التعليم الأمني والإعلام الأسري الرقمي… شراكة استراتيجية لبناء وعي أمني مستدام
التعليم الأمني والإعلام الأسري الرقمي… شراكة استراتيجية لبناء وعي أمني مستدام
في إطار أعمال المؤتمر، قدّم اللواء الدكتور محمد فوزي إبراهيم، أستاذ العلوم الأمنية بأكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية، ورقة بحثية بعنوان “التعليم الأمني والإعلام الأسري الرقمي: شراكة استراتيجية لبناء وعي أمني مستدام”، خلال المؤتمر الدولي الخامس عشر للاتحاد الدولي للتنمية المستدامة والبيئة
“التنمية المستدامةومستقبل الأجيال “
أكد د. فوزي في كلمته أن العالم العربي يشهد تحولا رقميا واسعا ترك أثرا مباشرا على الأسرة العربية وأنماط التربية والتواصل، مشيرًا إلى أن هذا الاتساع في الفضاء الرقمي جعل من الضروري بناء وعي أمني متين داخل الأسرة من خلال تعاون وثيق بين مؤسسات التعليم الأمني والإعلام الأسري الرقمي.
وأوضح أن التعليم الأمني هو المصنع الحقيقي لإعداد الكوادر الشرطية المتخصصة، بينما يمثل الإعلام الأسري الجسر الذي تنساب عبره المعرفة الأمنية إلى داخل البيوت بطريقة مبسطة وفعّالة، مؤكدًا أن هذا التكامل أصبح ضرورة لحماية الناشئة من المخاطر الإلكترونية المتنامية.
تحول رقمي يفرض واقعا جديدا على الأسرة العربية
وتطرق د. فوزي إلى أبرز التحديات الرقمية التي تواجه الأسرة اليوم، وفي مقدمتها:
انفتاح الأبناء على منصات غير خاضعة للرقابة التقليدية،
تنامي الجرائم الإلكترونية ضد الأطفال كالابتزاز والاستدراج،
انتشار المحتوى المضلل داخل المجموعات الأسرية،
إدمان الإنترنت وآثاره النفسية والاجتماعية،
دخول الذكاء الاصطناعي إلى بيئة الطفل بشكل متسارع.
وأكد أن هذه التحديات تجعل من رفع الوعي الأمني الأسري مهمة عاجلة لا تحتمل التأجيل.
التعليم الأمني ودوره في نشر الثقافة الرقمية الآمنة
وسلطت الورقة الضوء على الدور الحيوي للأكاديميات الشرطية—ومن بينها أكاديمية الشارقة—في بناء الوعي الرقمي الأسري عبر:
إعداد كوادر أمنية تمتلك معرفة تقنية حديثة،
تدريب الضباط على الاتصال الإعلامي الأمني،
تحديث المناهج لتشمل موضوعات حماية الأسرة الرقمية،
دعم البحوث في الأمن الأسري الرقمي،
توفير مواد علمية تساعد الإعلام في نشر الثقافة الوقائية.
الإعلام الأسري… شريك أساسي في حماية المجتمع
وبيّن د. فوزي أن الإعلام الأسري الرقمي يُعد شريكا رئيسيًا في نقل المعرفة الأمنية إلى الجمهور، من خلال إنتاج محتوى توعوي مبسط، وتعزيز مهارات الحماية الرقمية لدى الآباء والأبناء، وتقديم مواد مرئية وصوتية تكشف مخاطر التطبيقات والألعاب الإلكترونية، إلى جانب دعم ثقافة الحوار داخل الأسرة حول الاستخدام الآمن للتقنية.
شراكة استراتيجية… ومبادرات مشتركة
وأبرزت الورقة أهمية بناء شراكة استراتيجية بين مؤسسات التعليم الأمني والإعلام الأسري تقوم على:
توحيد الرسائل الأمنية،
إنتاج محتوى توعوي مشترك،
إعداد ضباط قادرين على الظهور الإعلامي،
تنظيم ورش عمل للأسر،
اعتماد مناهج متخصصة للأمن الأسري الرقمي.
كما اقترح د. فوزي عددا من المبادرات لتعزيز هذا التعاون، من بينها:
إطلاق منصة رقمية مشتركة، إصدار دليل وطني للأمن الأسري الرقمي، إنشاء مركز تواصل إعلامي مخصص للأسرة، إنتاج محتوى مرئي قصير موجّه للأطفال والوالدين، وتنظيم ملتقيات تجمع الأكاديميات الشرطية وخبراء الإعلام.
توصيات لتعزيز الوعي الأمني المستدام
واختتم د. فوزي عرضه بعدة توصيات، أبرزها:
دمج الأسرة في البرامج التوعوية الأمنية،
تدريب الضباط على الإعلام الرقمي،
إطلاق حملات توعية وطنية موحدة،
تطوير محتوى رقمي عربي آمن،
تعزيز الأبحاث في مجال أمن الأسرة والتحول الرقمي.
ختام
وأكد أن الشراكة بين التعليم الأمني والإعلام الأسري الرقمي أصبحت حجر الأساس لبناء وعي أمني مستدام في ظل التحول الرقمي المتسارع، لافتًا إلى أن الأسرة ستظل خط الدفاع الأول، بينما يوفر التعليم الأمني المعارف المتخصصة ويترجم الإعلام هذه المعرفة إلى سلوك وقائي يحمي الأجيال القادمة.
جدير بالذكر أن المؤتمر أقيم بمقر جامعة الدول العربية وتحت رعايتها برئاسة الدكتور أشرف عبد العزيز ،تنظيم مشترك مع جامعة الزيتونة بليبيا بحضور الوزير مفوض د.رائد الجبوري مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية بجامعة الدول العربية
برعاية إعلامية مجلة نهر الأمل الراعي الإعلامي الرسمي للاتحاد









