بقلم: الكاتب ابراهيم عوف
التنمر ” Bullying ” هو شكل من أشكال العنف والإيذاء والإساءة التي تكون موجهة من فرد أو مجموعة من الأفراد إلى فرد أو مجموعة من الأفراد حيث يكون الفرد المهاجم أقوى من الأفراد الباقين. و هو ظاهرة عدوانيّة وغير مرغوب بها تنطوي على مُمارسة العنف والسلوك العدواني من قبل فردٍ أو مجموعة أفراد نحو غيرهم، وتنتشر هذه الظاهرة بشكلٍ أكبر بين طلّاب المدارس، وبتقييم وضع هذه الظاهرة يتبيّن أن سلوكيّاتها تتّصف بالتّكرار، بمعنى أنها قد تحدث أكثر من مرة، كما أنها تعبّر عن افتراض وجود اختلال في ميزان القوى والسّلطة بين الأشخاص؛ حيث إن الأفراد الذين يمارسون التنمّر يلجؤون إلى استخدام القوّة البدنيّة للوصول إلى مبتغاهم من الأفراد الآخرين، وفي كلتا الحالتين، سواءً أكان الفرد من المتنمرين أو يتعرّض للتنمّر، فإنه معرّض لمشاكل نفسيّة خطيرة ودائمة
وتبدو ظاهرة التنمر جلية في جائحة ” كورونا “و توجيه الإساءة والإيذاء من قبل المجتمع فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف – مانقصده هنا الأطباء والطاقم الطبي – (في الغالب جسديا)، وهو من الأفعال المتكررة على مر الزمن والتي تنطوي على خلل (قد يكون حقيقيا أو متصورا) في ميزان القوى بالنسبة للطفل ذي القوة الأكبر أو بالنسبة لمجموعة تهاجم مجموعة أخرى أقل منها في القوة
بدأت ظاهرة التنمر تنتشر بكثرة في الآونة الأخيرة – بعد أنتشار فيروس ” كورونا ” وأصبحنا نرى التنمر في كل مكان؛ في الشارع أو المدرسة أو الجامعة أو المنزل حتى في مكان العمل! من هنا، اخترنا أن نناقش في هذا المقال تعريف التنمر، وطرق التعامل معه، وأسبابه، وآثاره وأنواعه وعلاجه.
كيف يكون التنمر؟ يكون التنمر عن طريق التحرش أو الاعتداء اللفظي أو البدني أو غيرها من الأساليب العنيفة، ويتبع الأشخاص المتنمرون سياسة الترهيب والتخويف والتهديد، إضافة إلى الاستهزاء والتقليل من شأن الشخص.
و فيروس ” كورونا ” تسبب في زيادة حالات التنمر والكراهية والعنصرية في التعامل مع مصابي ” كورونا”، ووصل الأمر إلي إتهام بعض الجماعات والقوميات بالتسبب في الجائحة. و لا الشرع ولا الدين ولا الأخلاق يقبل أو يوافق على سلوك التنمر المشين.
الجيش الأبيض يعمل في أسمي المهمات الإنسانية بروحهم وحياتهم. و يواجه الجيش الأبيض الرابض في الصفوف الأمامية الخطر الأعظم، وهم يعلمون ذلك وبتفاني، و تجدهم غارقون في علاج المرضي دون راحة. ومع الأسف نجد البعض يتعامل معهم بشكل سيء وخاطيء، بدلا من مساندتهم ودعمهم.
شهدت مصر مع الأسف أكثر من حالة تنمر ضد مرضي “كورونا ” في الفترة الآخيرة، فتارة نجد من يرفض دفن جثة متوفي ” الكورونا ” كما حدث من قرية شبرا البهو مع د. سونيا عبدالعظبم عارف حتي تدخلت قوات الأمن وفرقت الأهالي بالقنابل المسيلة للدموع و دفنتها بالقوة – مع أن الجميع يشهد لها بالخير وحسن التعاون، لذك قرر د. أيمن مختار محافظ الدقهلية تكريمها وإطلاق أسمها علي المدرسة الابتدائية، وكذلك قام د. محمد الخشت بإطلاق أسمها علي وحدة طبية بالقصر العيني، وقام رئيس مجلس الوزراء بالإتصال وتقديم وأجب العزاء والمواساة لزوج الفقيدة.
وتكرر الأمر مع والد طبيب مستشفي العزل بالإسكندرية، والذي رفض أهالي قرية بولس – كفر الدوار مواراة جثمانه الثري، حتي تدخلت قوات الأمن.
وقام أهل الإسماعيلية بمضايقة الطبيبة دينا م. فاضطرت إلي ترك منزلها وذهبت إلي مكان آخر – لكنهم لم يتركوها وشأنها – وفوجئت في أحد الأيام بتجمع عدد من الأهالي وأفراد الأمن ينادون عليها ويدعون أنها مصابة بفيروس ” الكورونا ” هي ومن معها، وهربت لتعزل نفسها.
وقال أحد الأطباء:” الكل يهرب مني، ولا يريد التحدث معي أو السلام علي، او حتي النظر إلي “.
وعلق د. أسامة عبدالحي، عضو مجلس نقابة الأطباء علي شكوي طيبة آخري بحميات الإسماعيلية، والتنمر ضد الأطباء والأطقم الطبية قائلا:” هذه و قائع مؤسفة، وتنم عن جهل البعض بشكل مبالغ فيه .. لا يوجد طبيب أو طاقم طبي تقاعس عن عمله – وهذا دورنا – وهذه حرب عالمية ثالثة ضد كورونا ، ولابد من التعامل معها بدرجة أكبر من الوعي “.
يجب أن يعرف الجميع أن قانون العقوبات دافع عن حرمة الموتي في المادة ( 160 ) والتي تنص علي: ” يعاقب بالحبس والغرامة من 100 إلي 500 بحد أقصي كل من شوش علي إقامة شعائر ملة أو أحتفال ديني “.
تضامن عدد من نواب البرلمان مع حملة ” كورونا ” مش جريم، يضطر أن يخفيها عن البعض.
وأطلقت العديد من المبادرات لدعم مرضى فيروس ” كورونا “.. نحن معكم لا للتنمر مع مرضي ” كورونا ” يجب أن ندعوا لهم بالشفاء ونجبر خاطرهم .
ربنا يزيل الغمة عن الأمة.
اللهم أحفظ البلاد والعباد