الاحتفال بالعام الهجرى 1445
الاحتفال بالعام الهجرى 1445
تقرير: وفاء ألاجة
حددت دار الإفتاء المصرية، بداية العام الهجري ، من خلال استطلاع هلال شهر المحرم وهو أول شهور العام الهجري الجديد 1445، وذلك بعد غروب شمس أمس الإثنين أمس الإثنين هلالَ شهرِ المحرم لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وخمسة وأربعين هجريًّا بعد غروب شمس يوم الإثنين التاسع والعشرين من شهر ذي الحجة لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وأربعة وأربعين هجريًّا، الموافق السابع عشر من شهر يوليو لعام ألفين وثلاثة وعشرين ميلاديًّا بواسطة اللِّجان الشرعيةِ والعلميةِ المنتشرةِ في أنحاء الجمهورية
و قد تحقَّقَ لديها شرعًا من نتائج هذه الرؤية البصرية الشرعية الصحيحة عدمُ ثبوتِ رؤية هلالِ شهر المحرم لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وخمسة وأربعين هجريًّا، وعلى ذلك أعلنت دارُ الإفتاءِ المصريةُ أن اليومَ الثلاثاء الموافق الثامن عشر من شهر يوليو لعام ألفين وثلاثة وعشرين ميلاديًّا هو المتمم لشهر ذي الحجة لعام ألف وأربعمائة وأربعة وأربعين هجريًّا، وأن يوم الأربعاء الموافق التاسع عشر من شهر يوليو لعام ألفين وثلاثة وعشرين ميلاديًّا هو أول أيام شهر المحرم لعام ألف وأربعمائة وخمسة وأربعين هجريًّا
وذكر الشيخ علم الدين السخاوي في جزء من مؤلفاته اسمه: (المشهور في أسماء الأيام والشهور) أسباب ومعاني اشتقاق الأشهر الهجرية، وهي على النحو الآتي: شهر محرم: سمّي بهذا الاسم لأنّه شهر محرم، وذلك لتأكيد حرمته؛ إذ كانت العرب متقلبة الحال في هذا الشهر، فتحلّه عاماً، وتحرمه عاماً آخر. شهر صفر: سمّي بهذا الاسم لخلو بيوت العرب من أصحابها الذين كانوا يخرجون للقتال والأسفار؛ حيث يُقال صَفِر المكان إذا خلا من الشيء. شهر ربيع الأول وشهر ربيع الآخر: سمّي بهذا الاسم لارتباع العرب، أي أنّ العرب كانت تقيم في عمارة الربيع. جمادى الأولى وجمادى الآخرة: سمّي هذا الشهر بهذا الاسم نظراً لجمود الماء فيه. رجب: وهو الترجيب والتعظيم. شعبان:اشتق اسم هذا الشهر من تشعّب القبائل العربيّة، وتفرّقها للغارة. رمضان: من شدة الرمضاء وهي الحر. شوال: وهو من شالت الإبل بأذنابها للضِرّاب. ذو القعدة: سمّي بذلك لقعود الناس في هذا الشهر عن القتال، وعن التنقل والترحال. ذو الحجة: سمّي بذلك لقيامهم بالحج في هذا الشهر
ورد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هاجرمن مكَّة إلى المدينة في اليوم السَّابع والعشرين من صَفَر من السَّنة الثَّالثة عشر للبعثة، والذي يوافق اليوم الثَّالث عشر من الشَّهر التَّاسع من عام ستمئةٍ واثنين وعشرين من السَّنة الميلاديَّة، وقد هاجر النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- من مكَّة المكرَّمة ليلة الجمعة، ولبث في غار ثور ليلة الجمعة والسَّبت والأحد، ومن ثمَّ انطلق ليلة الإثنين في الأول من الشهر الثالث من السَّنة الرَّابعة عشر من البعثة، الموافق لليوم السادس عشر من الشهر التاسع لعام ستمئةٍ واثنين وعشرين ميلاديَّة إلى المدينة المنوَّرة، ووصل إلى قباء في يوم الإثنين، الثامن من الشهر الثالث للعام الرابع عشر من البعثة، الموافق للثالث والعشرين من الشهر التاسع لعام ستمئةٍ واثنين وعشرين ميلادية، كما وصل المدينة في اليوم الثاني عشر من ربيع الأوَّل
وهجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- كانت في شهر ربيع الأول ولم تكن في «المُحرم»، فيما أن المصريين يحتفلون في شهر المحرم ببداية التقويم الهجري الجديد، ويضمون اسم النبي – صلى الله عليه وسلم- إلى الاحتفالات بقولهم «الهجرة النبوية» تعظيمًا له لأنه عليه -الصلاة والسلام- هو من قام بالهجرة، بينما أول من أرخ التاريخ الهجري سيدنا عمر بن الخطاب، وجعل هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة في 12 ربيع الأول، مرجعًا لأول سنة فيه، وهذا هو سبب تسميته التقويم الهجري
و التقويم الهجري مركز أساسًا على الميقات القمري الذي أمر الله تعالى في القرآن باتباعه، كما قال تعالى «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ»، سورة التوبة: 36، والأشهر الأربعة الحرم هي أشهر قمرية «رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم»، ولأن الله تعالى نعتها بالدين القيم فقد حرص أئمة المسلمين منذ بداية الأمة أن لا يعملوا إلا به، رغم أن التقويم أنشئ في عهد المسلمين إلاّ أن أسماء الأشهر والتقويم القمري كان تستخدم منذ أيام الجاهلية، أول يوم هذا التقويم الجمعة 1 محرم سنة 1هجرى
عادات المسلمين في رأس السنة الهجرية
عطلة رأس السنة الهجرية هي يوم عطلة رسمية في كثير من الدول الإسلامية، يقوم فيها المسلمون بالتحدث عن هذه المناسبة العظيمة في خطب الجمعة ووسائل الإعلام بكافة أشكالها، كما يتم عقد المؤتمرات واللقاءات من قبل جهات متعددة لتسليط الضوء على هذه المناسبة، وعلى الصعيد الشعبي يتم الاحتفال بهذه المناسبة بطقوس وأساليب مختلفة ومتنوعة.
وفي كثير من الدول الإسلامية يبرز اهتمام الناس واحتفاؤهم بهذه المناسبة من خلال ذهابهم إلى المساجد والمراكز الثقافية والتي بدورها تقوم بعقد المحاضرات والفعاليات لتسليط الضوء على هذه المناسبة؛ فعلى سبيل المثال في مدينة القدس المحتلة يذهب الناس إلى المسجد الأقصى المبارك ليحيوا هذه المناسبة بسماع سلسلة من المواعظ، والدروس، والابتهالات الدينية بحضور شخصيات دينية مقدسية، وكذلك الأمر بالنسبة للمسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل.
كما أنَّ الناس يحتفلون بهذه المناسبة من خلال تبادل التهاني، وصناعة الحلويات والقهوة، وتقديمها كما هو الحال في الأردن والتي تقدم فيها حلوى “المشبك” كنوع من الاحتفال بهذه المناسبة لدى البعض، وفي اليمن في محافظة حضرموت يجتمع الناس في هذا اليوم ليعدوا حساءً تراثياً خاصاً بهذه المناسبة، وسط أجواء من الألفة والمحبة، ويقام “الدان الحضرمي” وهو فن غنائي جماعي مع الرقص التقليدي من الرجال من أبناء هذه المنطقة وفي مصر يقوم المواطنون بإعداد موائد الطعام والعديد من أصناف الحلويات احتفالًا بهذه المناسبة، ويرتدي الرجال والنساء والأطفال أفضل ثيابهم، ويلتقون في الساحات العامة والمساجد للصلاة وتبادل التهاني بمناسبة العام الهجري الجديد.
أما في الجزائر فتلتفّ العائلات الجزائرية حول مائدة واحدة لإحياء ذكرى رأس السنة الهجرية مليئة بأجواء التسامح والمحبة، والدعاء بأن يجعله الله عام خير وبركة عليهم جميعاً، ولا تخلو المائدة الجزائرية من العديد من الأطباق الشعبية المختلفة، فتتسابق الجزائريات لإعداد الكثير من الأصناف، مثل: الكسكسي، والرشتة، والشخشوخة، وهي أطباق تحضر بطرق تقليدية، وتعد “الدارس” من العادات المتوارثة بين العائلات في هذه المناسبة، حيث يوضع طفل من العائلة في وعاء كبير ويقوم كبير العائلة بغمره بمختلف أنواع الحلويات، كمظهر رمزي للتفاؤل بالعام الجديد، ويتم توزيع تلك الحلويات على أفراد العائلة وسط أجواء سعيدة.
رأس السنة الهجرية يوم عطلة رسمية في أغلب الدول الإسلامية، ويتم الاحتفال في هذا اليوم بطرق متعددة ومختلفة في كل دولة بحسب عاداتها وطقوسها، ولكنهم كلهم يجتمعون في الافتخار بهذا اليوم وتعظيمه، والتحدث عن الهجرة النبوية الشريفة وما فيها من دروس وعبر