الجرف تكتبت: يوسف.. مرآتي في رحلة الحياة
![الجرف تكتبت: يوسف.. مرآتي في رحلة الحياة](https://nahr-alamal.com/wp-content/uploads/2025/02/WhatsApp-Image-2025-02-03-at-1.32.52-PM-780x470.jpeg)
الجرف تكتبت: يوسف.. مرآتي في رحلة الحياة
بقلم: د. أسماء الجرف
عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر الشريف
قصة سيدنا يوسف عليه السلام لم تكن مجرد حكاية قرأتها في كتاب؛ فهي عمل أدبي عميق يتناول قضايا إنسانية جوهرية كالغيرة والحسد والصبر والأمل والكرامة والعفو.
وقد شكلت هذه القصة، بالنسبة لي، رحلة استكشاف ذاتية مكثفة، حيث وجدت فيها انعكاسًا لخبراتي وتجاربي الحياتية.
عندما تتبع خطوات سيدنا يوسف في رحلته الشاقة، من الرمي في الجب إلى اعتلاء عرش مصر، لا يسع المرء إلا أن يرى فيها نموذجًا للإنسان الصابر المحتسب، الذي يثق في قدرة الله على قلب الأقدار. وقد كان صبر سيدنا يوسف في السجن، على وجه الخصوص ، مصدر إلهام لي في مواجهة تحديات الحياة.
فقد وجدت نفسي أستعيد ذكرياته كلما ألم بي اليأس أو الإحباط، وأتذكر كيف أن الصبر الثابت على الطاعة كان مفتاح فرجه.
ولم يقتصر تأثير قصة سيدنا يوسف على الجانب الروحي فحسب، بل امتد إلى الجانب النفسي أيضاً
فقد أدركت أن الأمل هو القوة الدافعة التي تحرك الإنسان نحو تحقيق أهدافه، وأن سيدنا يوسف كان مثالًا حيًا على ذلك. فبالرغم من الظروف القاسية التي مر بها، ظل يحمل في قلبه أملاً راسخاً بمستقبل أفضل.
كما تعلمت من سيدنا يوسف قيمة الكرامة والعفة، وكيف أن التمسك بها هو أساس بناء شخصية قوية. فبالرغم من كل الإغراءات التي تعرض لها، ظل ثابتاً على مبادئه، محافظًا على عزة نفسه وكرامته. وقد كان هذا الدرس بمثابة درع واقٍ لي في مواجهة تحديات الحياة.
ولعل أبرز الدروس التي استخلصتها من هذه القصة هو درس العفو والتسامح. فقدرة سيدنا يوسف على مسامحة إخوته على كل ما اقترفوه في حقه كانت شاهدة على علو نفسه وسماحته.
وقد أدركت أن التسامح هو أقوى من الانتقام، وأنه يحرر النفس من أسر الحقد والكراهية.
وفي الختام، يمكن القول: إن قصة سيدنا يوسف عليه السلام لم تكن مجرد قراءة عابرة، بل كانت رحلة اكتشاف ذاتي عميقة.
فقد ساعدتني هذه القصة على فهم نفسي بشكل أفضل، وعلى مواجهة تحديات الحياة بثقة وتفاؤل. أعتقد أن هذه القصة ستظل مصدر إلهام لي طوال حياتي.