اقتصاد

تحديات التوظيف ومستقبل الوظائف في القاره الأفريقيه

جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة  تبحث : فرص التوظيف فى القارة الافريقية

 

 جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة  تبحث : فرص التوظيف فى القارة الافريقية

شهدت مجلة”نهر الأمل” فعاليات مؤتمر” تحديات التوظيف ومستقبل الوظائف في القاره الأفريقيه” الذى نظمته جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة برئاسة الدكتور يسرى الشرقاوى الذى أكد أهمية التوظيف وخدمة مجتمع المال والأعمال بالقارة الافريقية وفتح أفاق فرص العمل وتقليل نسب البطالة ، وقد أفادت الدراسات والتقارير الدولية أن أفريقيا لديها طلب لفرص العمل من 12 مليون مواطن سنوياً لاتلبى منهم سوى 3.2 مليون فقط ، وهناك تحديات تواجه القارة التى يعيش بها 2.4 مليار نسمة مما يتطلب تفعيل دورالتعليم والبحث العلمى لاحداث نقلة نوعية فى الصناعة والتجارة والاستثمارات الافريقية ويعد المؤتمر فرصة لمناقشة التحديات وإيجاد حلول ، وهناك بعض الأراء التى ترى أن التواجد الصينى بالقارة لايقدم فرص توظيف لأبناء القارة لإتاحتهم تلك الفرص للمواطنين الصينيين وبالتالى فالتواجد الصينى بالقارة ليس فى صالح العمالة فى أفريقيا مما يتطلب التوسع فى شركات ريادة الأعمال الصغيرة والمتوسطة ، وتساهم المشروعات المتناهية فى الصغر بحصة كبيرة فى سوق العمل الافريقى، وتوجه الدكتور يسرى الشرقاوى بالشكر للجنة المنظمة للمؤتمر والمشاركين فيه لايجاد حلول والخروج بتوصيات ونصائح لراغبى العمل ليجدوا فرصة فى سوق العمل الإفريقى.

وأشارت الدكتورة مها محجوب – رئيس لجنة العمل والمسؤلية المجتمعية بجمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة فى مجال إدارة الموارد البشرية – لتحديات التوظيف ومستقبل الوظائف بالقارة فى ظل الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعى وثورة تكنولوجيا المعلومات وهناك تحدى لاحلال بعض الوظائف فالتطورالتكنولوجيى سوف يؤدى لالغاء العديد من الوظائف ، ولكن الدول النامية تعتمد الاقتصاد غير الرسمى والعمل فى قطاع الزراعة وينتشر الفقر ولديهم مهارات متدنية لايستطيعوا مواجهة التطور التكنولوجى فسوف تتلاشى نسبة 65% من الوظائف الحالية وتسهم الصناعة فى معظم الدول النامية ب10% فقط من الناتج المحلى ، أما الدول المتقدمة تعتمد على الألات وتستغنى عن الأيدى العاملة ، ولذلك ينبغى تأهيل أبناء القارة وتمكين رأس المال البشرى من الاقتصاد الرقمى والتوسع فى الاستفادة من التكنولوجيا ولمواجهة الرقمنة التى تتطلب الشمول المالى لمواكبة التطور السريع فى مجال تكنولوجيا المعلومات، وسد الفجوة الموجودة نتيجة نقص العمالة المتطورة فى سوق العمل ولذلك ينبغى تعزيز رأس المال البشرى بالتعليم وتغيير المناهج الدراسية لتتواءم مع متطلبات سوق العمل .

وأكدت السيدة لوسى كاروثو إستشارى ومدربة أعمال أهمية تقديم نماذج أعمال إيجابية لادارة الأعمال والمحافظة على الأصول فى القطاعات الرابحة من الأعمال ، ووضع رؤية متكاملة لدى رجال الأعمال فى كيفية التعامل مع الموظفين للوصول لرضا العملاء عن مستوى الخدمات المقدمة وتحقيق الجودة وإتباع سياسات رائدة وتحديد الاجراءات المستهدفة للوصول لتنفيذ الأعمال لتحصل الشركة على سمعة جيدة ومتابعة سياسات العمل داخل الشركة للتأكد أنها تتناسب مع مخرجات العمل ، وقياس مدى رضا العملاء عنها ، وتحقيق الشغف لدى الموظفين لتحقيق الانجاز فى العمل وصولا للنمو والاستدامة فى الانتاج والوصول لمستوى عالى من الانتاجية ، وكلما كانت الأعمال متناسبة مع قدرات العاملين ويتقاسم الموظفون الأرباح داخل الشركة كلما زاد ذلك من العمل بروح الفريق وزادت مؤشرات الأداء والوصول لمؤشرات الجودة للمشركات لأن نتائج أداء الأعمال أكثر إيجابية.

وإستعرض الدكتور طارق طه-عميد كلية العلوم الادارية بجامعة فاروس بالاسكندرية ومدرب معتمد بمركز أعضاء هيئة التدريس بجامعة الاسكندرية – ” الأثار السلبية للتحول الرقمى ومواجهة تلك المشكلات بإستحداث أليات للتصدى لظاهرة إنتشارالرقمنة والتحول من الرقمية للرقمنة ، مشيراً أن الرقمية هى تحسن من فرص النمو والتوظيف وتعنى إستخدام التقنيات الرقمية فى تطوير نماذج الأعمال وتوفير فرص ذات قيمة إنتاجية عالية وهى عملية التوجه نحو الأعمال الرقمية لزيادة إنتاج الفرد والتحول من الرقمية للرقمنة والتحول من نماذج الأعمال التقليدية إلى نماذج الأعمال الرقمية وذلك يعنى إستبدال الكتاب الورقى بالنسخة “بى دى إف”  لرفعها على مكتبة الكلية للطالب فى الجامعة ويمكنه الدخول على المواقع المختلفة للإلمام بالمعارف المتعددة من جميع أنحاء العالم  المتوافرة على المنصات الالكترونية وبالتالى يتيسر تحسين نتائج ناذج الأعمال للإستفادة من التكنولوجيا الرقمية .

ومعظم شركات دول الشرق الأوسط مازالت مبتدئة فى إستخدام التكنولوجيا ولكن باغتت جائحة كوفيد19 الجميع وسارعت من التحول للمنصات الالكترونية فى الجامعات والمؤسسات والحكومات فالرقمنة تعزز من فرص العمل والنمو فى كافة الظروف لمواجهة الجائحة ، وتشير الدراسات أن الرقمنة فى شمال إفريقيا والشرق الأوسط أدت لزيادة الناتج الى 16.5 مليار دولار ، وإزدادت فرص العمل لتصل ل378ألف فرصة عمل كما ألغت الحواجز الجغرافية التى تعوق المؤسسات للدخول للأسواق العالمية والتمتع بمزايا التسويق الالكترونى وضغط مصروفات الاعلانات والاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعى لبناء العلاقات التجارية .

كما أتاحت الرقمنة دراسة أبحاث السوق وإجراء المسح الاحصائى والتعرف على تفضيلات المستهلكين عن طريق إجراء الاستبيان الإلكترونى وإستخدام البرامج الاحصائية المتاحة ، وتمكن الشركات من إدارة العلاقات مع العملاء بصورة أكثر فاعلية وبناء قواعد بيانات محدثة للعملاء ،ونمو أشكال جديدة من نماذج الأعمال لاتعتمد على العمالة الكثيفة وتعتمد على التطبيقات الرقمية وتخلق تزايد الطلب على الوظائف المرتبطة بالتكنولوجيا الرقمية مثل تصميم المواقع والمنصات الالكترونية.

وتعزز المنصات الالكترونية توجه الشباب لفرص عمل فى الأسواق المتنوعة وتقلصت الوظائف والأنشطة الإقتصادية التقليدية مثل المطبوعات والتوسع فى الحوكمة وتأسيس البنية التحتية للتحول الرقمى وتطوير المنظومة التكنولوجية وتعزيز مهارات الابتكار.

وإستعرضت الدكتورة أمل منوفى الدراسات والاحصائيات التى أعلنها الاتحاد الافريقى حول فرص التوظيف بالقارة وفقدان السوق الافريقى ل50 مليون وظيفة فى ظل جائحة كوفيد19 فقد كان السوق الافريقى ينمو سريعاً قبل الجائحة ولكن الركود الذى صاحب الجائحة فأصبحت نسب النمو بالقارة -2% بعدما كانت 7% قبل الجائحة ، والمستهدف لنسب النمو بالقارة هذا العام 3.8% ، ويشير بنك التنمية الافريقى أن كلما زادت نسب النمو 1% كلما زادت نسب الوظائف نصف بالمائة ويبلغ النمو السكانى بالقارة 8.3% فى حين يبلغ معدل نمو التشغيل 1.8% فقط ويعن ذلك عدم تناسب نسب التشغيل بالقارة مع نسب النمو السكانى.

وتتمتع إفريقيا بتجاوز نسب الشباب فيها 60% من السكان غالبيتهم تحت سن 35 عاماً وتلك ميزة يجب أن نحسن إستغلالها ، والقارة بها 12 مليون شاب فى الفئة العمرية 15-24 عاماً من العاطلين ، فالبطالة تمثل أحد التحديات التى تواجه القارة وتبلغ نسب البطالة 7.3% هذا العام ويمثل أعلى معدل للبطالة شهدته القارة ففرص العمل تبلغ 3مليون فرصة فى حين يبلغ عدد طالبى العمل 13 مليون فرد ، وهناك فجوة رقمية تظهر فى العديد من التقارير فهناك أسر كثيرة لاتمتلك كمبيوتر ولكن 50% من الأسر لديها إنترنت ، و72% من الأفراد لديهم أجهزة محمول ويعمل 92% من المواطنين فى الاقتصاد غير الرسمى .

وتضررت غالبية الفئات من ظروف الجائحة وكانت العمالة اليومية أكثر الفئات تضرراً ،فهى لاتستطيع العمل من المنزل لعدم إتاحة الانترنت وتنقصها الوعى بالرقمنة وغالبيتها لايوجد لديها حماية إجتماعية وتسعى الدول الافريقية لمساعدة تلك الفئات من خلال تفعيل برامج التحويل النقدى فمصر تمكنت من توصيل التحويل النقدى ل1.5 مليون فرد خلال الجائحة ولكن ظروف المواطن فى القارة الافريقية تحتاج معالجة الخلل والضعف للوصول لرؤية القارة 2063 لبناء المستقبل .

ويتطلب بناء مستقبل القارة التركيز على الاستثمار فى البنية التحتية للإقتصاد الرقمى وتحسين الخدمات الرقمية وتوفير الحماية الاجتماعية ليتحرك الاقتصاد بصورة أفضل لتعويض تعطل تلك الفئات خلال الأزمات والأوبئة ، وينبغى بناء مهارات الشباب وفقا لمتطلبات العرض والطلب وتوفير المهارات المطلوبة لسوق العمل وضرورة مشاركة القطاع الخاص فى تنمية تلك المهارات ، وواجهنا خلال جائحة كوفيد19 الانتقال لأساليب التدريس عن طريق الأونلاين والتعليم المدمج والالكترونى ولكن نقص المهارات لدى المدرسين كانت عقبة فى تحقيق التطور فى المنظومة التعليمية فعلينا تنمية قدرات ومهارات الموظفين لمواجهة التحول الرقمى والتوسع فى السياسات الداعمة للقطاع الخاص والمستثمرين لإنشاء شركات صغيرة ومتوسطة لزيادة فرص العمل بالقارة.

#مجلة_نهر_الأمل

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى