انطلاق مؤتمر الإفتاء العالمي السادس حول مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي
تغطية إخبارية:وفاء ألاجة
انطلقت فعاليات مؤتمر دار الإفتاء العالمي السادس، الذي يقام 2 و3 أغسطس، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، حيث بدأ المؤتمر بتلاوة القرآن الكريم والسلام الجمهوري، ثم عرض فيلم تسجيلي عن إسهامات دار الإفتاء المصرية في تعظيم استفادة الإفتاء من التكنولوجيا،ويشهد مؤتمر الإفتاء الذي يعقد تحت عنوان «مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي تحديات التطوير وآليات التعاون»، عدة جلسات على مدار يومَي المؤتمر، يشارك فيها كبار رجال الدولة، وعدد من العلماء الأجلاء والمفتين من مختلف دول العالم.
ووجه الدكتور شوقي علام مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، عدة رسائل خلال كلمته في مستهل فعاليات المؤتمر العالمى السادس لدار الإفتاء المصرية، مؤكدا ان لتلك الرسائل شأنها وأهميتها في مسيرة عملنا المؤسسي الإفتائي التجديدي، ولها خطرها أيضًا في مستقبل شعوبنا من أجل نشر قيم الوسطية والقضاء على التطرف والإرهاب ،وجه فضيلته الرسالة الأولى إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلا:”يا سيادة الرئيس، أقولها لله تعالى ثم للتاريخ، لقد أدركتم بثاقب نظركم، وعميق فكركم، وبقلبكم المخلص الصادق، وبفهمكم العميق الواعي لتعاليم ديننا الحنيف وقيمه، ما تمثله أفكار هذه الجماعات الإرهابية من خطر عظيم يهدد العالم بأسره، ويقوض الأمن والسلم العالميين، ويسعى للقضاء على قيم سامية شريفة كالتسامح والتعايش والتراحم بين الناس جميعًا، بغض النظر عن انتمائهم الديني أو العرقي؛ قيم نبيلة شريفة أنزلها الله في كتابه الكريم، ورسخها رسول الإنسانية ونبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، فتجسدت في أقواله وأفعاله الشريفة وأخلاقه العظيمة تجسيدًا حيًّا لم يتحقق لبشر غيره قط، فهو الذي قال فيه ربه: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}. ومن مشكاة هذا الهدي النبوي الشريف ناديتم -فخامة الرئيس- في أكثر من خطاب ومناسبة بدعواتكم الشريفة المتكررة الملحة من أجل ضرورة تجديد الخطاب الديني، وأطلقتم يا سيادة الرئيس نداءات التحذير الصريحة الواضحة من الخطر المحدق بالعالم كله جراء انتشار الأفكار الإرهابية التي هي أشد فتكًا وتدميرًا من خطر السلاح والمتفجرات.
وتابع: وكانت الاستجابة الفورية من دار الإفتاء المصرية ومن الأمانة العامة وعلمائها حول العالم، لتحويل دعوة سيادتكم -سيادة الرئيس- لتجديد الخطاب الديني إلى برامج عمل علمية وخطط مشروعات موسوعية وبحثية، سرعان ما خرجت إلى جميع أقطار الأرض، واستفاد منها القاصي والداني، حتى وصلنا بفضل الله تعالى ثم بفضل دعمكم – فخامة الرئيس- إلى ما تحدثنا عنه سالفًا من إنجازات مباركة، أثرت في مسيرة تجديد الخطاب الديني تأثيرًا إيجابيًّا ملموسًا، ولا زلنا على الطريق، بإذن الله تعالى؛ كي نستكمل المسيرة المباركة في خدمة الوطن والدين والإنسانية تحت قيادتكم المباركة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى كلمته التى ألقاها نيابة عن رئيس الوزراء خلال مؤتمر الامانة العامة لدور الافتاء أن مصر تشهد نقلة حضارية كبرى لبناء مصر الرقمية؛ حيث أولت الدولة المصرية اهتمامًا كبيرًا نحو اعتماد نهج شامل للتحول إلى مجتمع رقمى متكامل تتم من خلاله تبنى أحدث التقنيات لتعزيز كفاءة الأداء الحكومى، ورقمنة الخدمات المقدمة للمواطنين على النحو الذى يسهم فى تحسين جودة حياة المصريين،وإذ تمثل مؤسسات الإفتاء المرجعية الشرعية فى شتى مجالات الحياة التى تنظمها الشريعة السمحة، والحصن المنيع للذود عن الأمة الإسلامية فى مواجهة فوضى الفتاوى التى تبثها الجماعات الظلامية,ولذا فلقد أصبح من الضرورى والحتمى تسخير كافة الإمكانات لتعزيز قدراتها الرقمية وتمكينها من التجاوب مع متطلبات المستفتين بما يتواكب مع المستحدثات التكنولوجية التى باتت تتسارع وتيرتها يوما تلو يوم.
ومن هنا تبرز أهمية استخدام الوسائل الرقمية فى خدمة الدعوى والافتاء فى ظل ما يمثلانه من مكون أساسى فى تشكيل البنيان الفكرى للمواطن المصرى والذى يعد الهدف الأسمى في مصر الرقمية ، وتتنوع المجالات التى يمكن من خلالها توظيف التكنولوجيا الرقمية لخدمة الفتوى والافتاء؛ والتى من أبرزها رقمنة أداء مؤسسات الإفتاء، وبناء قاعدة بيانات للفتاوى، وخلق آليات رقمية للتواصل مع المواطنين والمستفتين عبر منصات إلكترونية أو تطبيقات على الهاتف المحمول، وكذلك الربط بين مؤسسات الافتاء لتحقيق التعاون الافتائى، والاستفادة من التكنولوجيات الرقمية فى دعم الاجتهاد الجمعى؛ فضلا عن إنشاء أكاديميات افتراضية لتأهيل واعداد المفتين ،كذلك ينبغى وضع تصور علمى متكامل للاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى فى تحليل وتصنيف الفتاوىٰ الإلكترونية، وتقديم الفتوى عن بُعد على مدار الساعة.
وأوضح الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إن إطلاق كلمة عالم على شخص لم يستوف مقومات العلم ولَم يمتلك أدواته شيء خطير، يصل إلى حد الجناية على العلم ،وأنه على مدار تاريخنا الطويل هناك طوائف من الوعاظ، والقصاص، والحكائين، والبكائين، وميز عصورهم أن ظل العالم عالمًا، والفقيه فقيهًا، والواعظ واعظًا، والكاتب كاتبًا، والمنشد منشدًا، لم يتقمص أحد منهم شخصية الآخر، ولَم يحاول أن يغتصب دوره، وعرف الناس قدر هذا وذاك، وطلب كل إنسان ما يحب من العلوم فمن أراد العلم لزم مجالس العلماء، ومن استهواه الوعظ صار خلف الوعاظ والحكائين، ومن أطربه الإنشاد ارتاد حلقات المنشدين
وأوضح أن مقام الإفتاء ظل بعيد المنال، مرفوع الراية، له أهله ورجاله، حتى ظهرت جماعات التطرّف والإرهاب فادعى أدعياؤها كل شيء، بل حاولوا احتكار كل شيء، يحاولون تشويه كل الرموز الدينية والوطنية عدا رموز عصابتهم، ويعملون على استقطاب ضعاف النفوس الذين يستطيعون شراء ذممهم من جهة، ويجندون عناصرهم من أشباه أو أشباح طلاب العلم من جهة أخرى، محاولين تسويقهم على أنهم العلماء الربانيون أو الدعاة الجدد أو المودرن، ولا أدري ما مفهوم الربانية عندهم ومن الذي أفردهم أو اختصهم بهذه الربانية، كما لا أدري ما يعنون بوصفهم الدعاة الجدد، أيعنون شكل ونوع الثياب واللباس والمظهر أم يعنون الخروج عن العربية إلى العامية، أم يعنون شيئا آخر لا نعلمه ولا نعرفه من أسرار هذا الوصف، وكأنه لغز من الألغاز
وأكد أنه لا بد من دعم وتقوية مؤسسات الدولة الوطنية تعليمية كانت أم دعوية أم إفتائية، كلّ في المهام الموكلة إليه، مع سن القوانين التي تحول دون افتئات أي شخص أو جماعة أو جمعية أو تنظيم على حق الدولة في تنظيم شئونها وخاصة الشأن الديني لما يترتب على الفوضى فيه من خطر داهم على الدين والدولة.
وشدد على حتمية التعاون والتنسيق بين المؤسسات الدينية ولا سيما المتناظرة كانت أم دعوية أم إفتائية لنشر الفكر الوسطي المستنير وتضييق الفضاء الواقعي والإلكتروني على جماعات التطرف وأبواقها العميلة المأجورة
هيل المستمر لجميع العاملين في مجال الشأن الديني من الخطباء والوعاظ وأمناء الفتوى بما يمكنهم من فهم الواقع وقضاياه ومستجداته والتسلح بأدوات العصر، ولا سيما ما يتصل بعصر الرقمنة واستخدام مختلف أدوات ووسائل التواصل الحديثة
وأكد الدكتور يوسف بلمهدى وزير الشؤن الدينية والأوقاف بالجزائر أن الأمة الاسلامية مستهدفة من الفضاء الذى أصبح يهدد البلدان وسيادتها وهو تهديد خفى وسبحان الله حين تعجب هدهد سليمان أن الله يخرج الخبء فى السموات والأرض وجاء اليوم الذى ندرك فيه الخبء فى السموات ، وهناك من يتجاوز رخص الله ليأتى بعزائمه وخلال جائحة كوفيد19 أخذنا برخصة الله حين فرضنا التباعد بين المصلين إتقاءاً للعدوى والضرر وعلينا الأخذ بالأسباب وإتباع رخص الله ومنصات الافتاء عليها التعاون الوثيق مع الهيئات العلمية المتخصصة ونسأل أهل الخبرة ونأخذ بالوصايا التى تصدرها المؤسسات الطبية العالمية ،كما ينبغى التكاتف للأخذ بأسباب التكنولوجيا الحديثة لنشرصحيح الدين وبيان الأحكام الصحيحة.
وأشار الدكتور نصر الدين مق فرح وزير الشؤن الدينية والأوقاف بالسودان أن بالعلم تحيا النفوس والعقل جوهر تلك المعرفة وعلى الانسان الأخذ بأليات التطور وهذا التحول الرقمى له أثر إيجابى على خدمة العلم وهذا المؤتمر يؤكد أهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة لتسريع إجراءات الفتوى ويساعد على سرعة الانتشار فى عصر التكنولوجيا وتدفع سرعة التواصل ومعرفة فتاوى الفروع وفقا لطبيعة كل مجتمع، وأوصى بالاستفادة من الرقمنة فى الافتاء الجماعى بما يجلب المصلحة ويدرء المفسدة فنحن نحتاج الفتوى الجماعية والرقمنة لمواجهة القضايا الملحة والشائكة مثل قضايا التطرف والارهاب .
وإستعرض الشيخ عبد الكريم الخصاونة مفتى المملكة الاردنية الهاشمية انجازات الأمانة العامة لدور الافتاء للربط بين المؤسسات ومعالجة مشكلات الفتوى ومواجهة متطلبات العصر،وإرساء منهج رشيد للإجتهاد وظهرت أهمية إستخدام التقنيات لنقل الفتوى فى العصر الرقمى خلال جائحة كوفيد19 والتأسيس لعمل مشترك فى مواجهة الجائحة لاعادة البوصلة لاتجاهها الصحيح وفى الأردن قمنا باستخدام التقنيات الحديثة فى الفتاوى الرقمية وأسهمنا فى إيصال الفتوى فى زمن إنتشار كوفيد19 من خلال نظم الاتصالات المتطورة والتطبيقات الالكترونية للتواصل مع الجميع وإصدار التوجيهات للوقاية من الوباء.
وأكد الأمين العام المساعد لرابطة العالم الاسلامى الدكتور عبد الرحمن الزيد فى كلمته أمام مؤتمر الأمانة العامة ور الإفتاء” مؤسسات الفتوى فى العصر الرقمى ” مشيرا لأهمية استخدام تقنيات العصر الرقمى وضرورة اعتماد دور الإفتاء على تجديد النظر فى منهجية التطبيق فى ضوء مستجدات العصر،وقد أدرك العلماء ضرورة استشراف المستحدثات بما يتلائم مع روح الشريعة الإسلامية ووسطيتها فقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام” عليكم هديا قاصدا ” وواجب الفقيه المسلم تجديد الواقع المعاش لتحقيق مقاصد الشريعة.
وتم اختيار 20 عالما ومفتيا من روسيا الاتحادية، سوف يتم تخريجهم وتكريمهم في الجلسة الختامية للمؤتمر، والتي ستعقد الثلاثاء،وتتضمن مقررات البرامج التدريبية التي تم تخريج هذه الدفعة على أساسها علوما تخص تكوين المفتي، على المستوى الشرعي وعلى المستوى الحضاري، الذي يظهر صورة الإسلام الوسطي السمح.
#مجلة_نهر_الأمل