استراتيجية الهيدروجين الأخضر تهيىء مصر للوصول لصفر كربون
استراتيجية الهيدروجين الأخضر تهيىء مصر للوصول لصفر كربون
تقرير: وفاء ألاجة
تستعد مصر لدخول عصر إنتاج الهيدروجين الأخضر من المياه بدون انبعاثات ملوثة للبيئة، قبيل عقد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخى Cop27 بمدينة شرم الشيخ، ليكون أول تطبيق عملى على أرض الواقع وأكبر مشروع للطاقة فى العالم، يضع مصر فى مكانة دولية رائدة فى مجال الاستثمار فى الطاقة الخضراء النظيفة. كون الطاقة المتجددة والهيدروجين لا ينتجان أى كربون، لنعود إلى صفر كربون
ووفقاً لما أعلنه المهندس محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة إن استراتيجية الطاقة 2035 مخطط أن تصل الطاقة المتجددة إلى 42% من طاقتنا، ونعيد النظر فى الاستراتيجية لإدخال إنتاج الهيدروجين، مشيرا إلى أن القدرة الإجمالية للطاقة فى مصر تصل إلى 56 ألف ميجا وات، وستصل الطاقة المتجددة فى 2023 إلى 10 آلاف ميجا وات، وموقع مصر الجغرافى أصبح جاذبا للاستثمارات العالمية فى هذا المجال
وأكد شاكر أهمية الاعتماد على طاقة الهيدروجين الأخضر من خلال التعاون مع الشركات العالمية وإعداد الاستراتيجية الوطنية لإنتاج الهيدروجين، موضحا أن الكهرباء تمثل 50% من تكلفة إنتاج الهيدروجين، والتوسع فى محطات إنتاج الهيدروجين يؤدى إلى خفض تكلفة الإنتاج
وأشار شاكر إلى توقيع عدة عقود مع شركات عالمية لدراسة تنفيذ إنتاج وتخزين الهيدروجين الأخضر، منها مذكرة تفاهم مع شركة سيمنز الألمانية بحضور رئيس الوزراء لمناقشة التعاون فى مجال الهيدروجين، وفى أكتوبر 2021، وقع اتفاق لتنفيذ مشروعات تجريبية لإنتاج من 100 إلى 200 ميجا وات، بواسطة المحلل الكهربائى للمياه لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مشيرا إلى أن نقله فى الوقت الحالى صعب ولذلك نقوم بتحويله إلى الأمونيا
وأوضح شاكر، أن شركة سكاتك النرويجية تنفذ حاليا مشروعا لإنتاج 100 ميجا وات من الهيدروجين وتحويله إلى الأمونيا وهو أكبر مشروع فى العالم وأول تطبيق عملى على أرض الواقع وسيجعل الدولة رائدة الاستثمار فى الطاقة الخضراء النظيفة دوليا، مشيرا إلى بدء الإنتاج فى أكتوبر من عام 2022 قبل استضافة مصر لمؤتمر المناخ Cop27
والهيدروجين ليس له لون، لكن تم وضع ألوان له لمعرفة مصدر الطاقة المستخدمة فى الإنتاج، وسمى بالأخضر بسبب إنتاجه من مصادر طاقات متجددة من الرياح والشمس والكهرمائية، لأن الانبعاثات هى التى تسبب الأذى للبيئة، عبر الغازات الضارة الناتجة عن استخدام الوقود الأحفورى ما أدى إلى الاحتباس الحرارى وارتفاع درجات الحرارة وذوبان الجليد فى القطب الشمالى وارتفاع مستوى المياه فى المحيط الأطلنطى، وحرائق الغابات التى شهدها العالم، التى تمد العالم بالأكسجين
والهيدروجين يمكن حفظه فى خزانات، مؤكدا أن مصر دخلت فى صناعة الهيدروجين للتحول إلى الطاقة النظيفة وتعظيم القيمة المضافة من الوقود البترولى،و كشف الرئيس التنفيذى لشركة سيمنز جو كايسر، فى تصريحات تليفزيونية، عن توقيع اتفاق مع الحكومة المصرية لإنشاء مشروع لإنتاج 100 ميجا وات من الهيدروجين الأخضر، وذلك كبداية لهذا المجال، ومصر لديها طبيعة فريدة للغاية
وأضاف كايسر أن الهيدروجين الأخضر يتم إنتاجه من الطاقة المتجددة ولكن التكنولوجيا الخاصة به متطورة ومكلفة للغاية وتحتاج مصادر للطاقة على مدار الساعة ومصر لديها طبيعة فريدة ولديها الشمس والرياح فى نفس الوقت، ولذلك يمكنك أن تستخدم مزارع الرياح والمحطات الشمسية ويستمر إنتاجه
وأكد كايسر أن مصر جاذبة لهذا النوع من الاستثمار، واتفقنا أن يكون نموذجا اقتصاديا شاملا لتجرية إنتاج الهيدروجين الأخضر ونحن بحاجة إلى دراسة العائد الاقتصادى لاستخدامه سواء لتصديره أو للاستخدام المحلى، أو فى المستقبل لتشغيل القطارات فائقة السرعة، ويوجد الكثير من الفرص التى يمكن أن نستغلها سويا للتعاون فيما بيننا سواء فى النقل أو التكنولوجيا أو الطاقة النظيفة
واستقبل الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وفد يضم ممثلى بنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لمتابعة مستجدات ما تم، لإعداد الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر وكذلك لبحث سبل دعم البنك فى التحضير للمؤتمرالدولى المقرر انعقاده في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر القادم
أشاد الدكتور شاكر، بالتعاون المثمر مع بنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية الذي يعد من أحد أكبر المؤسسات التنموية الدولية التي ترتبط مع مصر بعلاقة وثيقة لاسيما في قطاع الطاقة المتجددة ومجالات التحول الأخضرمشيراً الى أن مصر بدأت منذ عام 2014 في تنفيذ خطط واضحة وقوية للإصلاح الاقتصادي والهيكلي في العديد من القطاعات لمواجهة التحديات التي كانت تقف حائلا دون تحقيق التنمية لاسيما في قطاع الطاقة في إطار التحول نحو الاقتصاد الأخضر، مشيرا إلى الاستراتيجية الوطنية للطاقة المستدامة، وهي خطة طويلة الأجل تستهدف تنويع مزيج الطاقة من المصادر المتجددة لتصل إلى أكثر من 42% بحلول عام 2035، وكانت هذه الاستراتيجية محور رئيسي في التعاون بين الحكومة والعديد من المؤسسات الدولية التي تضع التحول الأخضر على رأس أولوياتها من بينها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية
وأوضح شاكر، أننا اليوم بصدد بدء مرحلة جديدة للتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بشأن توجه مصر نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر وضهر ذلك بوضوح من خلال توقيع مذكرة تفاهم مع البنك لتقديم منحة لتمويل الأعمال الاستشارية لإعداد الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين، معربا عن أمله أن تستمر الشراكة مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وكافة شركاء التنمية في دفع جهود الدولة في مجال الطاقة المتجددة ، مؤكداً الاهتمام الذى يوليه القطاع لنشر إستخدامات الطاقات المتجددة مشيراً خلال اللقاء إلى خطة القطاع الطموحة لزيادة مشاركة الطاقات المتجددة لتصل اجمالى القدرات المركبة منها إلى حوالى 10 آلاف ميجاوات فى عام 2023
كما اشار الوزير، الي أنه هناك تعاون مع شركات عالمية للبدء فى المناقشات والدراسات لتنفيذ مشروعات تجريبية لانتاج الهيدروجين الاخضر في مصر كخطوة اولى نحو التوسع في هذا المجال وصولا الى امكانية التصدير باعتبارها من كبرى الشركات العالمية ذات الخبرات الكبيرة في مجال الطاقة النظيفة على مستوى العالم ، مؤكداً على إستعداد القطاع للتعاون مع مختلف الأطراف فى هذا المجال ،فالجهود التى تقوم بها مصر تكون ممر لعبور الطاقة النظيفة التى تتمتع بها القارة الأفريقية، وتحرص مصر على دعم جهود الدول الأفريقية للنفاذ للطاقة النظيفة من المصادر المتجددة ،ولفت الوزير إلى مشروع الضخ والتخزين الجاري استكمال إجراءات إنشائه بجبل عتاقة بإجمالي قدرات تصل إلى حوالى 2400 ميجاوات.