كيف نساعد الأطفال ذوى إضطراب طيف التوحد على النوم بشكل أفضل؟
تغطية إخبارية:وفاء ألاجة
خلال تغطية مجلة” نهر الأمل” لفاعليات الندوة التى نظمتها جمعية أهل الخير بأمريكا بعنوان: “مساعدة أطفال اضطراب التوحد وأسرهم على النوم بشكل أفضل” أشارت الدكتورة تيرى كاتز أن النوم لعدد ساعات كافية لأطفال ذوى إضطراب طيف التوحد يساعد على التركيز وإطلاق ملكات التفكيروالدقة والابداع لديهم ومن المعروف أن هناك نسبة كبيرة منهم يواجهون إضطرابات فى النوم ويجب معرفة بعض المعلومات والاستراتيجيات التى تساعد الوالدين على وضع أولادهم ذوى إضطراب التوحد لمرحلة الاسترخاء التام للخلود الى النوم ,ومراحل النوم تتعدد فالمرحلة الأولى من النوم يكون فيها النوم غير عميق وتتدرج حتىى يصل لمرحلة حركة العين السريعة التى تحدث بعد مرور 90 دقيقة من الاستغراق فى النوم , وعلى مدى ساعات اليوم الأربع وعشرون تتفاوت أنشطة الطفل مابين نوم وإستيقاظ ,وحركة ونشاط وجوع وطعام فالساعة البيولوجية تساعدنا على ضبط تلك الأنشطة فالجسم يفرز هرمونات تساعد على إنتظام الساعة البيولوجية للإنسان .
وهناك بعض العوامل الخارجية التى تؤثر على الساعة البيولوجية مثل الضوء الشديد والصوت المرتفع فمادة الميلاتونين التى يفرزها الجسم للمساعدة على النوم الهادىء لايقوم الجسم بفرزها الا فى الظلام والأجهزة الكهربائية والحاسب والموبايل تعد من أنواع المؤثرات التى لاتساعد الشخص على الاستغراق فى النوم بشكل طبيعى وتحد من إفراز الجسم لهرمون الميلاتونين ,وكلما زاد نشاط الطفل خلال فترة النهار كلما ساعد ذلك على دخول الطفل الى النوم بشكل أفضل فالطفل ذو خمس سنوات يجب أن ينام عشر ساعات فهو الأفضل له وينبغى ألا يقل عدد ساعات نومه عن 9 ساعات والطفل من 6-12سنة يكون أفضل إذا نام 8ساعات يوميا وهناك بعض الأعراض التى يعانى منها أطفال التوحد مثل مشكلات فى الجهاز الهضمى ,ونوبات صرع أو الشعور بألام تجعل نومهم متقطع وقد يعانى من إتقطاع النفس أثناء النوم أو سلوكيات غير عادية أثناء النوم وعلينا أن نلاحظ تلك الظواهر على الطفل لنتوصل للحلول المناسبة.
ونبدأ بدراسة وضع المريض داخل العيادة ونضع القطب الكهربائى على رأس المريض ونطفىء الأنوار ونراقب الطفل ومايظهر عليه من علامات من تعرق أثناء النوم أو إنقطاع التنفس والنوم المضطرب ونلاحظ وضعية النوم وطريقة التنفس وإذا كان التنفس عن طريق الفم نضع له جهاز تنفس ليتدفق الهواء للرئتين , ونلاحظ إذا كان الطفل يعانى من مشكلات فى الساقين ونبحث عن نسبة الحديد فى الدم, وخلال إجراء بعض الدراسات على عينة من الأطفال ذوى إضطراب التوحد وجدنا أن العلاج السلوكى يحسن من أداء هؤلاء الأطفال بنسبة 80%,و94% من الدراسات تشير لفعالية التدخل ويجب أن نتأكد من عدم وجود مشكلات طبية لدى الطفل قبل التدخل بالعلاج السلوكى .
ونضع إستراتيجيات سلوكية للنوم فيجب أن يسير يوم الطفل وفقا لروتين محدد ويمارس الرياضة وبعض الأنشطة أثناء النهار ونراعى ممارسة الأنشطة المحفزة للاسترخاء والنوم فى فترة المساء مع الابتعاد عن الكافيين ونقلل الاضاءة قبل النوم ونراعى ملمس الفاش والغطاء يكون مريح للطفل مع خفض الاصوات, وإذا مارس الطفل هذا الروتين اليومى فى الأنشطة يعتاد عليها ويتوقع دخوله فى مرحلة النوم الهادىء لتحسين صحته النفسية والجسدية.
وتعقيبا على تساؤل لمجلة “نهر الأمل ” عن نوعية الأطعمة التى تفيد فى دخول الطفل فى مرحلة الاستغراق فى النوم الهادىء أوضحت الدكتورة تيرى كاتز أن الايتعاد عن الكافيين سواء الموجود فى القهوة أو الشيكولاتة يساعد على تجنب القلق عند الأطفال من ذوى طيف التوحد ويجنبهم إضطرابات النوم وكذلك يجب إبعاد الأجهزة الالكترونية عنهم أثناء النوم ومن المفضل أن يمارس الطفل الأنشطة فى حجرة غير التى ينام بها ليلاً والاستعانة ببعض الصور والمجسمات لمساعدتهم على النوم وإستماع الطفل للموسيقى الهادئة يساعده على النوم الهادىء ويجب منع الأنشطة التى تؤدى لليقظة فيجب أن نراعى عدم غسل الأسنان ليلا والبعد عن الضوضاء والبعد عن المنطقة “المحظورة “والتى لايستطيع الطفل أن ينام خلالها فلا نفرض عليه النوم فى تلك الفترة .
وأحياناً لاينام الطفل بسبب بعض المخاوف والشعور بالقلق والتوتر فعلى الام أن تبقى بجوار الطفل حتى يدخل فى مرحلة النوم وتتركه بهدوء وتعود لمراقبته إذا كان نائما أم إستيقظ مرة أخرى والطفل إذا نام على صوت الالتليفزيون يستيقظ ليجد مغبقاً يظل مستيقظا ولاينام مرة أخرى وإذا نام الطفل فى غير سريره لايجب نقله بعد نومه ,ويجب أن نتبع معه أسلوب المكافآت إذا ذهب الى النوم مبكرا ونضع له برنامجا روتينياً ليساعده على تنظيم مواعيد نومه,ويجب معالجة المشكلات النفسية والإكتئاب لكى يستطيع الطفل النوم بشكل طبيعى ونراعى وضع أجراس على باب حجرة الطفل لنلاحظ خروجه من الغرفة ومراعاة عدم وجود أشياء تضر الطفل إذا إستيقظ وبقى وحده ليلا حتى لايؤذى نفسه.
