د.صلاح يوسف: الابتكار والتحول الرقمي ضرورة وجودية لبناء مستقبل الأجيال
د.صلاح يوسف: الابتكار والتحول الرقمي ضرورة وجودية لبناء مستقبل الأجيال

عبير سلامة
شارك أ.د. صلاح يوسف نائب رئيس الهيئة العلمية العليا بالاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق، في أعمال المؤتمر الدولي الخامس عشر للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بعنوان “التنمية المستدامة ومستقبل الأجيال “المنعقد تحت رعاية جامعة الدول العربية، وبرعاية إعلامية لمجلة نهر الأمل، وبرئاسة الأمين العام للاتحاد د. أشرف عبد العزيز.
وخلال كلمته التي جاءت بعنوان “الابتكار والتحول الرقمي.. الحاجة والمنظور”، أكد يوسف أن مسيرة الإنسان منذ فجر التاريخ قامت على الابتكار؛ بدءًا من ابتكار أدوات الصيد، مرورًا بالزراعة التي شكّلت أساس الحضارة، وصولًا إلى الصناعة التي دعمت بقاء الإنسان وقدرته على حماية نفسه وبناء مجتمعه.
وأوضح أن الصراع من أجل الغذاء والحماية وتيسير الحياة كان دائمًا محفزًا للابتكار، مشيرًا إلى أن الابتكار الممنهج لا العفوي—هو ما يصنع القفزات العلمية ويقود المجتمعات للتطور الحقيقي.
التعليم.. نقطة البداية
وشدد يوسف على أن العالم اليوم لا يمنح فرص التقدم إلا لمن يمتلك العلم، لافتًا إلى أن الاستثمار في التعليم والبحث العلمي هو الطريق الوحيد لخلق بيئة حاضنة للابتكار. وقال إن الاقتصادات المتقدمة تعتمد على تحمل الدولة مسؤولية التعليم عالي الجودة، لأنه الاستثمار الأكثر مردودًا، بخلاف التعليم مدفوع الأجر الذي لا يخدم إلا القادرين.
وأكد أن الابتكار لا يمكن أن يقوم دون تعليم أساسي وجامعي و دراسات عليا قوية، تدعم التفكير الحر والإبداع، وتتيح الفرصة لاكتشاف الموهوبين في مختلف مراحل التعليم.
العلوم الإنسانية شريك أصيل في الابتكار
ونبّه يوسف إلى خطأ شائع يتمثل في التركيز على العلوم الأساسية والتطبيقية فقط، مشيرًا إلى أن العلوم الإنسانية والاجتماعية—كالاقتصاد، القانون، الإعلام، الفلسفة، التاريخ، علم الاجتماع، علم النفس—لا تقل أهمية، وأن تجاهلها يؤدي إلى تراجع القدرة على الابتكار في مختلف القطاعات.
وقال إن عدم الاستفادة من علماء هذه العلوم في دول العالم الثالث كان أحد أسباب تأخرها، مؤكدًا أن مجتمعا لا يقدّر العلوم الإنسانية لا يمكن أن يحقق تقدّما علميا حقيقيا.
التحول الرقمي بلا حماية.. خطر وجودي
كما حذّر من أن التحول الرقمي إذا لم يسبقه تطور في الوعي الإنساني والاجتماعي، فقد يؤدي إلى مجتمعات متقدمة شكليا فقط. وشدد على أن الرقمنة تحتاج إلى منظومة حماية سيبرانية قوية، لأن المجتمعات قد تُدمّر في لحظات إذا تعرضت بياناتها للاختراق.
وأكد أن التحول الرقمي استثمار في الزمن والحقوق وحفظ البيانات، لكنه يتطلب بنية تحتية قوية ووعيًا مجتمعيًا يسنده.
الخاتمة
وإختتم أ.د. صلاح يوسف كلمته بالتأكيد على أمنيته أن تحقق المجتمعات العربية والإسلامية التقدم العلمي المنشود، وأن يتمكن كل مواطن عربي من العيش في حياة كريمة، تقوم على المعرفة والابتكار وحماية المستقبل









