التحول الرقمي ركيزة اساسية في تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد وتحقيق تكامل مؤسسي لبناء الدولة في ظل التنمية المستدامة
في الورشة العلمية التي نظمتها مؤسسة التعاون الدولية للتنمية المستدامة
التحول الرقمي ركيزة اساسية في تعزيز الشفافية
ومكافحة الفساد وتحقيق تكامل مؤسسي لبناء الدولة
في ظل التنمية المستدامة
في الورشة العلمية التي نظمتها مؤسسة التعاون الدولية
للتنمية المستدامة
كتب: محمود علي
أقامت مؤسسة التعاون الدولية للتنمية المستدامة برئاسة وإشراف د. عباس أحمد الاسدي، مساء أمس الخميس 18-9-2025، الورشة العلمية الافتراضية تحت عنوان «التحول الرقمي ركيزة اساسية في تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد وتحقيق تكامل مؤسسي لبناء الدولة في ضل التنمية المستدامة».
شارك بها كل من:
– د. سامي ابراهيم جعفر الربيع – تدريسي في الجامعة التكنولوجية – كلية هندسة الانتاج والمعادن – جمهورية العراق.
– د. عبير أديب عباس الربيعي – الولايات المتحدة الأمريكية.
– د. سحر سامي كامل – جمهورية مصر العربية – مدير الورشة.
افتتح الورشة د. عباس الأسدي – رئيس مؤسسة التعاون الدولية للتنمية المستدامة، بكلمة قال فيها.. أن هذه الورشة العلمية تأتي لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد في ظل تكامل مؤسسي لبناء الدولة في ظل التنمية المستدامة، مشيراً بوجود قامات كبيرة من العراق والولايات المتحدة الأمريكية، والتي تقوم بإدارتها الدكتورة سحر سامي كامل من جمهورية مصر العربية
وفي كلمتها، حيت د. سحر سامي كامل – جمهورية مصر العربية – مديرة الورشة، د. عباس أحمد الأسدي – رئيس مؤسسة التعاون الدولية والسادة الحضور، موضحة أن التحول الرقمي أصبح أحد أهم محاور التنمية المستدامة التي تقوم على بناء الدول وسعيها نحو تحقيق التنمية المستدامة، وأن الأدوات الرقمية لم تعد مجرد أدوات مساعدة، وأن الهدف منها تحقيق بنية أساسية تساعد وتدعم الدول في مكافحة الفساد.
من جانبه أوضح د. سامي ابراهيم جعفر الربيع، أن التحول الرقمي ركيزة أساسية في تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، وتحقيق التكامل المؤسسي لبناء دولة تحقق التنمية المستدامة.
وأفاد أن موضوع الفساد مخصص لبعض البلدان العربية التي تعاني منه مثل موريتانيا والعراق، مروراً بالمغرب العربي والخليج كونه أحد معوقات تحقيق التنمية المستدامة في البلدان العربية، موضحاً أن هناك تجارب كثيرة عولجت من قبل دول أخرى مثل دولة الإمارات التي استطاعت أن تحقق قفزة نوعية في مجال التحول الرقمي سوف نتطرق لها في المحاضرة.
وأضاف أن محاور الورشة تنقسم إلى ثلاثة محاور رئيسية، نسعى من خلالها دراستها مع السادة الحضور، حيث قام بشرح المحاور على النحو التالي:
المحور الأول: النزاهة والشفافية:
كيف يعزز التحول الرقمي النزاهة والشفافية؟
كيف استطاعة الدول معالجة هذا المحور؟
الآلية:
تحويل خدمات مثل استخراج الوثائق (شهادات الميلاد – الرقم الوطني – رخص البناء – التراخيص التجارية) إلى منصات تحكم الخوارزمية في العملية، مما يلغي الحاجة إلى “وسيط” أو دفع رشاوي لتسريع المعاملة.
نموذج حكومة إستونيا الرقمية
99% من الخدمات الحكومية متاحة عبر الإنترنت، المواطن يستطيع أن يرى بالضبط أين وصلت معاملته، ومن هو الموظف المسؤول عنها، ومتى ستنتهي، مما يلغي أي مجال للتلاعب أو طلب رشاوي.
وأوضح أن الخلاصة للمحور الأول أن التحول الرقمي يجبر الجهات الحكومية على أن تكون شفافة لأن البيانات تصنع ملكية عامة، والنزاهة تصنع سمعة ملازمة للنظام وليس خياراً أخلاقياً فقط.
المحور الثاني: مكافحة الفساد الإداري:
كيف يحارب التحول الرقمي الفساد الإداري؟
كيف استطاعت الدول معالجة هذا المحور؟
الآلية:
كل معاملة إلكترونية يتم توثيقها لوضع رقمي واختزانها في سجلات مشفرة لا يمكن التلاعب بها لاحقاً. هذا يخلق سجلاً واضحاً يحدد المسؤولية بدقة.
نموذج جورجيا:
كانت من أوائل الدول التي طبقت تقنية البلوك في سجلات الأراضي والعقارات. أصبح من الستحيل تزوير ملكية عقار أو بيعه سراً، مما قضى على أحد أكبر مصادر الفساد في البلاد.
وأوضح أن الخلاصة للمحور الثاني “التحول الرقمي لا يصنع الفساد فحسب، بل يجعله قابلاً للاكتشاف بسهولة وسرعة، مما يزيد من مخاطره على الفاسد ويقل من فرص نجاحه”.
المحور الثالث: التكامل المؤسسي وترابط مؤسسات الدولة:
كيف يحقق التحول الرقمي التكامل بين مؤسسات الدولة؟
الآلية:
يمكن أنظمة التكامل المسؤولين في رئاسة مجلس الوزراء أو مراكز صنع القرار من رؤية أداء جميع المؤسسات بشكل حيوي على لوحات تحكم.
نموذج في كوريا الجنوبية:
تسمح هذه الأنظمة للرئيس ووزاراته بمتابعة مؤشرات أداء رئيسية لجميع المشاريع الوطنية في الوقت الفعلي، ورصد أي تعثر أو اختناق في أي مكان في البلاد. مما يمكنهم من توجيه الدعم والموارد فوراً واتخاذ قرارات مستنيرة مبنية على بيانات من جميع القطاعات.
وأوضح أن الخلاصة للمحور الثالث هي أن التكامل الرقمي يحول مؤسسات الدولة من جزر منعزلة إلى شبكة متكاملة. هذا الترابط يزيد من كفاءة الأداء ويجعل التخطية للتنمية المستدامة شاملاً وقائمة على رؤية موحدة. وهو الهدف الأساسي لبناء الدولة العصرية.
وفي ختام المحاضرة:
قام الدكتور سامي الربيع بإلقاء نظرة عامة من واقع المحاور الرئيسية الثلاثة بشرح تفصيلي للخسائر الإجمالية المقدرة، نتيجة إلى غياب النزاهة والشفافية، والفساد الإداري والوظيفي (الرشاوي والاختلاسات) وعدم التكامل المؤسسي وترابط مؤسسات، موضحاً أنه وفقاً لتقارير البنك الدولي ومنظمة الشفافية الدولية، تقدر أن الفساد في العراق كلف البلاد ما يزيد عن 600 مليار دولار منذ عام 2003 حتى اليوم، وأن هذه الأموال كانت يمكن أن تبني آلاف المدارس والمستشفيات والطرق وتوفر خدمات أساسية لكل العراقيين.









