أخلاقيات الإعلام الثقافى فى عصر الرقمنة
ورشة عمل قطاع الاعلام بجامعة الدول العربية تناقش:
تغطية مجلة”نهر الأمل ” لورشة عمل ” مستقبل الاعلام الثقافة فى ظل التحول الرقمى”
تقرير: وفاء ألاجة
عقدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية “قطاع الإعلام والاتصال – وإدارة البحوث والدراسات الإستراتيجية” ورشة عمل لبحث مستقبل الإعلام الثقافي في ظل التحول الرقمي، وشارك في أعمال الورشة الجهات المعنية بالبحوث والدراسات الإعلامية والثقافية في وزارات الإعلام والثقافة بالدول العربية، والشخصيات الفكرية والأكاديمية المتخصصة والخبراء المتخصصين بالإعلام الثقافي في الدول العربية، والمنظمات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية، والإعلاميون العرب ومراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية العربية وقد ادار الجلسة سعادة الوزير المفوض د. علاء التميمي رئيس قطاع الاعلام والاتصال بجامعة الدول العربية ،وناقشت الجلسة مفهوم ومحددات الإعلام الثقافي، وتقاطعات الإعلام والحقل الثقافي، والإعلام الثقافي بين الحوامل الكلاسيكية والرقمية، كما تناولت مستقبل الإعلام الثقافي العربي في ظل الرقمنة.
وقد مثلت المستشارة الاعلامية عبير سلامة الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئةعضو المكتب التنفيذي الدائم لملتقى الاتحادات العربية النوعية بجامعة الدول العربية بورقة عمل بعنوان “اخلاقيات الاعلام الثقافي في عصر التحول الرقمي” تحدثت فيها عن اهمية الأخلاق الاعلامية وبغيابها تزداد الفجوة بين الإعلام والمجتمع فالالتزام الاخلاقى فى كل مراحل وعناصر العملية الاتصالية يعمل على رقي المجتمع وزيادة الانتماء الديني والوطني والاخلاقي لدى افراده واننا اليوم نعيش في عصر الاعلام الرقمي الذي يتميز بانه سريع المتغيرات شديد التنافسية مما يجعل الحاكم الأسرع والأيسر في منظومته هي الاخلاق بمفهومها الشامل
واوضحت اننا اليوم على ابواب عالم جديد سيغير شكل العملية الاتصالية في العالم اجمع عالم الميتافيرس نحتاج لاستشراف المستقبل والتنبؤ به بوضع اخلاقيات و صياغة تشريعات قانونية وسياسات تنظيمية لكيفية التعامل مع هذا الواقع الجديد ، وماهي الية التحاكم في حالة وقوع نزاعات اواختراقات امنية هل ستكون محاكم دولية ام محلية
كما اشارت ان الوسيلة الاعلامية الرقمية فرصة ذهبية لنشر العلوم والمعرفة وتنمية الوعي لدى المجتمعات اذا تم استثمارها بشكل الصحيح من كل اطراف العملية الاتصالية وان العامل الاخلاقي هام جدا في انجاح هذه المنظومة ،كما اوصت بعدد من التوصيات منها ضرورة الاستعداد لصنع محتوى يتفق مع قيمنا وديننا و موروثنا الثقافي والاخلاقي للمشاركه في هذا العالم الجديد ولاسيما تاريخنا حتى لا نترك للاخرفرصة تزيفه او صياغته بالكيفية التي تخدم اهدافه، وضرورةالاحساس بنبض المجتمع بكل فئاته عند طرح الموضوعات من اختيار المحتوى و الزمن الذي يتم عرضه حتى لا يتم استفزاز افراد المجتمع، والعمل على رقي المجتمع واعلاء قيمه الدينية والاخلاقية بتسليط الضوء على النماذج المشرفة المضيئة وتكرار عرضها في اكثر من قالب حتى تعم وتسود بدل من الترويج لسلوكيات وافكار غير مقبوله دينيا وخلقيا وبتكرار عرض هذه النماذج السيئة التي لا تمثل الا جزء صغير من المجتمع مما يؤدى الى تنازل المجتمع عن قيمه واخلاقه بشكل غير واعي.
وعدم اقتحام الخصوصية ونشر مالا يفيد عرضه ،وعدم التنازل عن اخلاقيات المهنة بسبب السبق الصحفي او الاعلامي او زيادة نسبة المشاهدات عندما تكون الرسالة الاعلامية المراد نشرها او مناقشتها شائكة اوحساسة يجب تحري الدقة في استخدام الالفاظ والبعد عن الكلمات التي لها اكثر من معني للتاكد من وصول المعني المطلوب حتى لايتم تاويلها بشكل يثير مشكلات ويفتعل ازمات يمكن تجنبها ، وضرورة ارفقات اخلاقيات الاعلام في كل برامج التدريب الاعلامي ،وفي النهاية كلمتها تمنت ان نعيش واقع اعلامي جديد يحكمه القيم والأخلاق ليتغير وجه العالم
وإستعرض الدكتور عبد اللطيف بنصفية – مدير عام المعهد العالى للإتصال والاعلام بالرباط -الاعلام الثقافى بالمغرب وإرتباطه بالتحولات الرقمية التى نعيشها ومقترحات التطوير وتناول ثقافة الاعلام العربى وعلاقة الثقافة بالاعلام فالمادة المعرفية فى حد ذاته تعنى بالحقول المعرفية من أدب ومجالات الفنون ومجالات العلوم والفكر وقضايا الترجمة ، والمادةالثقافية بهذا المعنى غزت الصحف المغربية وأخذت أشكالا متعددة من ثقافة وفنون ورأى ومجالات ثقافية وفنية متخصصة مثل مجلة أخبار الثقافة لحاتم القاسمى ومجلة الكاتب والمجلات التابعة للمؤسسات الثقافية المختلفة .
وهناك تراكم للبرامج الثقافية فى الاعلام السمعى والبصرى ونعيش اليوم توسعاً ملحوظاً للعرض الاعلامى لمتابعة العرض الثقافى بالقدر الهائل المنتشر فى ربوع المملكة المغربية بجانب الاعلام التقليدى تزدهر وسائل التواصل الاجتماعى والاعلام الرقمى والصحافة الالكترونية التى ربطت بين المعايشة الثقافية والممارسات الحياتية المجتمعية كنموذد تنموى مغربى يرتبط بحركة ومكانة الثقافة فى المجتمع المغربى والسياسات الاعلامية والتخطيط الاعلامى .
وهناك دعوة للإلتزام بالقضايا الثقافية فى وسائل الاعلام الخاص والعام فالمثقفون يقدمون مادة ثقافية وفقاً لتقنيات العالم الاعلامى ولذلك ينبغى معالجة نقاط الضعف لتمكين الاعلاميين من امتلاك لغة الاعلام وتقنيات الاعلام المعاصر فقليل مانجد المثقفين والشعراء يتواصلون بمدونات خاصة عبر وسائل الاعلام الحديث والرقمى التى يجيدها الشباب ويقبلون عليها فهى تشكل رابط أساسى لثقافتهم ولذلك يجب تشجيع المثقفين على طرح انتاجهم على الروافد الالكترونية وتشجيعهم لامتلاك أدوات الرقمنة وتوظيفها بشكل حرفى لنشرانتاجهم الثقافى وتدريبهم على الترويج الالكترونى وتدريب الاعلاميين على تملك وتوظيف التكنولوجيا الرقمية لخدمة الاعلام الثقافى.
وأشارت الدكتورة حنان رفقى عميدة كلية الاعلام واللغة بالأكاديميةالعربية للنقل البحرى للعلاقة بين الاعلام والثقافة وهل هى علاقة اشتباك أم تكامل والصوة المثالية التى يجب الوصول إليها لبناء الانسان العربى ومعالجةإشكالية التغطية الصحفية للأحداث الثقافية ورؤية المثقفية لسيطرة النظرة الاستهلاكية للموضوعات الثقافية فالاعلام ليمتلك القدرة على السيطرة على عقل المواطن العربى وتلك علاقةشائكة ومتوترة بدرجة كبيرة وخاصة فى مواجهة عزوف جيل الشباب عن قراءة الكتب الورقية والاهتمام فقط بالاعلام الرقمى والالكترونى مما يثير المسؤلية الوطنية لمواجهة دور الاعلام فى تعزيز الاتاحة للمعلومات وسرعة تداولها.
والمادة الثقافية فى الاعلام يراها المتلقى مادة جامدة بعيدة عن التشويق بالرغم من إنها عند تحويلها لعمل درامى تصبح أكثر جاذبية وتشويقاً للمتلقى فالثقافة تنعزل والاعلام يسيطر بنزعة ربحية والمنتج الثقافى يحتاج للتسويق للتحول الرقمى الحديث ليتحرك فى أطر تناسب المثقفين والشباب ، وفى ظل التحول الرقمى فى الاعلام والثقافة بدأ الاعلام يأخذ دور الثقافة .
وإستعرض طلال بن جفان المنصات الالكترونية المنتشرة فى المملكة العربية السعودية ولها أثر كبير على المستوى المحلى والعالمى وبلغت نسبة متابعيها 4مليون متابع ولها دور كبير فى صناعة المحتوى الاعلامى والثقافى فى ظل سيطرة الوسيلة الالكترونية على المتلقى وعزوفه عن القراءة الورقية وأصبح المتلقى بارعاً فى قراءته للأحداث من منصات تويتر وانستجرام وفيسبوك وزاد التفاعل بينه وبين تلك المنصات الالكترونية فهو يتابع ويتواصل من خلالها ليصبح صانع للمحتوى الاعلامى والثقافى الرقمى وشهدت تلك المنصات تفاعلا واسعاً فى ظل أزمة كوفيد19 فأصبح المتابع للمنصات الرقمية يتلقى المعلومة ويكمل عمله وهو لايزال بمنزله ويرسل الصحفيين والمثقفيم مئات البيانات والاحصاءات ويتابعوا المؤتمرات من أماكنهم عبر التواصل من خلال المنصات الافتراضية.
وأشار فهد العواد من وكالة الانباء السعودية لمتابعة7مليون عربى واسلامى لخطبة الحرمين ويتابع 8مليون متلقى عبر منصة تويتر الرسائل العربية فوسائل الاعلام الحديثة جزء من الثقافة العربية لمواجهة الفجوة الرقمية التى تزداد يوماً بعد يوم بين عالمنا العربى والعالم المتقدم وتقديم محتوى يليق بمكانة الأمة العربية ولابد أن توجه رسائل هامة للشباب العربى لمواجهة الكم الهائل من المعلومات التى تبث اليه عبر السموات المفتوحة وتؤثر على هويته العربية .
وقد استطاعت المملكة العربية السعودية الاعتماد على التعليم عن بعد وتابع 7ملايين طالب دروسهم عبر المنصات الالكترونية ، وتعد السعودية من أفضل 10 دول بالعالم فى مجال الاعلام الرقمى الجديد وفقاً لرؤية 2030 وتقديم الدولة خدمات إلكترونية ليديرها المواطن من منزله فهناك 10 مليون مواطن سعودى ومقيم بالمملكة يديروا خدماتهم من منصات التواصل الالكترونية وفقا لرؤية التحول الرقمى للمملكة التى نفذتها وزارة الثقافة منذ عام 2018 لتقديم الخدمات والمحتوى الثقافى ونشر البرامج الثقافية والترجمة وخدمات المتاحف والأثار والفنون وهو مايعكس اهتمام خادم الحرمين الشريفين بخدمة التراث العربى الاسلامى.
والجدير بالذكر أن جلسة اليوم سوف ترفع توصياتها للجان العليا واجتماع وزراء الإعلام العرب للموافقة عليها واعتمادها