الاخبار

الاستدامة الاستراتيجية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي للأعمال المعاصرة في الوطن العربي

الاستدامة الاستراتيجية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي للأعمال المعاصرة في الوطن العربي

 

بواسطة/ محمد علي

شارك الدكتور مهندس محمد سليم سالمان عضو مجلس إدارة المجلس العربي للطاقة المستدامة فعاليات المؤتمر الدولي الرابع عشر للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمقر جامعة الدول العربية، الذي ترأسه الدكتور أشرف عبد العزيز الأمين العام للاتحاد، ومقرر عام المؤتمر الأستاذة الدكتورة نور شفيق الجندي أستاذ علوم البيئة بمعهد بحوث البترول المصري، تحت عنوان (الذكاء الاصطناعي في الوطن العربي بين التأصيل النظري والتطبيقات العملية التنمية المستدامة نموذجاً).

وبرعاية إعلامية مجلة نهر الأمل.

استهل الحديث بكلمة أعرب فيها عن سعادته للمشاركة في المؤتمر لمناقشة مفهوم الاستدامة الاستراتيجية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والذي يمثل نقلة نوعية في طريقة إدارة الأعمال لتحقيق أهداف النمو والربحية مع الالتزام بالمسؤولية البيئية والاجتماعية والحوكمة الرشيدة (ESG).

قال إن العالم يشهد تحولات متسارعة، وأصبحت الاستدامة الاستراتيجية إطارًا لا غنى عنه للشركات التي تسعى ليس فقط لتحقيق النمو المستدام ولكن أيضًا لبناء سمعة قوية وتعزيز الثقة مع المستثمرين والعملاء. يهدف هذا النهج إلى دمج أهداف الاستدامة في كل جانب من جوانب العمل، بدءًا من التصميم والتطوير، مرورًا بالإنتاج والتشغيل، وصولًا إلى التسويق وخدمة العملاء.

ثم عرَّف الاستدامة الاستراتيجية بأنها تعني تكامل الأهداف البيئية والاجتماعية والحوكمة مع الاستراتيجية العامة للشركة، بحيث تصبح الاستدامة جزءً لا يتجزأ من قرارات العمل اليومية. يركز هذا النهج على خلق قيمة طويلة الأجل للأطراف المعنية (المستثمرين، العملاء، الموظفين، والمجتمع) مع تقليل المخاطر وتعزيز الكفاءة التشغيلية.

وقال عن الاستدامة الاستراتيجية في السياق العربي أن منطقتنا العربية تعتبر غنية بالموارد الطبيعية، لكننا في نفس الوقت نواجه تحديات جسيمة تتعلق بتغير المناخ، نقص المياه، الاعتماد الكبير على الطاقة الأحفورية، والبطالة بين الشباب. لذلك، فإن تطبيق الاستدامة الاستراتيجية في الوطن العربي يجب أن يأخذ في الاعتبار:

1. الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية:

o تحقيق التوازن بين الاستفادة من موارد الطاقة التقليدية مثل النفط والغاز، وزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
o تنفيذ برامج تحلية المياه بكفاءة واستدامة لتلبية احتياجات السكان المتزايدة.

2. تعزيز العدالة الاجتماعية والفرص الاقتصادية:

o تمكين الشباب العربي من خلال التدريب وفرص العمل في الاقتصاد الأخضر.
o تعزيز دور المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق مزيد من الشمولية.

3. تطوير البنية التحتية المستدامة:

o تشجيع استخدام تقنيات البناء الأخضر والمدن الذكية في الدول العربية.
o تعزيز شبكات النقل العام لتقليل الانبعاثات الكربونية وتوفير وسائل نقل مستدامة.

واستطرد حديثه قائلاً إن للاستدامة الاستراتيجية في الوطن العربي أركان ثلاثة:

1. البعد البيئي (Environmental) :

o منطقتنا لديها إمكانيات كبيرة للطاقة الشمسية، فهي واحدة من أكثر المناطق إشعاعًا شمسيًا في العالم. الاستثمار في هذه الإمكانيات يمكن أن يجعل العالم العربي رائدًا عالميًا في مجال الطاقة النظيفة.

o مكافحة التصحر وتدهور الأراضي، وهي تحديات تواجه معظم الدول العربية، من خلال برامج استعادة الأراضي وتقنيات الزراعة الحديثة.

2. البعد الاجتماعي (Social):

o تعزيز الاستثمار في رأس المال البشري من خلال التعليم وتوفير التدريب على التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة.

o المساهمة في تحسين ظروف العمل، خاصة للعمالة غير الرسمية، لتعزيز الاستقرار الاجتماعي.

3. البعد الخاص بالحوكمة (Governance):

o بناء هياكل حوكمة فعالة تُعزز الشفافية والمساءلة، وتشجيع التعاون الإقليمي بين الدول العربية لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال الاستدامة.

كما أوضح دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاستدامة بأنه يُحدث ثورة في الطريقة التي يتم بها تطبيق الاستدامة عبر مختلف القطاعات. في العالم العربي، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُسهم بشكل كبير في دعم الاستدامة من خلال:

1. إدارة الطاقة:

o توقع الطلب: استخدام تقنيات التعلم الآلي لتحليل أنماط استهلاك الطاقة وتوقع الطلب، مما يساعد في تحسين كفاءة الشبكات الكهربائية.

o الصيانة الاستباقية: الذكاء الاصطناعي يساعد في التنبؤ بالأعطال في البنية التحتية للطاقة، مما يقلل من الفاقد ويحسن الأداء.

2. إدارة المياه:

o تطبيق أنظمة ذكاء اصطناعي لتحليل استهلاك المياه والكشف عن التسريبات، مما يقلل من إهدار الموارد في المناطق التي تعاني من ندرة المياه.

o إدارة أنظمة الري الذكية لتحسين استخدام المياه في الزراعة.

3. الزراعة المستدامة:

o الذكاء الاصطناعي يعزز الإنتاجية الزراعية من خلال تحليل بيانات التربة والمناخ لتحديد أفضل ممارسات الزراعة.

أضاف أن استخدام الطائرات بدون طيار المدعومة بالذكاء الاصطناعي لمراقبة المحاصيل وكشف الأمراض بشكل مبكر.
كما أسرد تفصيلاً الفرص والتحديات أمام الوطن العربي في الآتى:

• الفرص:

o موقعنا الجغرافي المتميز يجعلنا مركزًا لتصدير الطاقة النظيفة إلى العالم.

o ثرواتنا البشرية، خاصة الشباب، تمنحنا فرصة فريدة لتبني اقتصاد أخضر يخلق ملايين فرص العمل.

• التحديات:

o تأثير التغير المناخي على الموارد المائية والزراعية.

o ضرورة تقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، وتنويع الاقتصادات الوطنية.

قال عن دور التعاون العربي في تحقيق الاستدامة، إن التكامل العربي يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في تحقيق الاستدامة الاستراتيجية. يمكننا:

1. إطلاق مبادرات مشتركة للطاقة المتجددة:

o مثل الربط الكهربائي بين الدول العربية للاستفادة من فائض الطاقة المتجددة.

2. إنشاء صناديق استثمارية إقليمية:

o لدعم المشاريع المستدامة التي تحقق منافع اقتصادية واجتماعية لجميع الأطراف.

3. تنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية:

o لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة بين الدول العربية في مختلف قطاعات الاستدامة.

ثم تناول الحديث عن أهمية الاستدامة الاستراتيجية للأعمال المعاصرة في النقاط التالية:

1. تعزيز الربحية على المدى الطويل:

الشركات التي تدمج الاستدامة تحقق أداءً ماليًا أفضل، حيث تُظهر دراسات عديدة أن المستثمرين يفضلون الشركات المستدامة.

2. تقليل المخاطر التشغيلية:

من خلال الالتزام بمعايير البيئة والمجتمع والحوكمة، تتمكن الشركات من تقليل المخاطر المرتبطة بالبيئة والقوانين والمجتمع.

3. تحسين السمعة وجذب المواهب:

تعزيز سمعة الشركة ككيان مسؤول ومستدام يزيد من قدرتها على جذب المواهب المتميزة.

4. إيجاد فرص استثمارية جديدة:

التوجه نحو الاقتصاد الأخضر يفتح فرصًا كبيرة في مجالات الطاقة المتجددة، التقنيات النظيفة، والمشاريع المستدامة.

أضاف إن الاستدامة الاستراتيجية ليست خيارًا بل ضرورة ملحة فى ضوء تطبيقات الذكاء الاصطناعي. إننا في الوطن العربي نمتلك الفرصة والإمكانيات لتحقيق نقلة نوعية. أدعو الحكومات، الشركات، والمجتمع المدني إلى تبني الاستدامة كنهج استراتيجي يدعم النمو الاقتصادي ويحمي بيئتنا للأجيال القادمة. دعونا نعمل معًا على تحويل التحديات إلى فرص، وبناء مستقبل مستدام ينعم فيه المواطن العربي بالرفاهية والازدهار.

ومن المؤكد أن هناك العديد من المؤسسات العربية التي حققت نجاحات بارزة في مجال الاستدامة وتبني معايير ESG،

اختتم كلمته بأن الاستدامة والذكاء الاصطناعي ليسا مجرد مفهوم أو إطار نظري، بل أسلوب حياة ومسار لتحقيق التقدم. من خلال العمل المشترك، أشكر لكم حسن استماعكم، وأتطلع إلى مناقشاتكم القيمة.

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى