“الذكاء الاصطناعي بوابة تحقيق التنمية المستدامة الشاملة”
“الذكاء الاصطناعي بوابة تحقيق التنمية المستدامة الشاملة”
كتب: محمود علي
نظمت مؤسسة التعاون الدولية للتنمية المستدامة برئاسة وإشراف د. عباس أحمد الأسدي، مساء أمس 9 ديسمبر 2023، ورشة بعنوان “الذكاء الاصطناعي بوابة تحقيق التنمية المستدامة الشاملة”، وذلك عن طريق منصة Google Meet، حاضر بها الأستاذ الدكتور سامي إبراهيم الربيعي – الجامعة التكنولوجية في العراق، والأستاذة الدكتورة منال خيري محمود – جامعة حلوان في مصر. وقد أدارة الجلسة الدكتورة كوثر القاسمي – من دولة تونس.
بدأت الورشة بكلمة الأستاذة الدكتورة منال خيري محمود – جامعة حلون عن مفهوم وتصور الذكاء الإصطناعي ومردوده الإقتصادي وعلاقته بالتنمية المستدامة، بداية من خلق الإنسان مروراً بمجتمع الزراعة سنة 13000 قبل الميلاد، ومجتمع الصناعة بنهاية القرن الـ18، ومجتمع المعلومات بنهاية القرن الـ20، إلى القرن الـ21 وما شهده من 3 ثورات صناعية (صناعة خفيفة – صناعة ثقيلة وصناعة الكيماويات – صناعة الكمبيوتر والإنترنت) ثم الثورة الصناعية الرابعة وهي (التحول الرقمي “إنترنت الأشياء – الذكاء الإصطناعي)، وصولاً إلى الثورة الصناعية الخامسة التي تركز على دمج التكنولوجيا الحديثة مع الذكاء البشري بشكل أكثر فاعلية مما كانت عليه في الثورة الصناعية الرابعة، والتي ظهرت وكأنها منافسة بين التكنولوجيا الحديثة والقوى البشرية العاملة، حيث تسعى الثورة الصناعية الخامسة إلى بناء علاقة أكثر توازناً بين التقنيات الحديثة والبشر. وأنها تعتمد على قوة الثورة الصناعية لتحقيق أهداف اجتماعية تحلق أبعد من خلق فرص وظيفية ونمو لتصبح محركاً للإزدهار تصنع رفاهية الإنسان وسلامته في كافة عمليات وخطوك الإنتاج وتحافظ على كوكب الأرض.
وأوضحت الدكتورة منال أن الذكاء الإصطناعي هو فرع من فروع علوم الكمبيوتر يهدف إلى إنشاء آلات ذكية يمكنها التفكير والتصرف مثل البشر والقدرة والكفاءة على إنجاز المهام باستجابة ودقة عالية تماثل الذكاء البشري. وأن أنظمة الذكاء الإصطناعي أصبحت قادرة على إدراك بيئتها والتعلم من البيئة الموجودة من حولها وجمع البيانات واتخاذ القرارات بدون أي تدخل بشري ونتيجة هذه القوة الرائعة التي ولدتها دخلت استخدامات هذه الأنظمة في الكثير من المجالات التي لقيت تطور كبير جداً وملحوظ عند استخدام الذكاء الإصطناعي.
كما أوضحت أن أتمتة المهام “مهام أوتوماتيكية” حيث سيتم استخدام الذكاء الإصطناعي لأتمتة العديد من المهام في المستقبل، من العمليات العادية إلى العمليات المعقدة، مما يسمح للبشر بالتركيز على المهام عالية المستوى والإبداع. وتحسين اتخاذ القرار من خلال توفير رؤى دقيقة في الوقت المناسب للبيانات، مما يسمح باتخاذ قرارات مستنيرة بشكل أفضل، ويعمل على زيادة الإنتاجية، حيث يسمح للشركات بزيادة إنتاجيتها عن طريق تقليل الوقت والجهد اللازمين لإكمال المهام والعمليات. كما يؤدي إلى تحسين وتوفير تجارب عملاء أكثر تخصيصاً من خلال التعرف على تفضيلات العملاء وتقديم توصيات مصممة خصيصاً لاحتياجاتهم. كما يعمل على تعزيز والمساعدة في تحسين الأمن من خلال تتبع البيانات وتحليلها لاكتشاف التهديدات المحتملة والإستجابة لها. ويعمل على تحسين جودة وكفاءة العمليات من خلال التعلم من البيانات والتكيف تلقائياً مع الظروف المتغيرة، كما يعمل على تقليل التكاليف عن طريق أتمتة المهام والعمليات، مما يسمح للشركات بتوفير المال على العمالة والموارد.
وأشارت إلى مشاكل الذكاء الإصطناعي من حيث التحيز والخصوصية والأمان، موضحة أن خوارزميات الذكاء الإصطناعي ممكن أن تكون متحيزة إذا كانت البيانات المستخدمة لتدريبهم متحيزة ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى نظام ذكاء اصطناعي يميز ضد أفراد أو مجموعات معينة من الناس، وأن الخصوصية يمكن أن تجمع وتحلل كميات هائلة من البيانات حول الأفراد دون علمهم أو موافقتهم، وأن تكون أنظمة الذكاء الإصطناعي عرضة للقرصنة والتلاعب، مما قد يؤدي إلى مخاطر أمنية خطيرة.
كما أشارت إلى علاقة الذكاء الإصطناعي بالتنمية المستدامة من خلال الهدف التاسع من أهداف التنمية المستدامة، المعني بتعزيز الصناعة الشاملة والمستدامة ورعاية الإبتكار، الثورة الصناعية الخامسة، حيث ينصرف إلى بناء بنى تحتية قادرة على الصمود والتشجيع على التصنيع الشامل والمستدام ويعزز الإبتكار، وتمكين البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات والإتصال خدماتها التي تتسم بالذكاء وانخفاض أسعارها من المشاركة في الإقتصاد الرقمي وزيادة رفاهيتها وقدرتها على المنافسة الإقتصادية، مع إحداث تأثير كبير في مجالات الشمول المالي.
واختتمت حديثها بمواجهة الذكاء الإصطناعي للتحديات كتغير المناخ، وصحة المحيطات، باستخدام التعلم الآلي لتحسين توليد الطاقة والطلب عليها في الوقت الفعلي يحسن أنظمة الشبكة مع زيادة القدرة على التنبؤ وزيادة الكفاءة واستخدام الطاقة المتجددة، ونشر أجهزة الإستشعار والعدادات الذكية داخل المباني لجمع البيانات والمراقبة والتحليل وتحسين استخدام الطاقة في المباني، والنقل الذكي لتحسين التنقل وزيادة السلامة وتوفير المعلومات المتعلقة بتدفقات حركة المرور والإزدحام. كما يمكن للذكاء الإصطناعي جمع البيانات من مواقع مختلفة من المحيطات التي يصعب أو يستحيل الوصول إليها، وبالتالي المساعدة في حماية الكائنات البحرية، وتتبع الصيد غير المشروع، واستخدام الروبوتات لمراقبة ظروف المحيطات مثل مستويات التلوث ودرجة الحرارة ودرجة الحموضة.
ومن جانبه أوضح الأستاذ الدكتور سامي إبراهيم الربيعي – الجامعة التكنولوجية في العراق، أن مفهوم الذكاء الإصطناعي بدأ في سنوات متقدمة منذ 1873 عن الدور الذي تلعبه الآلات في تغيير المجتمع التي كانت من الخيال العلمي، وأن مراحل الذكاء الإصطناعي مرت في 4 مراحل أساسية، سوف يتمر بـ 4 مراحل من التقدم باختراع الحاسب الآلي والبرمجة الحديثة والبرمجة الذكية.
وأشار إلى علاقة الذكاء الإصطناعي بالتنمية المستدامة خاصة بالهدف الثاني وهو القضاء على الجوع وإنهاء جميع أشكال سوء التغذية. وسيتحقق ذلك عن طريق مضاعفة الإنتاجية الزراعية ودخول صغار منتجي الأغذية وضمان نظم مستدامة لإنتاج الأغذية وتحسين نوعية الأراضي والتربة تدريجياً.
وأوضح علاقة الذكاء الإصطناعي بالتعليم كتوجيه الآلة لتقوم بدور الإنسان في القيام بعملها من خلال التعليم، ويستخدم التعليم ذو الكفاءة من خلال الروبوتات عن طريق زيادة وطرح والبحث عن المحاضرات والإمتحانات وذلك يمكن حدوثه مع حلول عام 2030.
وألقى الضوء على علاقة الذكاء الإصطناعي بالهدف الثامن من أهداف التنمية المستدامة وهو العمل اللائق والنمو الاقتصادي، حيث تتيح التكنولوجيا فرص عمل جديدة وتوفر القدرة على الصمود في مجال العمل والتجارة والصناعة وتحفز التنمية الاجتماعية والاقتصادية على نطاق أوسع، موضحاً أن إطار الابتكار الرقمي يساعد على تسريع وتيرة التحول الرقمي وتحفيز ريادة الأعمال المبتكرة حول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والشركات الصغيرة والمتوسطة المتسمة بالحيوية.
وأوضح في كلمته عن الذكاء الإصطناعي وعلاقته بالمدن الذكية مشيراً إلى الطفرة التي أحدثها في مدينة العلمين بجمهورية مصر العربية باستخدامها للذكاء الإصطناعي من حيث تلبية الإحتياجات ذاتياً.
كما أوضح علاقة الذكاء الإصطناعي بالإستهلاك وزيادة الإنتاج من خلال الإنتاج الوفير في زيادة الإنتاج من خلال استخدام الماكينات ببرامج معينة.
واختتم كلمته بالحديث عن علاقة الذكاء الإصطناعي بالتغير المناخي مشيراً إلى مؤتمر الذكاء الإصطناعي والحد من التغيرات المناخية الذي أقيم بجمهورية مصر العربية في شهر أغسطس الماضي، حيث سلط المؤتمر أكثر من 30 بحث علمي عن دور الذكاء الإصطناعي سوف في تغيير مجرى الحياة من ناحية التغيرات المناخية كالزلازل التي حدثت في تركيا وسوريا، حيث كان من الممكن للإنسان أن يستشعر به قبل حدوثه من خلال الذكاء الإصطناعي، وبالتالي تجنب الخسائر لأعداد هائلة من البشر.
وفي ختام الجلسة تقدم الدكتور عباس أحمد الأسدي – رئيس مؤسسة التعاون الدولية للتنمية المستدامة بكلمة مختصرة حيث أضاف لما قدموه المحاضرون على مقدار التقدم الكبير الذي تشهده البلدان العربية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي النهاية قدم رئيس المؤسسة درع المؤسسة للسادة المحاضرين ورئيسة الجلسة تثميناً للجهود المبذولة في تقديم أحدث المعلومات عن الذكاء الإصطناعي والتنمية المستدامة.