أهمية انضمام الكويت والبحرين لمجموعة البريكس
أهمية انضمام الكويت والبحرين لمجموعة البريكس
كتب: محمود علي
ناقش الأستاذ محمود عبد اللطيف – باحث سياسي في الشئون الإقليمية عدة محاور تتعلق بأهمية انضمام دولتي الكويت والبحرين لمجموعة البريكس، وذلك خلال فعاليات ورشة عمل متخصصة بعنوان “توسع البريكس: الأدوار المحتملة والتحديات التي ستواجهها الدول الشرق أوسطية والإفريقية”، وذلك في رحاب جامعة الدول العربية يوم الأحد الموافق ٢٥ فبراير ٢٠٢٤.
وتضمنت محاور المناقشة الموضوعات الآتية:
أولاً: إنضمام الكويت والبحرين للبريكس … دوافع الدعوة:
على خلفية التغيرات التي طرأت على النظام العالمي والدور المتزايد الذي تلعبه دول “الأغلبية العالمية”، أصبحت المنظمات الدولية غير الغربية جذابة بشكل متزايد لمجموعة متنوعة من البلدان، بما في ذلك الشرق الأوسط. ومن بينهما تجمع البريكس، حيث تبرز أهمية الدعوة لانضمام كل من الكويت والبحرين في ضوء الأهمية الجيوسياسية الإقتصادية للبلدين الواقعتين في منطقة الخليج العربي، إذ تشكل منطقة الخليج العربي.
وأبدت الدول العربية بالفعل رغبتها في تنويع النظام المالي العالمي القائم. وهكذا، في مارس 2022، ترددت أنباء عن مفاوضات بين السعودية والصين بشأن تجارة النفط باليوان، وبعد عام أعلن ممثل للسعودية أن الرياض منفتحة على فكرة تطوير التجارة بالعملات الوطنية. وتوصلت الإمارات والهند إلى الإتفاق على التجارة بالدرهم والروبية، استمراراً لاتفاقية التجارة الحرة التي وقعها البلدان في عام 2022.
أحد المناطق المائية العالمية المهمة، حيث يعتبر الذراع اليمنى للميحط الهندي، في الوقت الذي يشكل فيه البحر الأحمر الذراع اليسرى لذلك المحيط، ومن خلال تنافس القوى الدولية على الخليج العربي، خاصة في التاريخ الحديث والمعاصر، فمكان ومكانة الخليج العربي منحاه تلك الأهمية الإستراتيجية، وذلك يعني أنها مستمرة عبر الزمان، قبل النفط، وفي المرحلة النفطية وبعدها. مصدر طاقة.
لقد كانت للخليج العربي أهمية تجارية في السابق، وأصبحت له أهمية خاصة في العصر النفطي، واكتساب الخليج لتلك الأهمية الإستراتيجية يعني اكتساب الدول التي تقع عليه الأهمية نفسها، ومنها الكويت التي تقع على رأسه.
تقع الكويت في الجزء الشمالي من الخليج العربي، وعلى رأسه، وتجمع في أهميتها بين أهمية الخليج والجزيرة العربية جغرافياً واقتصاديا، خاصة في مجال التجارة، وهذا المكان في مثلث إقليمي بعد قيام الدول وتحديد حدودها في المنطقة، وهي إيران والعراق والمملكة العربية السعودية، وهي بلد صغير، تحددت حدودها الأساسية عام 1913م، وبرغم صغر حجمها، فإنها تتمتع بأهمية كبيرة بحكم الموقع، وتجمع بين بيئتي الصحراء والبحر، وقد لعبتا دوراً مهماً في تكوينها السكاني، وفي اقتصادها قبل النفط، والمهم في المكان الذي تحتله الكويت أنه هيأ لها استمرارية الوجود والبقاء، على الرغم من المتغيرات التاريخية التي أحاطت بها عبر مراحل التاريخ المختلفة، خاصة من دول الإقليم المحيط بها. وموقع الكويت له أهمية استراتيجية، وذلك يعني أن تلك الأهمية دائمة، وكان كذلك قبل النفط وفي العصر النفطي وستبقى بعد النفط.
هناك دول منحها المكان أهمية تاريخية، وهي عديدة في العالم، مثل تركيا بين أوروبا والشرق الأوسط، وقدر للكويت أن تكون مساحتها صغيرة نسبياً قياساً إلى مساحة جيرانها، إلا أن أهميتها باقية ومستمرة حتى لو تغيرت الحدود بقيام كيان خليجي موحد في المستقبل. وعندما نتحدث عن التاريخ التجاري للكويت قبل النفط، نتحدث عن تجارة بحرية وبرية، وعلى الرغم من محدودية المنتجات لديها، إلا أنها لعبت دوراً في النقل التجاري مع المناطق المجاورة والبعيدة، مثل الهند وشرق إفريقيا، وقد تغير الوضع الإقتصادي بفعل النفط، ولكن أهميتها المكانية لم تتغير.
كما تعد البحرين إحدى دول الخليج العربي الجزرية فجعلها موقعها البوابة التي من خلالها تتصل بمجموعة الأطراف الإستراتيجية لتحكمها بطرق النقل فهي حلقة وصل بين موانئ الخليج العربي وموانئ المحيط الهندي ومفتاح شبه الجزيرة العربية باتحاد البحار العليا، ومن ثم، برزت خصائص الموقع المتميز للبحرين من زاوية النقل والملاحة.
ثانياً: الفوائد والتحديات المحتملة المرتبطة بدخول الكويت والبحرين:
يمكن للكويت أن تستفيد تجارياً وصناعياً من عضوية التجمع من عدة جوانب، أبرزها ما يلي:
1. تأسيس مناطق حرة صناعية لدى البريكس على مساحة كبيرة بالقرب من ميناء مبارك الكبير.
2. تأسيس عشرات التوربينات الهوائية ومصادر الطاقة المجددة لصالح المناطق الصناعية لتأمين الكهرباء.
3. تأسيس بنك في المناطق الصناعية لتحويل الأموال بين دول البريكس والعالم لتمويل الإستيراد والتصدير.
4. تأسيس مدينة سكنية جديدة بنظام حديث بجانب المدن الصناعية لسكن العمال والمستثمرين الأجانب.
كما يمكن للبحرين أن تستفيد من الإنضمام إلى البريكس في مجالات من أهمها:
1) الإنضمام إلى تجمع مالي واقتصادي دولي مهم من شأنه منع دعم الإقتصاد البحريني.
2) قد يسهم الإنضمام في التعامل بالعملة البحرينية.
3) قد يسهم الإنضمام في التعامل بالعملة البحرينية.
4) فوائد محققة لتجمع البريكس من عدوية كل من الكويت والبحرين:
– زيادة نفوذ التجمع في منطقة الشرق الأوسط عامة والخليج خاصة حيث لدى منطقة الخليج ثروات طبيعية (بترول – غاز) والأهم الإستفادة من الموقع الجيواستراتيجي للمنطقة.
– الإستفادة جغرافياً ومحاولة ربط الأعضاء ببعضهم عن طريق فتح باب الإنضمام لدول من نفس الجوار الجغرافي لدول سابقة في الإنضمام أولاً للإستفادة من الدفعة الأولى من الموقع الجغرافي والثروة السكانية والإقتصادية والدفعة الثانية من المرجع أن تكون بسبب ميزة الجوار الجغرافي لمحاولة ربط دولتين براً مثل الكويت مع إيران والسعودية.
– الإستفادة من زيادة التعامل بالعملات الوطنية لهذه الدول مما يسهل للصين وروسيا في ظل العدائيات مع المجتمع الدولي فرصة للخروج من نظام العقوبات.
– يمكن للصين أن تعزيز مبادرة الحزام والطريق خصوصاً بعد خروج بعض الدول منها والإعتماد على الدول المنضمة إلى البريكس.