقدم على المسوى المحلى والعالمى والتمسك بالدين بداية الارتقاء بين الأمم ففى الحج وبين الزحام الشديد يتذكر المسلم أهوال يوم القيامة فإذا إستشعر ذلك على الدوام لاينتشر الظلم والاعتداء على حقوق الغير ولايوجد تقصير فى الواجبات الدنيوية والطاعات التى تقرب المسلم من ربه فيرتقى المجتمع وتعلو رايته بين الأمم.
وأشارت د.حياه العيسوى لفضل دعاء الحاج “لبيك اللهم لبيك” وينبغى للمحرم بالحج أن يكثر من التلبية خصوصًا عند تغير الأحوال والأزمان مثل أن يعلو مرتفعًا أو أن ينزل منخفضًا، أو أن يُقبل الليل والنهار، ويستلهم الحاج إجابة الله دعوة سيدنا إبراهيم لنداءه”ربنا أنى أسكنت من ذريتى بواد عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فإجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم” وهذه الدعوة أجيبت وأفئدة المسلمين جميعاً تهوى زيارة البيت الحرام
ويلتزم المسلم بأخلاق ونسك وعبادات فى الحج ويتنزل الله لعباده يوم عرفة فيغفر لهم جميعاً ويذل الشيطان فى هذا اليوم ذلاً شديداً فهو يغوى الناس سنة بأكملها ويغفر لهم ذنوبهم فى يوم عرفة