توعية وإرشادمقالات

اضغط هنا لتخترق.. كيف تحمي نفسك وأبناءك من فخاخ الإنترنت والهجمات السيبرانية؟

اضغط هنا لتخترق.. كيف تحمي نفسك وأبناءك
من فخاخ الإنترنت والهجمات السيبرانية؟

 

بقلم: د. محمد علي – استشاري التحول الرقمي والأمن السيبراني

اجدادنا قالوا قديماً “الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح” اما في في عالم اليوم لم يعد اغلاق الباب كافياً للشعور بالامان، لم يعد الأمن يعني فقط غلق باب المنزل بإحكام أو تركيب كاميرا مراقبة، بل أصبح الأمان الحقيقي يبدأ من تأمين هاتفك وبريدك الإلكتروني وحساباتك.

على الرغم من الرفاهية التي توفرت لنا مقارنة بالاجيال السابقة، الا اننا نعيش في زمن تمثل فيه الهجمات السيبرانية تحدياً كبيراً، حيث يمكن أن يخترق حساباتك شخص لا تعرفه قد يكون من قارة أخرى وأنت جالس في بيتك دون أن تشعر، لذا فقد تكون كلمة مرور واحدة الفاصل بين الأمان والدمار، أو قد تمثل ضغطة زر واحدة بحسن نية ان تكون كافية لفقدان صورك، أو أموالك، أو حتى سمعتك وفي بعض الاحيان قد يمتد أثر تلك الافعال لتصل الى حد الجريمة المادية مكتملة الاركان.

قصص من الواقع.. التكنولوجيا حين تتحول إلى فخ

في االسنوات الماضية ارتفعت وتيرة الجرائم الإلكترونية والابتزاز على مستوى العالم باسره باشكال وبطرق تقشعر لها الأبدان، بعضها تجاوز حدود الخيانة والابتزاز، وصولاً إلى جرائم منظمة تصل إلى الاتجار بالبشر.

جريمة خطف باستخدام الذكاء الاصطناعي

في الولايات المتحدة الامريكية كان هناك واقعة صادمة تكشف الوجه المظلم للذكاء الاصطناعي، ففي سنة 2023 تعرضت سيدة أمريكية تدعى جينيفر ديستيفانو لعملية ابتزاز بعد أن تلقت مكالمة من رقم مجهول لتبدأ تسمع في تلك المكالمة المجهولة صوت ابنتها البالغة من العمر 15 عاماً تبكي وتطلب النجدة، في وقت كانت الابنة خارج المدينة في رحلة تزلج، ليزعم المتصل أنه اختطفها ويطالب بفدية قدرها مليون دولار، وبعد أن ترجته جينيفر إنها لا تملك هذا المبلغ والا يؤذي ابنتها وانها ستدفع كل الاموال التي تمتلكها لاستعادة ابنتها، تم تخفيض مبلغ الفدية إلى 50 ألف دولار، وقالت الأم جينيفر ديستيفانو لمحطة تلفزيونية محلية وهي ترتعش من فرط الصدمة والذعر الذي عاشتهم، إنني لم أشك ولو لثانية واحدة في أنها ابنتي.. كان صوتها بالفعل، لكن المفاجأة كانت أن الابنة آمنة تماماً ولم يتم المساس بها ابداً، فقد استخدم المحتالون تقنية استنساخ الصوت بالذكاء الاصطناعي لتقليد صوتها بدقة تامة، بعد جمع مقاطع صوتية من الإنترنت.

هذه الجريمة تعد من أوائل جرائم الخطف الافتراضي في العالم، وتؤكد كيف تحولت تقنيات الذكاء الاصطناعي من أداة إبداع ورفاهية إلى وسيلة احتيال رقمي لاستغلال وخداع الضحايا وابتزازهم مالياً، ويحذر الخبراء من أن مثل هذه الهجمات قد تتزايد مع انتشار أدوات توليد الصوت والنصوص والفيديوهات، محذرين انه يجب التأكد من هوية المتصلين في أي مكالمات طارئة، وعدم الاستجابة العاطفية قبل التحقق من الحقيقة بشكل قاطع.

جريمة طفل شبرا الخيمة

في مصر، ظهرت واحدة من أكثر القضايا إيلاماً ودموية والتي تذكرنا بخطورة الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا، واشتهرت الجريمة حينها إعلامياً بـجريمة طفل شبرا الخيمة، في أبريل 2024 شهدت محافظة القليوبية منطقة شبرا الخيمة واقعة خطف وقتل لطفل يدعى ‫أحمد محمد لم يتجاوز عمره 15 عام، على يد متهم يبلغ 29 سنة يعمل في مقهى بمشاركة طفل يبلغ 15 سنة مقيم بدولة الكويت وهو المحرض على الجريمة، حيث أن الجريمة تم ارتكابها بخداع وتحايل، حيث تم استدراج الطفل إلى مسكن بشبرا وتخديره وقتله وتقطيعه بدافع تصوير مشاهد دموية يتم بيعها عبر ما يعرف بـالويب المظلم Dark Web لبيعها وتحقيق مكاسب مالية من خلال المشاهدات والتي يقبل عليها شبكات متورطة في تجارة الأعضاء والابتزاز والدخول على تلك المقاطع من خلال ااشخاص مرضى نفسياً يتلذذون برؤية تلك الجرائم.

هذه الواقعة أسفرت عن صدمة كبيرة في المجتمع المصري، وأثارت تساؤلات جدية حول مدى قدرة القنوات الرقمية والشبكات العميقة على استدراج الأطفال وتنفيذ أفعال إجرامية مصورة.

وهناك العديد والعديد من الجرائم التي تم استغلال التكنولوجيا لتنفيذها في المقام الاول، فلم تكن الجريمة الرقمية يوماً صدفة، بل تبدأ دائماً بخطوة صغيرة… رسالة عابرة … أو معلومة تافة، أو رابط غامض يبدو حقيقيًا، حيث تبدأ القصة بثقة زائفة يصنعها المجرم بدهاء في غفلة من الضحية، ثم يمد خيوطه شيئاً فشيئا حتى يسقط ضحيته في الفخ، ففي كل مرة نحلل فيها جرائم استخدمت فيها التكنولوجيا كأداة رئيسية، نجد النمط ذاته يتكرر من خلال استدراج إلكتروني بوسائل مختلفة — من روابط وهمية، وحسابات مزيفة، ووعود بالثراء أو بالعاطفة، حتى يصل الضحية إلى النقطة التي لا عودة منها.

هذه القصص المؤلمة تذكرنا أن الخطر لا يكمن في التكنولوجيا بحد ذاتها، بل في الجانب الإنساني داخلها، حين تستغل ثقة الناس وضعف وعيهم، إنها دعوة لإعادة التفكير في كيف نحمي أبناءنا ومجتمعاتنا، لا من الأجهزة أو التطبيقات، بل من الوجوه المجهولة خلف الشاشات التي تعرف جيدًا كيف تصنع من الكلمة فخاً، ومن الثقة سلاحًا.

نصائح عملية لتأمين نفسك وأسرتك إلكترونياً

1- لا تثق في الروابط والعلاقات باشخاص لا تعرفهم
أي رسالة أو بريد تقول اضغط هنا لتأكيد الحساب أو لقد ربحت جائزة، هي غالباً فخ لسرقة بياناتك وحساباتك، لذا تأكد من هوية المرسل، وتجنب الضغط على أي رابط مجهول.

2- استخدم كلمات مرور قوية وفريدة
لا تكرر كلمة السر بين المواقع المختلفة بل اجعلها معقدة مثل لا يمكن التنبؤ بها ولا تسخدم اي بيانات او معلومات شخصية مثل رقم هاتفك او تاريخ ميلادك او احد اقربائك في تكوين كلمة السر حيث ان كافة المعلومات الاجتماعية يتم استغلالها لتخمين كلمة المرور والتنبؤ بها، والافضل هو استخدم تطبيقاً لإدارة كلمات المرور بدلًا من حفظها في الملاحظات.

3- فعل المصادقة الثنائية (Two-Factor Authentication )
هي ببساطة طبقة حماية إضافية لحساباتك على الإنترنت، بدلاً من ان يعتمد دخولك فقط على كلمة المرور، يضيف النظام 2FA خطوة ثانية مثل ارسال رمز على هاتفك المحمول للتأكد من أنك أنت فعلاً مالك الحساب ومن يحاول الدخول، حتى لو سرقت كلمة المرور، سيمنع الرمز الإضافي أي دخيل من الدخول، هذة الخاصية مفيدة بشكل كبير خصوصاً في حسابات البريد الإلكتروني والبنوك ومواقع التواصل.

4- حدث أجهزتك باستمرار من مصادر موثوقة
التحديثات في الغالب تقوم الشركات باتاحتها عند وجود نسخة حديثة من النظام او العثور على ثغرة يمكن للمهاجم الدخول منها فيتم عمل التعديل اللازم واتاحته في شكل تحديث، لذا يجب على مستخدم التكنولوجيا مراعة عمل التحديثات للتطبيقات وانظمة الامان بشكل مستمر فتلك التحديثات ليست كماليات، بل درع أمني يغلق الثغرات التي يستخدمها القراصنة، فعل التحديث التلقائي في هاتفك واجهزتك.

5- لا تشارك بياناتك الشخصية علناً
اعلم ان بياناتك هي ما تمثلك فكل بيان يعتبر بمثابة معلومة في هويتك الرقمية الاسم، العنوان، رقم الهاتف، وحتى صورك الشخصية ليست معلومات عادية، كل معلومة تنشرها يمكن استغلالها ضدك.

6- استخدم برامج حماية موثوقة
عند اختيارك لتحميل البرامج التي تحتاجها يجب عليك اختيار المواقع الرسمية للشركات والمواقع المعروفة عالمياً ولليس اي موقع تقوم بتحميل التطبيقات من خلاله، والا قد تتعرض لبعض التطبيقات التي تحمل بداخلا فيروسات او برامج خبيثة مخبئة، لذا كن حريصاً في اختيارك مضاد فيروسات من شركة معروفة.

7- راقب أطفالك رقابة واعية
جيل اليوم هو جيل رقمي بالفطرة قد توافرت له الامكانيات والادوات عن اي جيل سبقه لكنه لا يدرك حجم الخطر، لذا يجب مراعاة الابناء من قبل الوالدين في كل خطواتهم فالمواقع الالكترونية مثلها مثل الطرق فمنها الطرق الامنة ومنها الطرق المظلمة و المخيفة والتي لا يجب سلوكها لذا علموا أبناءكم
– ألا يرسلوا صورهم لأي شخص عبر الإنترنت.
– ألا يشاركوا موقعهم أو بياناتهم او معلوماتهم الاجتماعية على مواقع التواصل الاجتماعي.
– ألا يصدقوا كل ما يشاهدونه على الشاشات.

ختاماً..

نقول أن التكنولوجيا سلاح ذو حدين فهي تصنع المستقبل حين نستخدمها بوعي، لكنها قد تدمره حين نستهين بها، فالاختراق لا يحتاج عبقرياً في اللغات والبرمجة بقدر ما يحتاج شخصاً يضغط على رابط خاطئ في لحظة غفلة دون ان يدرك عواقب فعلته، فكن أنت خط الدفاع الأول احمي نفسك وأجهزتك وأطفالك، لأن الهاكر لا يختار ضحاياه حسب الدخل أو المهنة، بل حسب الغفلة، في زمن الهجمات الرقمية اصبح وعي المستخدم هو أقوى مضاد فيروسي يمكن أن تملكه.

في عام 2003، قدّمتُ عرضًا في مؤتمر دولي بالقاهرة حول مشروع Power Pool الذي أطلقته الشركة القابضة لكهرباء مصر بالتعاون مع المعونة الامريكية كمبادرة طموحة لتحديث أساليب الإدارة وتحسين أداء محطات التوليد. وكان الهدف من هذا المشروع هو الانتقال من مرحلة التشغيل التقليدي التي تركز فقط على إنتاج الكهرباء إلى مرحلة أكثر نضجًا تعتمد على الكفاءة، والقياس، والإدارة القائمة على الأداء والنتائج.

وقد مثل هذا المشروع في ذلك الوقت النواة الحقيقية لتحرير سوق الطاقة في مصر، إذ كان يمكن أن يشكل الأساس لنظام تنافسي حديث يعتمد على الأداء والجودة لو استمرت الإرادة والإدارة المؤسسية في تطويره ودعمه.

من التشغيل التقليدي إلى الإدارة القائمة على الأداء

قبل إطلاق مشروع وعاء الطاقة Power Pool، كانت إدارة محطات الكهرباء تعتمد بشكل كبير على مركزية القرار والبيروقراطية، مع تركيز رئيسي على التوليد فقط دون الاهتمام الكافي بعنصري الكفاءة الاقتصادية ورضا العملاء.

جاء المشروع ليغير هذه الفلسفة من خلال إدخال نظام متكامل لقياس الأداء يعتمد على عدادات ذكية وأجهزة جمع بيانات وخوادم مركزية تتيح للإدارة متابعة مؤشرات التشغيل بشكل لحظي.

وقد أعاد المشروع صياغة معادلة العمل في قطاع الكهرباء وفق المفهوم الاقتصادي البسيط:

– R – C = I (Income = Revenues – Cost)
– R: الإيرادات = الطاقة المنتجة بالميجا وات ساعة × سعر الوحدة (جنيه/ م و س)
– C: التكاليف (الثابتة + المتغيرة وأهمها تكلفة الوقود)
– I: الدخل أو الربح قبل اى خصومات

وبذلك أصبح عنصر تكلفة الوقود هو المحدد الرئيسي في الفاتورة التشغيلية، مما حفّز المحطات على تحسين كفاءتها وتقليل استهلاك الوقود للوصول إلى أعلى عائد ممكن.

نتائج ملموسة وتحسن في الأداء:

شهدت العديد من المحطات تحسنًا ملحوظًا بعد تطبيق النظام الجديد. فعلى سبيل المثال:
– في محطة العريش البخارية انخفض معدل استهلاك الوقود بالجرام / كيلووات ساعة بصورة ملحوظة.
– في شركة شرق الدلتا لانتاج الكهرباء EDEPC تحسن معدل استهلاك الخدمات المساعدة (Aux/Gen) من 5.02% في 2001/2002 إلى 4.62% في 2002/2003، مما وفر للشركة أكثر من 7.1 مليون جنيه سنويًا.
– أصبحت EDEPC الأفضل من حيث تكلفة الوقود لكل ميجاوات ساعة بواقع 35.24 جنيه/ م و س مقارنة بمتوسط 36.7 جنيه / م و س لباقي الشركات.

هذه النتائج كانت دليلًا عمليًا على أن الإدارة القائمة على البيانات والقياس تؤدي مباشرة إلى تحسين الأداء والكفاءة.

وقد اختُزلت هذه الفلسفة في مقولة أصبحت شعارًا إداريًا آنذاك:

– “القياس هو أعيننا لمراقبة الأداء”
– نحو سوق كهرباء حديث

كان مشروع Power Pool أكثر من مجرد نظام قياس؛ فقد وضع الأساس لقيام سوق كهرباء تنافسي حديث يشبه نموذج PJM Interconnection القائم في ولاية بنسلفانيا (Pennsylvania) بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو سوق رائد يضم أكثر من 13 ولاية أمريكية ويخدم أكثر من 65 مليون مستهلك.

ويُعتبر PJM مثالًا عالميًا على كيفية إدارة سوق الكهرباء بطريقة قائمة على المنافسة والشفافية من خلال سوق يومي وسوق فوري (Day-Ahead & Real-Time Markets) ، بالإضافة إلى أسواق خدمات مساندة (Ancillary Services)، مع فصل واضح بين أدوار التشغيل والتنظيم والتجارة.

ويعتمد هذا النموذج على تحديد الأسعار وفقًا للتكلفة الحدّية الحقيقية (Marginal Cost Pricing) وتحفيز المنتجين على تحسين الكفاءة، وهو ما كان يمكن لمصر أن تستلهمه مبكرًا لو تم استكمال مشروع Power Pool وتطويره مما يقلل من التدخلات الحكومية المباشرة في تسعير الكهرباء وتشجيع دخول المنتجين المستقلين (IPP) وتعزيز الاستثمار في القطاع وربط أسعار الطاقة بالأداء الفعلي للمحطات وجودة الخدمة.

فرصة تاريخية لتحرير سوق الكهرباء

لقد كان مشروع Power Pool في عام 2003 خطوة سبّاقة وناضجة نحو تحرير سوق الكهرباء في مصر، إذ وضع الأدوات والمنهجيات التي تتيح الانتقال من سوق احتكاري تديره الدولة بالكامل إلى سوق مفتوح يقوم على الأداء والمنافسة.

وربما لو استمرت الإرادة المؤسسية في البناء على هذه التجربة وتطويرها بشكل متواصل، لكانت مصر قد حققت في وقت مبكر ما تسعى إليه اليوم من تحرير السوق وجذب الاستثمارات الخاصة ورفع كفاءة المنظومة.

الخاتمة

إن تجربة Power Pool كانت رسالة واضحة بأن الإدارة الحديثة القائمة على القياس، والتحليل، والشفافية قادرة على إحداث تحول جذري في قطاع الطاقة. لقد أثبتت التجربة أن الوعي الإداري يمكن أن يكون المحرك الأول للتغيير، وأن الأداء الجيد يجب أن يُكافأ بينما تتحمل المحطات نتائج ضعف الأداء.

واليوم، ومع الاتجاه نحو تحرير السوق وفتح المجال أمام القطاع الخاص، تبقى تجربة عام 2003 درسًا مهمًا بأن التحول الحقيقي يبدأ من الإدارة الواعية والقيادة المؤسسية طويلة المدى.

وفى الواقع عندما نجتر ذكريات هذا المشروع ونتأمل تفاصيله وبياناته وكم كنا متحمسين لتنفيذه وبعد مرور أكثر من عقدين، نشعر بغصّة حقيقية لعدم استكمال العمل في حينه وتحويل تلك الخطوة الرائدة إلى منظومة كاملة تحقق النتائج المرجوة، خاصة وأن جميع المقومات التقنية والمؤسسية كانت متاحة، وكان بالإمكان أن يشهد قطاع الكهرباء المصري انطلاقة مبكرة نحو سوق أكثر كفاءة وتنافسية وعدالة.

تعريف بالكاتب:

– د. م. محمد سليم سالمان
– رئيس قطاع المراقبة المركزية للأداء سابقا بكهرباء مصر
– عضو المجلس العربى للطاقة المستدامة

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد
صورة nahr1 Alamal

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى