الاخبارتوعية وإرشادطبيمقالات

التوعية الثانية عشر لإحتواء جائحة كوفيد 19 (كورونا) بنشر العادات الصحية بين البشر

د. هالة بدوى استاذ الميكروبيولوجيه الطبية والمناعة وإستشاري مكافحه العدوي بمعهد تيودور بلهارس

بقلم د. هالة بدوى استاذ الميكروبيولوجيه الطبية والمناعة وإستشاري مكافحه العدوي بمعهد تيودور بلهارس                                                                                                                                       التوعية الثانية عشر
لإحتواء جائحة كوفيد 19 (كورونا) بنشر العادات الصحية بين البشر
في هذه التوعية سنتحدث عن وسيلة هامة من وسائل الوقاية ضد فيروس كوفيد 19 وهي الملابس الواقية سواء في المنزل أو الشارع أو العمل أو المستشفى.
وهذه الملابس الواقية تشمل الأقنعة سواء كانت ماسك جراحي عادي الذين نعرفه أو الأقنعة عالية الكفاءة التي تسمى ( N95 أو FFP2 أو ما يعادلها) وأيضاً القفازات أو واقي الوجه (face shield) أو النظارات الواقية( goggles) والعباءات( gowns) بأنواعها سواء كانت أحادية الالإستخدام أو كانت بلاستيكية غير منفذة للسوائل(ماكينتوش).
أولا: الأقنعة (masks)
فيوجد عندنا نوعين من الماسكات نوع وهو القناع الطبي الجراحي العادي الذي نعرفه جميعاً والأقنعة الثانية التي نسميها عالية الكفاءة وهي N95 أو ffb2 أو ما يعادلها. فما هو الفرق بين هذان النوعان من الماسكات؟
لماذا يسمى الـ N95 هكذا؟ لأنه يحجب 95% من الجزيئات التي حجمها 0.3 مايكرون أو أكثر، فهذا هو الفرق بينه وبين الماسك العادي.
وقد ذكرنا من قبل أن الجزيئات التي تكون أقل من 5 مايكرون تنتقل عن طريق الهواء فأول فرق بأن الماسك عالي الكفاءة يستخدم في الحالات التي يكون عندها إنتقال عن طريق الهواء. ولكن الماسك الجراحي العادي يستخدم عندما توجد جزيئات تنتقل عن طريق الرزاز، وكما ذكرنا من قبل أن الكوفيد 19 ينتقل عن طريق الرزاز (droplet) وفي معظم الحالات سنكون محتاجين للماسك العادي ولا نحتاج للماسك عالي الكفاءة.
ويجب أن نعرف أن الماسك عالي الكفاءة يكون له شهادة لكن الماسك الجراحي ليس له شهادة ويكون من الشركة المصنعة.
وأيضاً إن الماسك عالي الكفاءة يجب أن يكون محكم فبالتالي لا يخرج أو يدخل هواء من خلال حروفه لكن الماسك العادي لا يمنع تسرب الهواء من خلال حوافه عندما يتنفس الشخص الذي يرتديه.
و لأن الماسك الجراحي يسرب الهواء فلا يحتاج إختبار تسريب هواء قبل لبسه لكن الماسك عالي الكفاءة يحتاج إلى اختبار تسريب هواء ويجب أن نتأكد أن الهواء لا يتسرب من حوافه.
ولا يحتاج إلى الماسك الجراحي إلا للمرضى والمشتبه بإصابتهم ولمن سيتعامل مع الحالة المحجوزة أو مخلفاتها ومن يقوم بإجراءات له مثل الكشف والعلاج وسحب العينات. إذن هو يكون للفريق الطبي المعالج في المستشفى أو في المنزل. أما ارتداؤه في الشارع فلا لزوم له ولكن نتجنب الأماكن المزدحمة ونترك مسافة بيننا وبين الآخرين 2 متر كما ذكرنا.

وتوجد نقطة هامة جداً وهي أن هذه الأقنعة ليست كمصفاة ولكنها مصممة بتعاريج معينة بحيث أنها تمنع دخول الجزيئات من خلالها كيف؟
. عندما تاتى الميكروبات فتجد سطح أمامها، فيحدث قصور ذاتي لها مثل شئ ماشي فجأة فيجد شئ يوقفه فهذا يسمى انحشار بالقصور الذاتي(inertial impaction )، وبعد ذلك دخلت من سطح الماسك ثم بوجود التعاريج تمنع إستمرار دخول الجزيئات خلال الماسك وهذا ما يسمى اعتراض وإيقاف (interception ).
وبعد ذلك يحدث التسرب(diffusion)داخل الماسك وهذا للجزيئات الصغيرة الأقل من ٥ ميكرون، ثم المرحلة الرابعة وهي الجذب الكهربائي electrostatic attraction حيث توجد جزيئات الإنجذاب الكهربائي لأننا نعرف أن الميكروب يكون سالب الشحنة فيأتي مع الجزيئات إيجابية الشحنة فيمسك بها فبالتالي لا يدخل للمريض.
و من هذه الأشياء الأربعة نجد أن الماسك الجراحي يعمل الشيئين الأولين وهما انحشاء بالقصور الذاتي واعتراض وإيقاف للميكروب حتى لا يدخل، والماسك عالي الكفاءة يمنع دخول الميكروب للداخل بالاربع طرق.

ويوجد شيئ آخر أن الماسك الجراحي يستخدم مرة واحدة ثم يخلع ويرمى في الكيس الأحمر، وعند رفعه من على الوجه لا توضع عليه اليد من الخارج لأن السطح الخارجي من الماسك هو الذي يوجد عليه الميكروبات ويجب خلعه من الأستيك من الأجناب أو من الشريط بمنتهى الحرص ويتم وضعه في سلة القمامة ولا يعاد إستخدامه. وإذا حدث اى بلل به يجب تغيره.
أما أقنعة التنفس عالية الكفاءة فهي ممكن ارتدائها للعناية بالعديد من المرضى الذين لديهم نفس التشخيص دون إزالته، لأن الأدلة العلمية تشير إلى أن هذه الأقنعة تحافظ على حمايتها عند استخدامها لفترات طويلة فممكن أن تستخدم وقت النوباتجية التي هي ثمانية ساعات ثم تلقى نفس الاحتياطات التي ذكرناها في الماسك العادي.
ولنفرض أنه لم يستطع استخدامه لمدة ثمانية ساعات فيتم خلعه ويمسك من الأستيك أو من الأجناب ويضعه في حاوية بلاستيكية منفذة وعند إعادة الإستخدام لا يلمس السطح الداخلى او الخارجى باليد. وعند نهاية الإستخدام يلقى في الكيس الأحمر.
وكمذكرنا أن القناع N95 يمنع 95% من الجزيئات التي حجمها 0.3 مايكرون لكن هذا هو القناع الأمريكي القياسي الموثق من ال CDC وهو المركز الأمريكي لمنع ومكافحة العدوى. لكن يوجد في أوروبا نوع آخر اسمه ffb ( filtering face piece ) وهو قناع الوجه المفلتر وهو الموثق من اللجنة الأوروبية للتقييس (European Committee for standardization ) ويوجد منه أنواع الاقرب منهم لل N95 هو ffp2 94% حيث يحجب 94% من الجزيئات.

ثانيا: واقي الوجه الذي يسمى الفيس شيلد والنظارات الجوجل تستخدم عند التعامل المباشر مع المرضى بالكوفيد 19 في المستشفى أو في العيادة، والإجراءات التي قد تتسبب فى تناثر الرزاز منهم. وتطهر ويعاد إستخدامها.

**ثالثا: القفازات
هناك قفازات معقمة وهذه تكون في العمليات الجراحية والإجراءات الاختراقية مثل تركيب قسطرة أو بزل، وأيضاً قبل التدخلات الجراحية التي تحتاج إلى أسلوب مانع للتلوث مثل قسطرة بولية أو قسطة وريدية طرفية أو عند إعطاء وخلط المحاليل والأدوية لضمان عدم تلوثها.
وهناك القفازات الغير معقمة التي تسمى اللاتكس، وتستخدم عند جميع الإجراءات الأخرى مثل إعطاء المحاليل الوريدية أو التعامل مع الغيارات الملوثة أو تنظيف أي شيئ وتطهيره أو التعامل مع عينات المريض أو سوائل الجسم.
القفازات الغير معقمة يستخدمها المريض الذي يوجد عنده أعراض أو الطبيب والفريق الطبي الذي يلازمه. او في المنزل للمريض وأفراد أسرته. لكن إرتداء القفازات في الشارع للوقاية من الكورونا يكون خطأ فادح جداً لأنها بارتداءها طوال اليوم تحمل عدد أكبر من الفيروسات مقارنة باليدين فجميع مستخدمي القفازات يأكلون بها ويدخنون بها ويستعملون بها هواتفهم المحمولة ويلمسوا بها وجوههم ومصافحة الغير بها، وهذه هي الأمور التي تساعد على إنتشار الفيروس.
وبالتالي مدة بقاء الفيروس على سطحها أطول من بقاءها على اليدين، وبالتالي هي ليست وسيلة وقاية بل وسيلة حماية لعدم ملامسة الفيروس على سطح اليد. وطبعاً هذه القفازات سريعة الإساخ وتحمل كل أنواع الفيروسات.
لذا لا نشتري بها إحتياجاتنا، ولا نسمح لغيرنا بالبيع لنا وهو يرتديها، وبالتالى ننصح بعدم إرتداء القفازات في الشارع، ولكن بغسل اليدين بالصابون والتطهير بالجيل الكحولي.
ومن المهم أن نعرف أن ارتداء القفازات لا يغني عن غسيل الأيدي، بل يجب غسلها قبل ارتداء القفازات وبعد خلعها. لماذا؟
لأنه من الممكن أن يحدث تلوث للأيدي من خلال مسام القفازات أو التمزقات الصغيرة التي قد تصيب القفازات أثناء الاستعمال، وكذلك للتخلص من الميكروبات التي تتكاثر على الأيدي لأن الشخص يرتدي القفاز واليد عليها ميكروبات، و هذا يؤدي إلى وجود ميكروبات عليها بأعداد أكثر بسبب توفر الرطوبة والدفئ، ومدة التعرض، والوسط المناسب تحت سطح القفازات.

رابعا: العباءات (الجونات)
يوجد عباءات معقمة للعمليات و نظيفة غير معقمة ، ويفضل أن تكون بأكمام طويلة وغير منفذة للسوائل وتكون عند الإستعمال المباشر مع مرضى الكوفيد 19 وأيضاً للزوار، ويوجد نوع ثالث وهو مريلة بلاستيكية أحادية الإستخدام (الماكنتوش) ونستخدمها في الإجراءات المتسببة لتناثر الرزاز.
خامسا: الحذاء البلاستيكي طويل الرقبة الذي يسمى كوزلوك ويكون لعمال النظافة فقط فكما رأينا لبس عمال النظافة أثناء وجود حالات كوفيد 19 أو عموماً هذا لبسهم الخاص لتعاملهم مع أي نفايات خطرة فيرتدون الماسك الجراحي والعباءة الواقية وقفازات الخدمة الشاقة وهي قفازات بلاستيكية سميكة لتمنع اختراق أي شيئ حادة مع القمامة وحذاء بلاستيكي طويل الرقبة.
إذن( لو عندك أعراض البس القناع وإلا وداع .. أما عالي الكفاءة فله دواع فإلزمها قدر المستطاع.)

بعد أن ذكرنا كل معدات الوقاية يجب أن نركز على أن ارتداء معدات الوقاية الشخصية ليست سوا إجراء واحد فعال ضمن حزمة من الضوابط السابق ذكرها، فالاعتماد عليها وحدها لا يكفي ولن يفيد بل قد يضر. فما هي هذه الحزمة؟ هي التي تشمل سياسات مكافحة العدوى وتوفير الإمدادات اللازمة لها، وأيضاً عندنا البنية التحتية المناسبة سواء في المستشفى أو في المنزل كما ذكرنا بتخصيص غرفة وتحديد مواصفاتها وأيضاً الإختبارات المعملية فى إكتشاف الحالات والمعامل والفرز المناسب للمرضى وتسكينهم في المستشفى حسب خطورة الحالة والتدريب على كل هذا. وبعد ذلك توفير مساحة بيئية كافية بين المرضى أو بين المرضى والعاملين لا تقل عن متر أو مترين وتوافر غرف غزل جيدة التهوية للحالات المؤكدة أو المشتبه فيها بكوفيد 19.
بهذا نكون حمينا أنفسنا وشفينا مرضانا، وعدينا لبر السلامة.                                                              التعريف بدكتورة هالة بدوى
استاذ الميكروبيولوجيه الطبية والمناعة وإستشاري مكافحه العدوي بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث التابع لوزاره التعليم العالي والبحث العلمي وعضو لجنه مكافحة العدوي بالمجلس الاعلى للجامعات وعضو مجلس إدارة جمعية ممارسي مكافحه العدوي- مصر

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى