إطلاق الأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات

إطلاق الأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات

العواقب الخطيرة لمقاومة مضادات الميكروبات وعلاقتها بكوفيد19

تغطية إخبارية: وفاء ألاجة

شهدت مجلة “نهر الأمل” فعاليات المؤتمر الصحفى الذى أطلقته منظمة الصحة العالمية  بمناسبة الأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات للتوعية  بالعواقب الخطيرة لمقاومة مضادات الميكروبات وعلاقتها بكوفيد 19 بمشاركة الدكتورة مها طلعت المستشارة الاقليمية لمقاومة مضادات الميكروبات لمنظمة الصحة العالمية- إقليم الشرق الأوسط ، والدكتورة فريدريكا ماين كبيرة مسؤلى تنمية الثروة الحيوانية بمكتب منظمة الأغذية والزراعة الاقليمى للشرق الأدنى وشمال إفريقيا ، والدكتور راشد بوغيدور الممثل الاقليمى الفرعى لشمال إفريقيا بالمنظمة العالمية لصحة الحيوان .

وأشارت الدكتورة مها طلعت لاطلاق الأسبوع العالمى  لمقاومة الميكروبات للأدوية تحت شعار” أنشر الوعى وساهم ” للمشاركة فى وقف الأدوية المضادة  بدون وصفة  طبية وصولا للإستخدام الأمثل للأدوية المضادة للميكروبات وتفعيل ذلك من خلال تشجيع منظمات العمل الأهلى والهيئات والوزارات وصانعى السياسات لتخفيف ظهور الميكروبات المقاومة للأدوية لأنها تؤثر على صحة الانسان والحيوان والبيئة  ، وتطلق منظمة الصحة العالمية العديد من الفعاليات لزيادة الوعى بين الأفراد والهيئات والتزيين باللون الأزرق ،وتدعو الجميع للمشاركة فى التصدى لظاهرة تناول المضادات الحيوية بدون إستشارة طبية ومحاربة  الميكروبات وللاعلام دور قوى فى نشر الوعى بين المواطنين للتغلب على هذه المشكلة العالمية.

وأكدت أن هناك قوانين تحد من إستخدام المضادات الحيوية بدون وصفة طبية وتعاقب الصيادلة على صرف تلك الأدوية بالسجن أو الغرامة المالية ولكن نحتاج لتفعيل تلك القوانين ،  فعندما يأخذ المريض مضاد حيوى وهو يعانى من إصابة فيروسية لاتفيده تلك الأدوية ولكن تؤثر عليه سلباً مثل جائحة كوفيد19 ولكن هناك بعض الدول المنخفضة الدخل لايجد المواطن تغطية تأمينية للذهاب الى الطبيب لصرف العلاج فيضطر لتعاطى تلك المضادات ويتعرض للخطر .

وفى تجربة لقاح كوفيد19 ساندت الدول الغنية البلدان الفقيرة لتوفير اللقاح المضاد لفيروس كورونا ونساند الشركات على مستوى العالم لانتاج 51 مضاد حيوى فى طور التطوير ومن المتوقع أن يظهر نوع أو إثنين فى الأسواق خلال السنوات السبع القادمة ولكن إذا سيرنا بنفس النهج للإستخدام الخاطىء للأدوية سوف تفقد تلك الأدوية فعاليتها مرة أخرى خلال سنتين أو ثلاث سنوات على الأكثر ولابد من التوعية بالطرق المثلى لاستخدام المضادات الحيوية وترشيد إستخدام المضادات الحيوية للحيوان ونسعى للتكامل بين الجهات المسؤلة لمواجهة المشكلة.

ونسعى لتحسين ممارسات إستخدام المضادات الحيوية من خلال برنامج منظمة الصحة العالمية التى تتبادل البيانات عن الأدوية مع 195 دولة من مختلف أنحاء العالم وهذا مافعلته أثناء جائحة كوفيد19 فهناك عدوى الدم ببكتيريا مقاومة للأدوية ولايستطيع المريض قتل البكتريا بسبب البكتيريا المقاومة للأدوية والتى تنتشر فى بعض الدول بنسبة 60% بينما لاتتجاوز 6% فى الدنمارك  وتبلغ نسبتها فى اقليم شرق المتوسط  من 40% الى 77% وتبلغ نسبتها فى الغرب من 20% الى 35% ، ولم تظهر بعد كافة التقارير التى تشير لنتائج إستخدام المضاد الحيوى لمرضى كورونا والتى لايسمح بوصفها لمرضى كورونا الا للمرضى فى المستشفيات والرعاية المركزةوهناك بعض التقارير أشارت لإستخدامها بنسبة 72% للمرضى فى المستشفيات وفى الحالات الحرجة.

وأكد الدكتور راشد بوغيدور أن مقاومة المضادات الحيوية  أصبحت مشكلة من المشكلات الصحية التى يشهدها العالم خاصة فى القارة الافريقية ونجد أن الدروس المستفادة من كوفيد19 تدعونا للتحلى بالروح الاستباقية والتأهب للوقاية من هذه الجائحة وإستخدام نهج يشمل كافة القطاعات الوتؤكد على الإدارة والحوكمة لمتابعة صحة الحيوان وإتخاذ إجراءات مستدامة للقيام بترتيبات تستجيب لإحتياجات المجتمع على مستوى القطاع العام والخاص وإتباع خطوات على المستوى القطرى والاقليمى والعالمى لاتباع نهج الصحة الواحدة .

ووضع خطة عمل علمية لمنظمة صحة الحيوان تنفذ على مراحل لمواجهة مقاومة هذه الميكروبات وبمناسبة مرور عام على الشراكة بين منظمات الصحة العالمية وصحة الحيوان والمراكز الخاصة بمكافحة الأمراض والمكتب الافريقى الدولى المشترك بهدف ضمان تنفيذ يهتم بالصحة الواحدة والحوكمة الرشيدة فى القطاع الخاص والاسراع بتنفيذ الخطط التنفيذية الوطنية ، لاسيما ومازال كوفيد19 يتهدد الحياه فينبغى الدعوة وكسب التأييد للشراكات بين القطاعين العام والخاص لتنفيذ البرامج المستدامة والمحافظة على نهج الصحة الواحدة ، وتعزيز نشر النتائج المهمة للأبحاث العلمية ، والاستفادة القصوى  من الخبرات المتاحة والاراع بتنفيذ خطط العمل الوطنية المتعلقة بالمضادات والميكروبات

ولدينا تزايد فى بيانات أثر مقاومة مضادات الميكروبات على الصحة الحيوانية واستخدام المضادات للحيوانات ففى عام 2016 شهدت التقارير لجنة مكونة من 130 عضوا ووصلت ل156 عضوا فى أخر تقرير صدر فى أبريل 2021 وهذه الزيادة مشجعة للغاية فقد أجرت المنظمة العالمية لصحة الحيوان مسوح بإفريقيا لمعرفة العوامل المضادة للطفيليات ومدى إستجابة الحيوان لها وأكدت المنظمة حسن ترشيد إستخدام المضادات الحيوية لتداعيات مقاومة مضادات البكتريا على الثروة الحيوانية.

ولدينا بدائل أمنة لتعزيزصحة الانتاج الحيوانى بدون مضادات حيوية من خلال توصيات المنظمة العالمية  لصحة الحيوان بالتوعية الجادة والفعالة وتنفيذ الخطط للأمن البيولوجى وإستخدام التطعيمات للحد من العدوى داخل المزارع الحيوانية والحفاظ على رفع الانتاجية الحيوانية وعدم إستخدام المنشطات التى تتسبب فى مقاومة الميكروبات.

وإستعرضت الدكتورة فريدريكا ماين مشكلة الافراط فى استخدام المضادات الحيوية فى القطاعات الزراعية والحيوانية والسمكية التى تؤذى كائنات حية دقيقة مقاومة  لهذه الأدوية وكان الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية أثناء جائحة كوفيد19 أثار سلبية على الحيوانات والنظم الزراعية وقامت منظمة الفاو بنشر الوعى لترشيد إستخدام المضادات الحيوية فى الزراعة لزيادة إنتاجية المحاصيل مما يتسبب فى وجود بقايا المضادات والكائنات الحية والأدوية ووسائل التخلص منها فى التربة .

وهذه الأدوية تدخل البيئة من خلال العديد من المسارات وتصل للبشر والحيوانات وتضر بالزراعة فتخللها المصارف الزراعية ومجارى الصرف الصحى يلوث التربة وتدخل فى مسار إنتاج النباتات وتستخدم فى الأسمدة الخاصة بالمحاصيل ، وتعد المصارف والترع والقنوات نقاط ساخنة لإحتواءها على بقايا الأدوية ولابد أن تدخل المخلفات العضوية فى الأسمدة العضوية وتوضع المعالجة المتكاملة لتقديم المزايا للمزارعين لاستخدام هذه النفايات لانتاج الوقود الحيوى.

وينبغى الحفاظ على سلامة المنتجات الغذائية وصحة الحيوان فالغذاء يلعب دور فى مقاومة الميكروبات ، وطرق المقاومة للبكتريا فى الأنظمة الزراعية  تعرض الجميع للخطر فلابد من اتباع الممارسات الصحية الجيدة لمواجهة مشكلة مقاومة الميكروبات ووضعت منظمة الفاو بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان المبادىء العامة لمقاومة مضادات الميكروبات من خلال الأغذية وتطبيقها بطرق إسترشادية آمنة.  

#مجلة_نهر_الأمل