مقالات

الاعتراف بهموم وأعباء الأسرة المصرية

الاعتراف بهموم وأعباء الأسرة المصرية

كتب: أحمد نور الدين

من الأخبار المهمة التى توقفت عندها، ولفتت انتباهى بشدة، هذا الخبر والتصريح الذى جاء على لسان وزير المالية، أحمد كجوك، تحت عنوان “ندرك الأعباء المعيشية على الأسرة المصرية.. ونعمل على احتواء الآثار الصعبة للإصلاحات الاقتصادية”، ما شدنى ولفت نظرى فيه، هو اعتراف المسؤول الأول عن الماليات فى مصرنا الحبيبة بواقع هموم الأسرة المصرية، وما تفرضه تداعيات سعار الأسعار التى تنهش فى جسدها، وعظم أثقال الأعباء التى تنوء بحملها الجبال، وتحملها الأسرة المصرية فى تحمل فريد، وصبر ورضا مشهود، ينم عن تكوينة المصرى الأصيل عبر آلاف السنين، بمعدنه الجلى الذى لا يصدأ، ولا يتبدل، ولا تغيره عوامل الشدة، والضيق، والقنوط ، واليأس.

تصريح “كجوك”، جاء عبر إعلانه النسخة الحادية عشرة من تقرير “موازنة المواطن” الذى أصدرته وزارة المالية، عرضا للأولويات الاقتصادية، والتنموية، والاجتماعية خلال العام المالي الحالي ٢٠٢٤/ ٢٠٢٥، وتأكيدا لحرصه، وحرص حكومته على إرساء دعائم التواصل الفعال مع مختلف شرائح المجتمع، تحت شعار: “معا.. نُنتج ونتطور”، وترسيخا لأطر الشفافية، والإفصاح المالي، والمشاركة المجتمعية، التى انتهجتها وزارات مصر المختلفة، لتطلع المواطن على كل ما يدور فى المطبخ الوزارى، من سياسات وتداعيات تصب فى النهاية فى مصلحته.

جاء إقرار واعتراف وزير المالية أحمد كجوك، ليهدهد على قلوب الأسرة المصرية، وليربت على كتفها، وليمنحها السكينة، مخففا عنها، بدعمها، ومنحها شعورا بالأمان، بكلمات مطمئنة، تخفف ألمها من هذا الواقع الذى تعيشه، بعنايته لها، وتؤازرها بحب صادق، وتعانقها بروح مليئة بالرعاية، يرفع من معنوياتها وثقتها فى هذا المسؤول، ووزارته، ومن ورائهما قيادتنا السياسية، التى تعمل دائما وتصدر لمواطنيها ما يواسي قلبهم بلطف، ويشد على أيديهم بعطف، ويهدئ روحهم وروعهم مما يعانوه ويحيونه من أعباء وهموم معيشية، ويقف بجانبهم بوفاء، ساكبة في قلوبهم الطمأنينة، وأن البشر والخير قادم بحول الله وقوته ومشيئته، وأننا نأخذ بالأسباب المؤدية لهذا مصداقا لمبدأ الله تعالى “فأتبع سببا”.

نعم ثمة أعباء معيشية صعبة تواجه الأسرة المصرية في وقتنا الحالي، تتمثل فى ارتفاع تكاليف المعيشة، والسلع، والخدمات الأساسية، من الطعام، والكهرباء، والمياه، مما أصبح من الصعب على الأسر تلبية احتياجاتها اليومية، ايضا زيادة أسعار الإيجارات، وشراء العقارات بشكل ملحوظ، وضعف الرواتب في بعض القطاعات، يؤثر على دخل الأسر، ويزيد من صعوبة تغطية النفقات، وارتفاع أسعار الأدوية والخدمات الطبية، جنبا الى ارتفاع أسعار الوقود، وزيادة تكلفة وسائل النقل، مما يؤثر بشكل مباشر على ميزانية الأسر، فضلا عن التضخم المتزايد المؤدي لتآكل القيمة الحقيقية للأجور، مما يجعل من الصعب الحفاظ على مستوى معيشة لائق للأسر المصرية، ناهيك عن التحدي الكبير للشباب، المتجسد فى زيادة تكاليف الزواج، وتجهيز المسكن، لمن يرغبون في بدء تأسيس أسرة جديدة، وغيرها من الهموم والأعباء، التى ينوء بحملها الجبال كما ذكرت سلفا.
والحق أعترف أن سبب وقوفى أمام الخبر، يدلل أن هذا إقرار من وزير المالية بالاعتراف بهموم الاسرة المصرية، وأن الوزارة والحكومة تعمل على احتواء الآثار الصعبة للإصلاحات الاقتصادية، وما يصاحبها من غلاء للأسعار لم نشهده من قبل، قد أصبح واقعا مشهودا فى أن الحكومة والمواطن صارا فى مركب واحد، وأنه لم يعد هناك واديان يمشى كل منهما في واحد منه، وأنه لم يعد المواطن والحكومة على موجتين مختلفتين، وأن ما كان يقال ويُعتقد يقينا آنفا، من أن الحكومة لا تعيش نفس واقع المواطن، وأنها لا تشعر بمعاناته، وبعيدة كل البعد عن همومه، وأنهما لا يتفقان على شيء، لم تعد من أدبيات العلاقة الآن بينهما بالواقع الفعلى المشهود أيضا -يقينا- الآن، وهذا انطلاقا وتمسكا بقول نبينا الحبيب ﷺ: “من لا يشكر الناس لا يشكر الله”.

آليات ومسارات اقتصادية ومالية، أفصح “كجوك” عن سعى وزارته وحكومته بالعمل فيها لتحسين معيشة الأسر المصرية، ذكر منها: تعزيز سياسات وبرامج ومبادرات الحماية الاجتماعية الأكثر استهدافا للمستحقين للدعم، لتخفيف حدة التضخم عليهم، وأن ثمة مجموعة وزارية عاكفة على دراسة أفضل السبل والأنظمة الملائمة لتحقيق توجهات برنامج عمل الحكومة فى هذا الشأن، فضلا عن ضمان عدالة توزيع فرص وثمار التنمية، وتطور جودة الخدمات، ودفع جهود التوسع فى مبادرات التنمية البشرية الأكثر تأثيرا فى حياة المواطنين، لبداية جديدة لبناء الإنسان المصرى، من خلال زيادة أوجه الإنفاق على الصحة والتعليم، تنفيذا للتكليفات الرئاسية للحكومة.

كما كان من بشريات أحمد كجوك وزير المالية للمواطن زيادة المخصصات المالية المتوجهة للدعم، والمنح، والمزايا الاجتماعية، بموازنة العام المالى الحالى، واستمرار مساندة المبادرات الصحية، وزيادة مخصصات الأدوية والمستلزمات الطبية، تحقيقا لحلم كل المصريين فى الرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة لجميع أفراد الأسرة، لافتا أن الخزانة العامة للدولة تتحمل اشتراكات غير القادرين من المستفيدين بهذه المنظومة المتطورة.

ملف استهداف زيادة دور ومساهمة القطاع الخاص بشكل أكبر فى الأنشطة الاستثمارية والاقتصادية والتنموية، كان فى عقل خطة الوزير ايضا للعام الحالى، تعزيزا لبنية اقتصادنا المصرى، وتمويلا لبرامج تحفيز النشاط الاقتصادى، خاصة مساندة القطاعات الصناعية والتصديرية، على نحو يدفع حركة الاستثمارات الخاصة للنمو المستدام، ويساعد فى توفير المزيد من فرص العمل المنتجة للشباب.

تحية شكر وتقدير لوزير المالية أحمد كجوك، وللأداة الرائعة المهمة «موازنة المواطن»، لما فيها من إشراك شبابنا ومواطنينا، في صياغة رؤية الحكومة وأولوياتها، وسياساتها المالية للدولة، وتعريفها بتفاصيل عملية الإنفاق العام، المنحازة لمصلحتهم، وتلبية احتياجاتهم فى مقامها الأول، فضلا عن استهداف الفئات الأولى بالرعاية، والشباب والمرأة بشكل أكبر في فرص التنمية، وهذا ما نرجوه جميعا، وباستقراء هذا الواقع.. أؤكد لك -قرائى الكرام- مكررا، أن الخير قادم بحول الله ومشيئته، فأبشروا.

#مجلة_نهر_الأمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى